الناتو: فرص تحقيق السلام بأفغانستان كبيرة
بعثة حلف الأطلسي في أفغانستان "الدعم الحازم" تدرب وتساعد القوات المحلية، وهي مكونة من 16 ألف جندي غالبيتهم من الأمريكيين.
أكد ينس ستولتنبرج، الأمين العام للحلف الأطلسي (الناتو) ، الثلاثاء، أن فرص السلام في أفغانستان "أكبر من أي وقت مضى"، حتى مع تصعيد حركة طالبان هجماتها ضد القوات الأفغانية التي تتكبد أعدادا قياسية من الضحايا في صفوفها.
- بعثة الناتو بأفغانستان: تصريحات محادثات السلام مع طالبان "أسيء فهمها"
- مقتل وإصابة 20 في تفجير انتحاري أمام مجمع للشرطة بوسط أفغانستان
وقال ستولتنبرج، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابول، إنّ "إمكانية السلام أكبر الآن عما كانت عليه قبل عدة سنوات"، إلا أنه أقر بأن "الوضع يبقى خطيرا".
وتابع أن "طالبان عليها أن تفهم أن استمرار القتال لا فائدة منه وغير مجد"، مضيفا: "نريد عملية سلام مملوكة للأفغان ويقودها الأفغان. ويجب أن تكون شاملة".
وشكر غني التحالف على دعمه للقوات الأفغانية التي "تحمل عبء" النزاع منذ انسحاب القوات القتالية لحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في نهاية عام 2014.
وتقوم بعثة حلف الأطلسي في أفغانستان "الدعم الحازم" بتدريب ومساعدة القوات المحلية، وهي مكونة من 16 ألف جندي غالبيتهم من الأمريكيين.
وجاءت تصريحات ستولتنبرج بعد ساعات من هجوم لطالبان على مركز للشرطة في أقصى غرب البلاد، أفاد مسؤولون محليون أنه أسفر عن مقتل 20 جنديا على الأقل.
ورغم تصاعد العنف، استخدم ستولتنبرج لهجة تفاؤلية نسبيا خلال زيارته غير المعلنة للعاصمة الأفغانية.
وفقد 20 جنديا آخرين جراء الهجوم الليلي في ولاية فرح، وفق عضو مجلس الولاية داد الله قانيه.
وأعلنت حركة طالبان الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أن أكثر من 20 جنديا قتلوا فيما تم أسر 5 آخرين.
حصيلة الخسائر
وكثفت طالبان من ضغطها على قوات الأمن الأفغانية العام الجاري، حتى مع عقدها مباحثات ثنائية مع الولايات المتحدة.
وذكر تقرير لهيئة تابعة للحكومة الأمريكية أن السلطات الأفغانية فقدت الكثير من زمام السيطرة في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة، إذ تتكبد قوات الأمن خسائر قياسية، ما يجعل التقدم ضد حركة طالبان ضئيلا جدا إن لم يكن معدوما.
وتفيد الأرقام التي أوردتها بعثة حلف شمال الأطلسي "الدعم الحازم" التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، أن الحكومة الأفغانية كانت تسيطر في الأشهر الثلاثة الأخيرة على 226 منطقة من أصل 407 مناطق أو تؤثر فيها، أي ما يعادل 55,5 % من البلاد.
لكن تقرير هيئة "المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان" (سيجار) الذي قام بجمع أرقام، أشار إلى تراجع بنسبة 0,7 % في الربع الأخير .
وفي تقريرها الأخير، نقلت هذه الهيئة عن "الدعم الحازم" قولها إن حصيلة الخسائر هذا الصيف أسوأ من أي وقت مضى.
وأضافت نقلا عن "الدعم الحازم" أنه من الأول من مايو/أيار وحتى آخر يوم توفرت فيه أرقام وهو الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2018، كان معدل الخسائر (في صفوف القوات الأفغانية) الأكبر مما سجل يوما خلال هذه الفترة من السنة".
والإثنين، أعلن مسؤولون أفغان أن وفدا أفغانيا سيشارك في محادثات سلام دولية حول أفغانستان ستستضيفها روسيا في موسكو هذا الشهر، في حين لم تحسم بعد حركة طالبان موقفها.
وأوضحت موسكو أنّها دعت إلى المحادثات أيضاً ممثّلين لكلّ من الولايات المتحدة والهند وإيران والصين وباكستان و5 جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى.
ويأتي اللقاء في توقيت حرج يسعى فيه مبعوث السلام الأمريكي الجديد زلماي خليل زاد لإقناع طالبان بالانخراط في محادثات لإنهاء الحرب، ويُخشى أن يعوق اللقاء الدولي في روسيا هذه الجهود.