"الكتيبة 101".. ما تأثير عرض الدراما الوطنية في رمضان؟ (خاص)
بعد اختفائها عن الخريطة الدرامية لسنوات طويلة، عادت المسلسلات الوطنية إلى الواجهة في مصر، وأصبحت وجبة دائمة على مائدة الدراما الرمضانية كل عام.
عودة الدراما الوطنية جاءت مع اهتمام الدولة المصرية بإبراز بطولات رجال القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الاستخباراتية، في معاركها متعددة الاتجاهات ضد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
الموسم الرمضاني هذا العام يشهد عرض مسلسل "الكتيبة 101"، من بطولة آسر ياسين، وعمرو يوسف، وفتحي عبدالوهاب، وأحمد صلاح حسني، وذلك بعدما شهدت السنوات الثلاث الماضية عرض مسلسل "الاختيار" بأجزائه الثلاثة.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء خبراء للوقوف على تأثير الدراما الوطنية على المشاهدين، وأحقية تقديمها باستمرار كل عام.
التأثير النفسي
في البداية، يقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إن الدراما الوطنية تعزز الثقة والانتماء لدى المواطن، وتساهم في بث الروح الوطنية والفخر لدى جموع المواطنين، الأمر الذي يؤدي إلى سريان حالة جمعية من الفخر والعزة للمواطنين حيال الوطن وحيال بعضهم البعض.
ويضيف الباسوسي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن شهر رمضان تحديدا يعد أكثر شهور السنة التي تتزايد فيها نسبة مشاهدة المواطنين للأعمال الدرامية، ومكوثهم ساعات طويلة أمام التلفاز للمتابعة، لذلك يفضل القائمون على إنتاج الأعمال الدرامية عرضها في الموسم الرمضاني، بسبب جاذبية المشاهدة خلال هذا الشهر من جانب، وسبب الربح الاقتصادي من جانب آخر.
فوائد عظيمة
تقول الدكتورة سارة فوزي، المدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الدراما الوطنية لها فوائد عظيمة، فهي تساهم في التنشئة الاجتماعية وتعريف النشء بالجيش والشرطة وبطولاتهم والتضحية التي يقدمونها.
وتضيف فوزي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الدراما جاءت ردا على الحملات الداخلية والخارجية لتشويه أجهزة الدولة، فهي مفيدة في إعادة السرد التاريخي لبعض الأحداث، فهذه الدراما تقطع الشك والروايات الزائفة والمضللة من منظور حقيقي، كمال تكشف حقيقة الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وتوضح فوزي أن عرض هذه المسلسلات يقدم حماة الوطن كقدوة للأطفال والمراهقين، بدلا من الارتباط بالأبطال الخارقين الأمريكيين في الدراما الأمريكية، التي تقدم صورة زائفة لبطل خارق مستعمر.
وتكشف فوزي أن هذا الدراما تساهم في تحقيق الانسجام بين أفراد النسيج الوطني، وتؤثر نفسيا على أسر الشهداء وترسل إليهم رسالة بأننا نقدر تضحيات ذويكم ونحترمهم ولن ننساهم، وأن الوطن ممتن للتضحية التي قدموها فيعزز انتمائهم.
سوبر هيروز مصريون
وتقول الدكتورة شاهندة عاطف، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف، إن الدراما الوطنية من الأعمال الناجحة في مصر، ولكنها انقطعت فترة طويلة بعد مسلسلي "رأفت الهجان" و"دموع في عيون وقحة"، رغم تحقيقهما نجاحا باهرا.
وتضيف عاطف، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الاختيار بأجزائه الثلاثة نجح جماهيريا، لأن الشعب المصري يحتاج مثل هذه الدراما ويتفاعل معها، كما أنها مهمة على صعيد القوى الناعمة للتأثير داخليا وخارجيا والتسويق للقضايا المصرية والدفاع عن النفس.
وتوضح عاطف أن الدراما الوطنية مهمة للأجيال التي لم تعاصر الأحداث، لأنها تقدم لهم سردا تاريخيا بشكل أكثر سهولة وتأثيرا، أفضل من الندوات والمؤتمرات والمناهج الدراسية، فهي تلمس وترا حساسا داخليا في النفوس، وتقدم أبطال هذه الأعمال الدرامية كـ"سوبر هيروز"، مثل "سوبر مان" و"بات مان" وغيرهما.
الدراما أكثر تأثيرا
يقول الدكتور محمد وليد بركات، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الدراما بشكل عام من أكثر الأشكال الإعلامية تأثيرًا، لأنها تستخدم أسلوب الحكي للأحداث والشخصيات، وتقدم الشخصيات عن طريق ممثلين محبوبين عادة، فتؤثر في مشاعر المتلقي واتجاهاته، وقد تصل لسلوكياته.
وأضاف بركات، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن تقديم حدث وطني، يكون أكثر تأثيرا بالدراما من الأشكال الوثائقية، التي هي أكثر تأثيرا من الأشكال الإخبارية.
وطالب بركات بتقديم أعمال وطنية لبطولات من قطاعات مختلفة، مثل القطاع الطبي خلال مواجهة "كورونا"، الذي قدَّم عشرات الشهداء، مؤكدا أن هذا عمل يحتاج للإبراز في مسلسل درامي يقدم العمل الطبي كعمل وطني، ليس كمسلسل "بالطو" الكوميدي أو "لحظات حرجة" الدرامي، بل بتقديم الأطباء كقدوة حسنة للمشاهدين، لإبراز أن خدمة الوطن تتم من خلال كل القطاعات.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA== جزيرة ام اند امز