في يومها الوطني 92.. السعودية تهدي العالم 6 مبادرات تدعم استقراره
في يومها الوطني الـ92، سطرت المملكة العربية السعودية بأحرف من نور، خلال الأشهر الـ9 الماضية، نجاحات قياسية، واختراقات في قضايا المنطقة.
تلك النجاحات كانت نتاجًا لمبادرات سعودية رسمت ملامح مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة، انطلقت من رؤية ترى فيها المملكة تركيا بأنها "دولة شقيقة"، وإيران "جارة للأبد"، وإسرائيل "حليف محتمل" ، وأمريكا "شريك استراتيجي"، وتايلاند "دولة صديقة"، واليمن ولبنان بلدين شقيقين تحرص المملكة على أمنهما واستقرارهما.
ومن منطلق هذه الرؤية الشاملة، نجحت المملكة في إنهاء توترات شابت علاقاتها بمملكة تايلاند امتدت لأكثر من 3 عقود، وأخرى مع تركيا استمرت عدة سنوات، ونجحت في تسوية اختلافات في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن استمرت عامين منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم مطلع العام الماضي، وغيرها من القضايا.
المملكة وتايلاند
بمبادرة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، أجرى رئيس الوزراء ووزير الدفاع في مملكة تايلاند الجنرال برايوت تشان أوتشا في 25 و26 يناير/كانون الثاني الماضي، زيارة رسمية إلى المملكة، أنهت توترا في العلاقات امتد لأكثر من 3 عقود.
وتعد هذه أول زيارة لمسؤول تايلاندي بهذا المنصب منذ تخفيض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى الحد الأدنى من التمثيل عام 1990، على خلفية مقتل دبلوماسيين سعوديين ورجل أعمال سعودي في بانكوك، و"تورط" عناصر من الشرطة التايلاندية في تلك الجرائم، التي أكدت تقارير أنها على صلة بقضية سرقة كبرى لمجوهرات سعودية باتت تعرف إعلاميا "بقضية الماسة الزرقاء".
وعكست تلك المبادرة مقاربة دبلوماسية سعودية، أرست نهجًا سعوديًا أساسه التسامح مع التمسك بالحقوق، مما حقق جملة من المكاسب والأهداف، لكلا البلدين.
ومهدت عودة العلاقات إلى طبيعتها بين المملكة وتايلاند لإطلاق مشروعات وشراكات بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والصناعية والتجارية والاستثمارية والسياحية والزراعية، وكذلك التعاون في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والمجالات الأخرى المهمة.
السعودية وتركيا.. حقبة جديدة
بعد فترة فتور في العلاقات بين السعودية وتركيا استمرت عدة سنوات، بسب اختلاف في وجهات النظر في عدة ملفات، دخل البلدان قبل أشهر في حقبة جديدة، توجت بزيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية في 28 و29 أبريل/ نيسان الماضي، في زيارة هي الأولى له منذ عام 2017، أعقبتها زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا، 22 يونيو/ حزيران الماضي، هي الأولى -كذلك- له إلى أنقرة، منذ توليه ولاية العهد قبل 5 سنوات.
الزيارات المتبادلة أكدت طي صفحة الخلاف بين البلدين وإعادة زخم العلاقات إلى سابق عهدها، بل والانطلاق بها إلى آفاق أوسع، وفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد، تستند إلى العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين.
السعودية وأمريكا
بعد نحو عامين من الاختلاف في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم مطلع العام الماضي، اتجه البلدان إلى إعادة توجيه البوصلة إلى سالف عهدها بما يخدم مصالح البلدين ويدعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
توجت ذلك التقارب، زيارة أجراها الرئيس الأمريكي للرياض 15 و16 يوليو/تموز الماضي تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وتعزيزاً للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين اليبلدين والرغبة المشتركة في تطويرها في المجالات كافة.
كما شارك بايدن في "قمة جدة للأمن والتنمية" التي حضرها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
الحوار مع إيران
في إطار سياستها الهادفة لدعم وأمن واستقرار المنطقة، وتصفير الخلافات، قبلت المملكة الدخول في حوار مع إيران، لحلحلة القضايا العالقة بين البلدين، عبر رحلة استكشافية يجري خلالها مسؤولون لقاءات لم تكشف نتائجها بعد.
إلا أن ولي العهد السعودي، قال في تصريحات له في مارس/ آذار الماضي، عن إيران: "إنهم جيراننا، وسيبقون للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش".
وكشف عن مناقشات جارية بين البلدين للوصول لسبل التعايش، معربا عن أمله الوصول "لموقف يكون جيدًا لكلا البلدين، ويشكل مستقبلًا مشرقًا للسعودية وإيران".
فيما وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في 22 أغسطس/ آب الماضي حوار طهران مع السعودية بأنه "كان إيجابيا"، لكنه قال إن عملية إعادة العلاقات الدبلوماسية تحتاج إلى وقت ولا تتم بين يوم وليلة.
هدنة اليمن.. جهود متواصلة
ومن بين المساعي السعودية، ما تبذله الرياض في اليمن لضمان تحقيق الاستقرار والأمن في البلد الآسيوي، ضمن مقاربة إنسانية سياسية تدعم حلا سياسيا للأزمة اليمنية ومراعاة لأبعادها الإنسانية.
وفيما دعمت المملكة الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة في 2 أبريل/نيسان الماضي، اتخذت خطوات لتعزيز تجديدها مرتين متتاليتين حتى 2 أكتوبر/تشرين الأول القادم، ما قوبل بترحيب واسع من العديد من دول العالم.
عودة السفير للبنان
aXA6IDMuMTM4LjEzNS40IA==
جزيرة ام اند امز