الناتو والانسحاب.. أفغانستان أمام الاختبار الصعب
تعتزم دول "الناتو" اتخاد قرار حاسم، اليوم الأربعاء، بشأن مصير تواجد قواتها بأفغانستان، في خطوة ستلقي بظلالها على هذا البلد.
وتوقعت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب-كارنباور، أن يكون التاريخ المحدد لانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، 11 أيلول/سبتمبر المقبل، الذي يتزامن مع ذكرى تفجيرات نيويورك وواشنطن.
وحول طريقة الانسحاب، قالت الوزيرة في تصريحات لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية، الأربعاء: "قلنا دائما إننا ندخل معا، ونخرج معا... أنا أؤيد الانسحاب المنظم. ولذلك أفترض أن هذه هي الطريقة التي سنقررها اليوم".
واستبقت الولايات المتحدة تصريح الوزيرة الألمانية بالإعلان أمس الثلاثاء، عن عزمها سحب قواتها بالتزامن مع ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر الدامية.
وفي هذا الصدد، أوضحت كرامب-كارنباور أن انسحاب الجنود الأمريكيين سيعني أيضا انسحاب الجيش الألماني من أفغانستان، مضيفة "هذا يعني أننا نزامن أيضا خططنا في الناتو مع خطط الولايات المتحدة".
وتعتزم الولايات المتحدة بدء الانسحاب في الأول من مايو/أيار المقبل وإتمامه بحلول 11 سبتمبر/أيلول من نفس العام.
وأكد مسؤول أمريكي في وقت سابق أن هذا الانسحاب سيكون "منسقا" ومتزامنا مع انسحاب القوات الأخرى التابعة لحلف شمال الأطلسي.
وهو ما ستسير عليه بريطانيا التي أعلنت، أمس الثلاثاء، نيتها سحب جميع قواتها من أفغانستان، بحلول ذكرى تفجيرات نيويورك وواشنطن.
ويفترض أن تقرر دول الحلف في اجتماعها الوزاري عبر الفيديو، اليوم، ما إذا كانت الشروط قد تمت تلبيتها لإنهاء مهمة "الدعم الحازم" في أفغانستان، أو ما إذا كان يجب الإبقاء على الوجود العسكري الذي يتمثل بـ9600 جندي من 36 دولة.
وتسعى الحكومة الأفغانية لإبقاء القوات الأمريكية في البلاد لأطول مدة ممكنة؛ نظرا للغطاء الجوي الذي توفره.
لكن حركة طالبان هددت الرئيس الأمريكي جو بايدن من تجاوز المهلة التي حددتها إدارة سلفه دونالد ترامب للانسحاب في مايو، بعد اتفاق الحركة مع واشنطن على ذلك العام الماضي.
أفغانستان والمصير المجهول
وينهي انسحاب القوات الأمريكية وحلفائها في الناتو من أفغانستان، أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، في وقت يحذر فيه معارضو هذه الخطوة من أن السلام ليس مضمونا على الإطلاق بعد قتال استمر عقدين.
وقال تقرير عن تقييم الوضع أرسل إلى الكونجرس، واطلعت عليه "رويترز"، إن الحكومة الأفغانية ستواجه صعوبات في صد طالبان إذا سحب التحالف دعمه.
وخلص التقرير إلى أن كابول لا تزال تواجه انتكاسات في ساحة القتال وطالبان واثقة أن بإمكانها تحقيق نصر عسكري.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن بايدن ينوي أن يعلن من البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أنه سيتم سحب قوات بلاده من أفغانستان في موعد أقصاه 11 سبتمبر .
ويرى معارضو الانسحاب أن خروج القوات أشبه بالدفع بأفغانستان إلى مصير مجهول وهو ما يقول الخبراء إنه ربما كان أمرا محتوما.
وكان حجم القوات الأمريكية في أفغانستان قد بلغ ذروته في 2011 عندما تجاوز 100