الناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا: فكر الشعراوي يحرّض على الفتنة الطائفية.. وضد "مسرحة سيرته" (حوار)
فجر أحمد عبدالرازق أبو العلا، عضو لجنة القراءة بالمسرح القومي، مفاجأة حول مسرحية الشيخ الشعراوي، مؤكداً أن النص لم يمر على اللجنة.
وهاجم الناقد المسرحي في حواره مع "العين الإخبارية" اتجاه المسرح القومي بقيادة الفنان إيهاب فهمي لإنتاج عمل مسرحي عن رجل الدين محمد متولي الشعراوي (1911- 1998)، معتبرًا أن أفكار الأخير "تحض على العنف والكراهية"، وإلى نص الحوار.
بدايةً.. ما رأيك في تقديم سيرة الشيخ الشعراوي في عمل مسرحي؟
قبل أي شيء أود الإشارة إلى أنني عضو في لجنة القراءة بالمسرح القومي، ودوري هو قراءة النصوص المسرحية والموافقة عليها، ولكني لا أعرف أي شيئا عن هذه المسرحية من حيث النص، لذا أتساءل: كيف تمت الموافقة على عمل مسرحي دون عرضه على لجنة القراءة؟.
كيف برأيك؟
بالتأكيد، الموافقة على مسرحية الشيخ الشعراوي تمت بغطاء، وجميع أعضاء لجنة القراءة بالمسرح -وأنا أحدهم- لا يعلمون شيئاً عن المسرحية، وقد أجيزت بدون علمي أنا شخصياً، وأنا سمعت إيهاب فهمي، مدير المسرح، يقول إن لجنة القراءة طلبت بعض التعديلات على النص، لكن المسرحية لم تمر أساساً على لجنة القراءة، بدليل أنني عضو في اللجنة ولم أسمع بهذا النص إلا بعد الضجة التي أثيرت في وسائل الإعلام، وأنا لا أعرف مَن هو مؤلفها، وليس لدي أي معلومات عن هذا العرض وما يناقشه.
إذاً ما رأيك في مسرحية الشيخ الشعراوي؟
ليس من مهام المسرح القومي أو أي مسرح من مسارح الدولة أن يقدّم أمسيات دينية، هذا ليس اختصاصه ولا مجاله، وإذا كنا نعتمد على السيرة لإعدادها مسرحياً أو "مسرحة السيرة" فيجب أن تكون هذه السير خاصة بفناني المسرح وليس برجال الدين.
ولو كانت هناك ثمة ضرورة لمسرحة أحد رجال الدين فلا بد أن نختار رجل الدين التنويري، وهناك نصوص لأعمال مسرحية عن الشيخ علي عبدالرازق على سبيل المثال، وهو مؤلف كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، ولدينا أيضاً محمد عبده، لكن حين تقوم بمسرحة أحد - لا أقول رجال الدين فليس هناك عبارة اسمها رجال دين - الرجال المستنيرين فيمكنك تجاوزًا مسرحة عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل.
لماذا ترفض تقديم رجال الدين على المسرح؟
كما قلت، لو كانت هناك ضرورة لذلك فهناك أسماء كثيرة يمكن مسرحتها، مع أنني ضد هذا الأمر تماماً، ولست مع تقديم الشيوخ على مسرح الدولة، ويجب أن يكون الفكر المستنير عند التعامل مع الدين هو أن ننحاز إلى ثقافة التسامح في مواجهة ثقافة العنف، وهنا سؤال يفرض نفسه: من نختار؟ الشيخ الشعراوي أم الشيخ علي عبدالرازق؟.
- لماذا لا نختار الشيخ الشعراوي؟
لأن الشيخ الشعراوي مع احترامنا الشديد له وإيماني الشخصي بقدرته على التفسير، لكنه وظّف هذا التفسير لأغراض أخرى، وفي فترة من الفترات كان يدعو في ثنايا تفسيره إلى التحريض على الفتنة الطائفية، عندما فسر بعض الآيات وأطلق آراءه حول المسيحية وأتباعها.
ولا ننسى لهذا الرجل أبدًا يوم هزيمة 1967 عندما قال: "سجدت لله شكرًا"، فإذا كان الرجل على خلاف مع الرئيس جمال عبدالناصر فما علاقة الوطن؟ وأنا أعتقد أن فكرة انتفاء الوطن في فكر الشعراوي هي نفسها لدى حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان.
بم تفسر هجمة التنويريين المصريين ضد مسرحية الشعراوي؟
هناك أسباب لهذه الهجمة، ومن يختار الشيخ الشعراوي لتقديمه في عمل مسرحي يوافق ضمنياً على فكر الإخوان، هذا رأيي، فمن يدافعون عن تقديم عرض الشعراوي في المسرح القومي هم الإخوان، لذا يجب علينا أن نقف ضد العرض وليس معه، لأنك إذا كنت تريد تقديم رجل تنويري فالشعراوي ليس تنويرياً، وإذا كنت تريد تقديم رجل منحاز لفكرة الوطن فهو أيضاً ليس منجازًا لفكرة الوطن بدليل سجدة الهزيمة.
إذاً، أنت مؤيد لموقف التنويريين؟
بكل تأكيد، أؤيد حملة التنويريين لوقف إنتاج المسرحية، وأنا هنا أعبّر عن رأيي الشخصي، وليس لي علاقة بمن رفضوا، ولكني ضد تقديم هذا العرض على خشبة المسرح أو على أي خشبة، كما أنني ضد تقديمه داخل أي قصر أو بيت من بيوت الثقافة في النجوع وقرى مصر، فالأمر ليس مقتصرا على المسرح القومي، وأنا ضد أفكار الشعراوي لأنها ضد التنوير.