فرص جديدة للسجناء.. "العين الإخبارية" تطلع على الآثار الإيجابية للعفو الرئاسي في مصر
قبل أيام، أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قرارا بالعفو عن 27 مواطنا، من المحكوم عليهم في قضايا جنائية، بينهم فنان يدعى حماده صميدة.
وتلقى قرارات العفو الرئاسي حالة من القبول المجتمعي في مصر، سواء لدى أهالي المفرج عنهم أو من قبل باقي فئات المجتمع، لاسيما أن لجنة العفو الرئاسي مكلفة بإعادة دمج المخلى سبيلهم في الحياة العامة، وإعادة من يمكن إعادته إلى وظيفته السابقة لسهولة دمجه اجتماعيا.
إجراءات قانونية
ويوضح المحامي المصري وعضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي، لـ"العين الإخبارية"، أسباب تجاوب المواطنين مع اللجنة التي تم تشكيلها بقرار رئاسي منذ أبريل/ نيسان الماضي، وتهدف إلى مراجعة الحالات التي ارتكبت جرائم بسيطة ولم تساهم بأي حال من الأحوال في إراقة الدماء سواء بالمشاركة أو التحريض.
ويشير العوضي إلى أن اللجنة منذ تشكيلها وقع على عاتقها تفنيد الطلبات المقدمة لها من ذوي أهالي المحبوسين على ذمة قضايا، أو من صدرت ضدهم أحكام بالفعل، وتراجع اللجنة- التي توسعت في إطار تحديد الجرائم التي يمكن أن تطلب العفو عنها- هذه الطلبات وفقا للشروط التي وضعتها باستبعاد من تورط في الدم أو ساعد عليه، ورفع تقريرها إلى رئاسة الجمهورية مباشرة.
ويوضح أن الجهات المعنية في الرئاسة تقوم بدورها في مراجعة الطلبات والتأكد من صلاحيتها لشروط العفو، قبل أن يصدر الرئيس قرارا جمهوريا بالعفو عن من يستحق.
كواليس الخروج
ولفت العوضي إلى أن إجراءات الخروج من السجن تتم بطريقة ميسرة تحفظ كرامة المعفو عنهم، حيث ينهون كل أمورهم الإدارية داخل السجن، ليخلى سبيلهم مباشرة من باب السجن إلى منازلهم، ولا يتعرضون لإجراءات إدارية أثناء الخروج، وذلك بالتنسيق مع أهالي السجناء من الليلة التي تسبق تنفيذ قرار الإخلاء، لتحضير ملابس ووسيلة مواصلات للمخلى سبيلهم.
وأشار إلى أن إجراءات اللجنة لا تتوقف عند هذا الحد القانوني، موضحا أنها لها دور اجتماعي كبير، حيث تعمل على إعادة المخلى سبيلهم إلى وظائفهم، وذلك بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية، والهدف من ذلك إعادة دمجهم في المجتمع بشكل سلس، الأمر الذي ييسر عليهم متاعب قد يتعرضون لها إذا لم تتدخل اللجنة في توفير العمل.
فرحة لا توصف
شمل قرار العفو الرئاسي الأخير، اسم الفنان المصري حمادة صميدة، الذي قال لـ"العين الإخبارية"، إنه شعر بفرحة لا توصف، بعد علمه بقرار إخلاء سبيله بعفو رئاسي.
وتابع: "تلقيت الخبر فجأة صباح يوم الأول من يناير/ كانون الثاني الحالي، حيث أخطرني أحد المسؤولين في السجن بصدور قرار رئاسي بالعفو عني، وأمامي فقط 5 دقائق للانتهاء من إجراءات الخروج".
وأردف: "لم أصدق نفسي، وبكيت من شدة الفرح، وسجدت لله شكراً، كما دعوت للرئيس السيسي صاحب قرار إخلاء سبيلي وكل من بذل جهدا في هذا".
وحول أعماله المستقبلية، يثق صميدة في أنه سيجد أعمالا درامية مناسبة، لاسيما أن قرار العفو عنه يعطيه دافعا للتعامل مع المجتمع بشكل أفضل.
مردود إيجابي
ويثمن الدكتور سمير عبدالفتاح، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة عين شمس المصرية، اتجاه الدولة في إخلاء سبيل من لم يتورطوا في جرائم لا يجوز فيها العفو، لأن لها مردود على المخلى سبيله وكذلك المجتمع بأسره، يتمثل في أن الدولة لا تقف ضده، وتغفر لمن يستحق أن يعفى عنه.
وتابع عبد الفتاح، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "في العقل الجمعي سيكون التأثير أكبر من مستوى الفرد، لأن الجماعة حين يرون أن الدولة تتسامح بشكل كبير مع السجناء، وفق ضوابط محددة ودون تمييز بينهم لا لغنى أو نفوذ، سيولد ذلك ثقة أكبر وانتشار روح التسامح في المجتمع بشكل كبير، وسيستفيد من ذلك الدولة والفرد والمجتمع بكل تأكيد".
ويدلل عبدالفتاح على رأيه بحالة الفنان حمادة صميدة، مؤكدا أن نتائج خروج فنان كهذا من غير المشاهير سيكون له مردود إيجابي أكبر في المجتمع، لاسيما أن صميدة سيحكي تجربته وآثارها للعديد من الناس، ما يؤدي إلى تحقيق نتائج اجتماعية إيجابية مذهلة متى استمرت هذه القرارات الإيجابية.