ناشيونال جيوجرافيك تعلن تفاصيل اكتشاف 800 مقبرة أثرية في مصر
المقبرة محفورة في الحافة الصخرية للجبل وتتكون من فناء مفتوح يؤدي إلى ممر ذي سقف مقبي وما زالت عليها بعض الكتابات الهيروغليفية.
أعلنت مجلة ناشيونال جيوجرافيك عن اكتشاف بعثة مشتركة بين جامعة ألاباما-برمنجهام ووزارة الآثار المصرية أكثر من 800 مقبرة مصرية في مدفن قديم في صحراء منطقة الليشت جنوب العياط بمحافظة الجيزة.
وقالت المجلة عن الاكتشاف: "يمكن أن يقدم نظرة ثاقبة للحياة والموت في المملكة الوسطى منذ حوالي 4000 سنة في (إقليم الأرنب) كما كان يسمى في مصر القديمة، إنها واحدة من أكبر مجموعات مدافن المملكة الوسطى، حيث كان من المعروف منذ آلاف السنين وجود مقبرة تحت الصحراء بالقرب من قرية ليشت بمصر جنوب العياط على حافة الصحراء الكبرى، ويوجد هرمان في شمال وجنوب الدفن، ولكن تم إخفاؤهما منذ فترة طويلة تحت الرمال حتى الآن".
تقول عالمة الآثار سارة باراكاك، أستاذة في جامعة ألاباما في بيرمنجهام، التي شاركت في قيادة البعثة: "ما لدينا في الموقع هو واحد من أكبر المقابر في مقابر المملكة الوسطى في جميع أنحاء مصر، وعلى الرغم من أن المقابر نهبت إلى حد كبير قبل أن تبدأ البعثة عملها فإنها لا تزال تقدم الكثير من الأفكار حول حياة الناس الذين كانوا في يوم من الأيام ينشطون في المدينة القديمة القريبة، ويعتقد أنهم كانوا يشكلون عاصمة المملكة الوسطى".
وتضيف باراكاك "المملكة الوسطى ترجع إلى الفترة ما بين 2030-1650ق.م، وهي فترة تتميز بالفن والثقافة المزدهرة، والكثير مما نعرفه حتى الآن عن الليشت خلال هذه الفترة يأتي من الحفريات واسعة النطاق التي أجريت منذ أوائل عام 1900 من قبل الباحثين في متحف متروبوليتان للفنون، وعثر الفريق على وجه مصبوغ بألوان زاهية في أحد القبور أثناء الحفر في ديسمبر 2017".
وأعلنت وزارة الآثار أن المقبرة محفورة في الحافة الصخرية للجبل، وتتكون من فناء مفتوح يؤدي إلى ممر ذي سقف مقبي، وما زالت عليها بعض الكتابات الهيروغليفية، ويؤدي إلى صالة مستعرضة توجد في الناحية الغربية منها مقصورة صغيرة مزينة ببقايا نقوش.
بدأ عمل البعثة عام 2014 عندما لاحظت باراك وزملاؤها أدلة على نهب الحفر خلال الفترة من 2009 إلى 2013، من خلال صور للأقمار الصناعية عالية الدقة، ومنذ ذلك الحين كشف العمل الميداني، الذي تم تمويله جزئياً من شركة ناشيونال جيوجرافيك، أن معظم الحفر كشف عن قبور في كل مكان من الموقع، فقام الفريق بجمع الصور وإحداثيات الـGPS لتجميع قاعدة بيانات للمنطقة، وعندما وصل الباحثون إلى المكان فوجئنا بقيام اللصوص بإفراغ معظم المقابر.
وأضافت باراك: "النهب اشتد في مصر خلال فترة عدم الاستقرار الاقتصادي الذي أعقب ركود عام 2009، ومنطقة الليشت ليست استثناء".