باب لـ"الشذوذ".. خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" مخاطر الألعاب الإلكترونية
تشكل الألعاب الإلكترونية التي يمارسها الأطفال بشكل يومي، خطراً داهماً عليهم من جوانب مختلفة.
ويمتد أثر الألعاب الإكترونية على تكوين شخصية الأطفال، من خلال فرض ثقافات تخالف معتقدات المجتمع، وفقا لدراسات عدة.
ويعتقد محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، أن هناك مشكلة متفاقمة تواجه الأطفال من سن 5 سنوات وحتى 10 سنوات، بشكل كبير تصل إلى حد استهدافهم، لتشكيل وعيهم من خلال ألعاب الذكاء الاصطناعي، وتحديدا التي تتم ممارستها من خلال الاتصال التشاركي عبر الإنترنت بين مجموعة مختلفة من الأطفال وهي ما تعرف بألعاب "الأون لاين".
وتكمن المشكلة أن ملايين الألعاب الإلكترونية التي تبث عبر المنصات الرقمية، تحتوي على محتويات جنسية تخاطب الغرائز بشكل مباشر، فضلاً عن أنها تدعو صراحة إلى المثلية الجنسية، من خلال التقدم في مراحل اللعبة من مرحلة لأخرى.
خداع اصطناعي
ويوضح الحارثي لـ"العين الإخبارية"، أن الألعاب الحديثة في أغلبها تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقدرته على تحديد الفئة العمرية لمستخدم اللعبة في الوقت الحالي من خلال طريقة تعامله مع محتوى اللعبة وسلوكه في التعامل مع الشاشة، وتقوم بشكل مباشر بتحديد سلوكيات الطفل وعمره من خلال عمليات خوارزمية معقدة، وبالتالي تميز اللعبة في من يقود اللعبة وتختار المراحل والإعلانات التي تقدمها له، فإن كان في مرحلة عمرية من خمس إلى عشر سنوات تقدم له إعلانات تشكل وعيه وتظل معه في ذاكرته البصرية إلى الأبد.
أما إذا ميزت الألعاب من خلال الذكاء الاصطناعي في أن من يمارس اللعبة الآن في سن أكبر تبث له إعلانات أخرى ومراحل متقدمة في اللعبة بشكل مختلف، وبالتالي تخدع الآباء والأمهات بشكل كبير، ولا يستطيعون تمييز ما يحدث إلا إذا ظلوا مراقبين للعبة وطفلهم يمارسها.
وأوضح أن عملية الاستغلال الجنسي وغرس انتماءات فكرية معينة في مثل هذه الألعاب تعتمد على سرعة التفاعل مع استخدام الأشكال والمؤثرات البصرية المعروضة داخل اللعبة والتي تتحول إلى Action وتختلف من مرحلة عمرية لأخرى.
ويرى استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، أن الأمر الأكثر خطورة هو استغلال المواقع والألعاب لرغبة الطفل في مواصلة تخطيه مراحل معينة من اللعبة، فيقومون بإظهار مجموعة إعلانات تشجيع على المثلية الجنسية، يجب عليه مشاهدتها وهي غير قابلة للتخطي.
وكشف "الحارثي" عن أكثر المراحل العمرية استهدافًا من قبل الألعاب والمواقع، وقال إن الأطفال من 5 سنوات حتى 10 سنوات، يتم التركيز على استهدافهم بشكل كبير، خاصة وأن هذه المرحلة تشكل مرحلة الإدراك والتأثر بالمؤثرات الصوتية والبصرية كافة التي تساعد في تكوين شخصية الطفل.
الحلول
وأضاف: "على المستوى التقني تصعب حماية الطفل من التعرض لهذه الإعلانات التي تظهر في مختلف الوسائل، وحتماً سيري الأطفال هذه الإعلانات التي صممت للتأثير في شخصياتهم وطريقة تفكيرهم"، خاصة في تلك فيما يتعلق بالهواتف الذكية "الأندرويد"، حيث تكون أكثر عرضة لتنزيل تلك الألعاب من خلال "جوجل ستور".
مواجهة رسمية
وقال اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق لأمن المعلومات، إن هناك أزمة كبرى تشكل من تلك الألعاب التي تستهدف بشكل مباشر القضاء على براءة الأطفال وتدمير أخلاقهم وفساد عقولهم، "كما نجد الآن على الساحة محتوى بعض الألعاب الذي يستهدف الأطفال لا يكاد يخلو من الترويج لأمور غير أخلاقية كالمثلية والشذوذ".
وتطرق الرشيدي في حديثه لـ"العين الإخبارية"، للحديث عن دور الدولة في الحد من الأفكار الإباحية والعدائية التي تقدمها بعض الألعاب، وقال إن وزارة الاتصالات المصرية أيضًا داخلها وحدة يطلق عليها "Cert" Computer emergency response team، وظيفتها تأمين الفضاء المصري الإلكتروني من أي هجمات خارجية".
وتابع: "وفي حالة استخدام الطفل لأي تطبيق مسؤول عنه شركات مصرية وتستخدم هذه الإعلانات، تعرضها للمساءلة القانونية في الحال، أما في حالة استخدام تطبيقات من شركات خارج مصر يتم اتخاذ إجراءات دولية من خلال تقديم بلاغ للنائب العام يتضمن اسم الشركة وبياناتها".
واستكمل حديثه، قائلاً: "مباحث الإنترنت التابعة لوزارة الداخلية المصرية تعمل على مواجهة الجرائم والنصب الإلكتروني التي يتم ارتكابها عبر الإنترنت، كما أنها تقدم في الوقت نفسه عمليات توعوية مختلفة للمواطنين".
وتقوم مباحث الإنترنت بدور مهم في رصد ومتابعة أي مواقع إرهابية وإباحية، وتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها عن طريق التنسيق مع الجهات مقدمي خدمة الإنترنت في مصر المتمثلة في شركات المحمول.
وبدورهم يقومون بحجب بث مثل هذه الإعلانات على الألعاب والمواقع المختلفة إذا كانت موجهة من خارج البلاد، عن طريق وضع ضوابط وفلترة لشبكة الإنترنت، أما في حالة إذا كانت مرسلة من داخل الدولة يقومون بتحديد" Ip "المرسل ويتم ضبطه، بحسب ما أكد الرشيدي.
واختتم "الرشيدي" حديثه مناشداً الأسر بضرورة قضاء أوقات كبيرة مع أطفالهم وتوجيههم والاهتمام بهم وتربيتهم، واتباع الوسائل الرقابية في حالة استخدام الطفل للإنترنت عن طريق برامج معينة تمنع الطفل من الدخول على المواقع غير مرغوب فيها، وتقوم بتقديم تقارير يومية للأهالي عما قام الطفل باستخدامه على مدار اليوم.
تصد قانوني
وفي هذا الصدد، قال أحمد مصيلحي رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الطفل لـ"العين الإخبارية"، إن قانون العقوبات المصري نص على وسائل عدة لحماية الأطفال من خطر بث أي ألعاب جنسية أو عرض أي منتج ثقافي أو إعلامي بما فيها العروض السينمائية والتلفزيونية والألعاب الإلكترونية التي تروج لإعلانات غير أخلاقية على الطفل حتى لا تخاطب غرائزه وتحط من أخلاقه، ومن يقوم بذلك يعاقب بالغرامة، وفقاً لقانون الطفل.
ويتفق مصيلحي مع الرأين السابقين في استحالة أن يتم منع الجرائم بالشكل التقني أو القانوني كونها تأتي من خارج البلاد وبالتالي يصعب تعقب الأمر، خاصة وأن هناك ملايين الألعاب الإلكترونية يتم بثها بشكل شبه يومي.
وتتلقى شبكة الدفاع عن الطفل، شكاوى بالمئات من مثل تلك الجرائم يقول مصيلحي، ونجحت بالفعل في التصدي ومجابهة أي انتهاك لحقوق الطفل، أسوة بما حدث عندما تم بث فيلم حلاوة روح منذ أعوام والذي شاركت في بطولته هيفاء وهبي وتم تغريم صناع الفيلم لارتكابهم مخالفات ضد الأطفال.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA=
جزيرة ام اند امز