ثقافة
رئيس "الوثائق المصرية" لـ"بوابة العين": نحارب الإرهاب بالتاريخ
رئيس دار الكتب والوثائق المصرية دكتور أحمد الشوكي يوضح لـ"بوابة العين" كيف تحارب دار الوثائق القومية الإرهاب بالأدلة التاريخية.
قال رئيس دار الكتب والوثائق المصرية أحمد الشوكي لـ"بوابة العين" الإخبارية إن دار الكتب والوثائق المصرية تشارك في الحرب التي تخوضها مصر على الإرهاب بالأدلة التاريخية الثابتة من خلال المصادر التاريخية والمخطوطات.
وكشف الشوكي، في حوار مع "بوابة العين"، عن أن دار الكتب والوثائق المصرية (جهة حكومية) بصدد ترميم مصحف حجازي نادر، قد يكون معاصرا لعهد عثمان بن عفان، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن دار الوثائق تعمل على إطلاق مبادرة عربية للحفاظ على التراث من خلال دعوة للمصريين والعرب لتسليم أي مخطوط لديهم لدار الكتب المصرية لحفظه في ذاكرة الوطن العربي والإسلامي.
وأشاد المسؤول المصري بالتعاون مع الجانب الإماراتي في مجال حفظ التراث، واصفا التعاون بأنه مفعل ويتم العمل على استكماله، حيث أدت الإمارات دورا مهما لدار الكتب والوثائق عبر سنوات، كاشفا عن افتتاح مبنى دار الكتب بباب الخلق، وهو المبنى الذي ساهمت المنحة الإماراتية في ترميمه، مع نهاية العام الحالي.
كيف تواجهون التطرف بواسطة الوثائق والتراث؟
الحقيقية إن دار الكتب والوثائق القومية باعتبارها ذاكرة مصر بما تحويه من وثائق ومخطوطات حتى الدوريات والمجلات، كل هذا يمثل دليلا حيا على هوية هذا الشعب. ما يميز دار الكتب والوثائق القومية أنها الدليل الذي نستطيع به محاربة الإرهاب ليس بالأقوال فقط، وإنما بالأدلة التاريخية الثابتة من خلال المصادر التاريخية والمخطوطات وحتى الآراء المختلفة التي قد تبدو للبعض حاليا فيها بعض الصدمة ليهم.
ولكن كيف يمكن للمصادر التاريخية دحض الأفكار الهدامة؟
في بعض المصادر التاريخية التي ذكرها المؤرخ المصري أحمد المقريزي (1364م - 1442م) أنه في القرن الثامن الهجري كانت هناك احتفالية في الكنيسة المعلقة في مصر القديمة، وحينها طلب الأقباط من القائمين على جامع عمرو بن العاص بعض المشكوات والحصر والأدوات الخاصة بالمسجد حتى يقيموا احتفاليتهم في الكنيسة. وبالفعل هذا ما تم، وبهذه الطريقة يتضح لنا مدى تعاون المجتمع وترابطه، وبالتالي فإن الأفكار الهدامة التي تحاول جهات مختلفة زرعها في الوطن العربي لم تكن موجودة، لكنها أفكار دخيلة علينا؛ لأن هذه حقيقة مجتمعاتنا وهو التسامح والترابط والالتزام والبعد عن كل ما هو غريب وبعيد عن الاعتدال.
كنتم في زيارة أخيرة إلى أذربيجان، ما المناسبة؟
طبعا كدار الكتب والوثائق المصرية يجب أن يكون لدينا تعاون سواء داخل مصر أو خارجها ومن هنا بدأنا مجموعة من الزيارات كان آخرها زيارة إلى أذربيجان وتم خلالها عقد 3 اتفاقيات، الأولى مع المكتبة الوطنية الأذربيجانية والثانية مع معهد المخطوطات في باكو والثالثة مع المكتبة العلمية في أذربيجان، بالإضافة لحضور معرض الكتاب الدولي الأذربيجاني، كما ألقيت مجموعة من المحاضرات في عدد من الكليات والمعاهد المتخصصة سواء كانت العمارة أو الفنون أو التراث أو حتى المكتبات.
وفي رأيي، التواصل المباشر مع الجهات الدولية أولا يقوي العلاقات الثقافية بين الدول؛ لأن الثقافة هي القوة الناعمة وفي الحقيقية يتم محاربتنا بهذه القوة الناعمة، بمعنى أن أكبر مشكلاتنا في الشرق الأوسط هي الحروب على الهوية والثقافية العربية الإسلامية أو المميزة لمنطقة الشرق الأوسط، فحتى نستطيع مواجهة هذه الحرب يجب أن نمتلك القوة الناعمة الكافية للرد على هذه الآراء، وأحد مصادر هذه القوى الناعمة هو العلاقات والروابط الثقافية المباشرة مع الجهات الدولية.
وماذا عن تعاونكم مع الجانب الإماراتي مستقبلًا؟
في الحقيقة التعاون مع الجانب الإماراتي ليس خطة مستقبلية ولكنه خطة موجودة حاليا ونستكملها؛ لأن الجانب الإماراتي كان من الجوانب المهمة لدار الكتب والوثائق المصرية عبر سنوات مختلفة، لا ننسى مساهمة الشيخ سلطان القاسمي في بناء مبنى جديد لدار الوثائق المصرية في الفسطاط، وهو حاليا واحد من أهم المباني التي تمتلكها دار الكتب والوثائق القومية، وأيضا المنحة المقدمة منه لإعادة تأهيل مبنى دار الكتب في باب الخلق بعد تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة (يناير/كانون ثاني 2014) والذي تضرر منه أيضا الطابق الأرضي من المتحف الإسلامي.
وكان من حسن الحظ أن ميزانية مكتب التنسيق الإماراتي بمصر كانت كبيرة (أكثر من 50 مليون جنيه مصري)، فتم ترميم الطابق الثاني من هذا المبنى الذي يمثل دار الكتب في باب الخلق.
متى سيتم افتتاح مبنى دار الكتب بباب الخلق؟
سيتم الافتتاح رسميا مع نهاية العام الحالي.
لديكم داخل دار الكتب والوثائق نحو 100 مليون وثيقة، كم عدد ما يحتاج إلى ترميم؟
بالفعل لدينا 100 مليون وثيقة ويتم مراجعة شاملة لهذه الوثائق لكن طبعا نتيجة العدد الكبير لهذه الوثائق فنحن نتعامل مع الحالات الأكثر إصابة والأشد خطورة مبدئيا، وتكون عملية الترميم وفق هذا التصنيف.
ومع ذلك لا يمكنني تحديد نسبة الوثائق التي تحتاج ترميم لأن الترميم عملية مستمرة، ولأن هناك وثائق أخرى حالتها تتغير، والأهم من هذا أن نسبة الوثائق تزداد يوميا، فنحن لا نتوقف عن جمع الوثائق، حيث هناك لجان مشكلة من الدوائر الرسمية والحكومية والعدد في ازدياد.
وما خطتكم لترميم المخطوطات بعد الانتهاء من ترميم مصحف عثمان بن عفان؟
هناك خطة موضوعة لترميم المخطوطات فدار الكتب المصرية تمتلك 60 ألف مخطوط وما يميز مجموعتنا في المخطوطات أننا نمتلك أكبر مجموعة للمصاحف السلطانية مدون عليها أسماء المماليك وغيرهم من السلاطين.
ونحن بالفعل انتهينا من مصحف عثمان بن عفان وهو في طور الإجراءات النهائية ليتم وضعه في المخازن مع الاحتفاظ بصورة رقمية عالية الجودة للمصحف تمهيدا لدراسة المكان الذي سيعرض فيه لاحقا.
وحاليا نعمل في مجموعة أخرى من المصاحف والمخطوطات النادرة، أحدها مصحف مكتوب بالخط الحجازي قد يكون معاصرا لفترة سيدنا عثمان بن عفان وسيبدأ العمل فيه قريبا.
هل ثمة مبادرات قريبة تتبناها دار الكتب والوثائق المصرية للحفاظ على التراث؟
الفترة القادمة ستشهد مبادرة عامة للحفاظ على التراث من خلال دعوة المصريين والعرب، وتحديدا من يحتفظ بمخطوط ويريد أن يحفظه لذاكرة الوطن العربي والإسلامي نرحب بضمه لدار الكتب المصرية مع شهادة للأسرة أو من يهدي المخطوط.