"حلم الانضمام للناتو".. الكابوس الأوكراني يوقظ القارة العجوز
يبدو أن التطورات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، جعلت العديد من الدول خصوصا القريبة من منطقة الصراع، تحلم بالانضمام الفوري للناتو.
حلم ربما كان هو أول الغيث في الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث تعارض موسكو انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي"ناتو"، حتى لا يتوسع الأخير بالقرب من الحدود الروسية.
وفي الآونة الأخيرة، سارعت العديد من الدول إلى مناقشة وطلب الانضمام إلى الحلف سواء مع الحلفاء أو داخل مؤسسات الدول ذاتها.
فنلندا تناقش
مؤخرا، بدأت فنلندا في إرسال إشارات الرغبة في الانضمام للحلف عبر تقديم المزيد من المساعدات العسكرية وغيرها في إطار الضغوط التي تتعرض لها أوكرانيا والحرب الدائرة هناك.
وفي وقت لاحق اليوم، يعتزم الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن، حيث يتزايد النقاش بشدة، في تلك الدولة الواقعة في شمال أوروبا، بشأن الانضمام إلى حلف الناتو".
ودفعت الحرب الروسية الأوكرانية إلى تغيير تاريخي في مواقف فنلندا بشأن الانضمام للحلف الأطلسي، فيما تحذر روسيا من ذلك وتؤكد أنه ستكون له تداعيات عسكرية وسياسية خطيرة.
وناقش البرلمان الفنلندي مؤخرا عريضة تدعو إلى إجراء استفتاء على الانضمام إلى الحلف الأطلسي، فيما أكدت رئيسة مجلس الوزراء سانا مارين، التي بادرت إلى هذا النقاش البرلماني العاجل، أن الأمر لا يتعلق بنقاش عام حول انضمام فنلندا إلى "ناتو" أو عدم الانضمام، إلّا أن الظروف السياسية تغيّرت فجأة.
وأظهر استطلاع نُشر مؤخرا أن 53% من الفنلنديين يؤيدون الانضمام إلى الحلف، حيث تضاعف عدد المؤيدين للانضمام في غضون أسابيع قليلة فقط، فكان عددهم في يناير/ كانون الثاني 28% فقط.
السويد على الخط
السويد أيضا من الدول التي تفكر جيدا في الانضمام إلى الناتو رغم تأكيد وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، في وقت سابق أنه ليس لدى بلادها نية لطلب عضوية الحلف رغم الإشارة إلى الاستعداد لفرض عقوبات كبيرة مع شركائها ضد روسيا حال أقدمت على أي "تصرف عدواني" ضد أوكرانيا.
ورغم التحذير الروسي من مغبة الإقدام على هذه الخطوة من قبل السويد، إلا أن رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون ردت على هذا التحذير الروسي قائلة: "أريد أن أكون واضحة للغاية.. السويد هي التي تقرر بنفسها وبشكل مستقل خط سياستها الأمنية".
"الاتحاد" أولا
ومن ساعات قليلة، أعلنت جورجيا تقديم طلب رسمي للانضمام للاتحاد الأوروبي، لتتخذ هذا القرار قبل عامين من الوقت الذي كان متوقعا له، في خطوة قد تمهد للانضمام إلى حلف الناتو.
وقال وزير الخارجية الجورجي، إيراكلي غارابيشفيلي في بيان على الموقع الرسمي للحكومة: "إنه يوم تاريخي لجورجيا، ها نحن نوقع طلبا لعضوية الاتحاد الأوروبي بالنيابة عن بلدنا".
وتابع الوزير قائلا: "يمثل تقديم طلب عضوية الاتحاد الأوروبي حجر زاوية جديد في طريقنا للاندماج مع أوروبا، هذه مرحلة تقلب صفحة جديدة في تاريخنا وتشكل استمرارا لجهود أجدادنا والتي تهدف لفتح الطريق أمام جورجيا لتكون جزاء من العائلة الأوروبية".
وكانت تبليسي تخطط لتقديم هذا الطلب عام 2024، وفقا للبرلمان الأوروبي.
ويأتي إعلان جورجيا تقديم الطلب بعد يومين من طلب جارتها، أوكرانيا، فتح خط سريع لانضمامها للاتحاد الأوروبي.
واتسمت العلاقات بين جورجيا وروسيا بالتوتر منذ إعلان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاما، بسبب دعم موسكو لدولتين انفصاليتين في جورجيا.
وقد قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرج في 2019، إن جورجيا حققت نجاحا كبيرا فى طريق التكامل الأوروأطلسى، وستصبح عضوا فى الحلف دون تحديد موعد ذلك.
وقبل يومين من طلب جورجيا، وقع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، على الهواء مباشرة، طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي في خطوة جاءت وسط أتون الحرب مع روسيا.
وبعثت 8 دول من شرق أوروبا والبلطيق رسائل مفتوحة للاتحاد الأوروبي؛ لتمكين كييف من الحصول على عضوية الاتحاد عبر تقديم أقصى درجات الدعم لها، وهي إستونيا وبلغاريا والتشيك ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا، فيما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تأييدها لانضمام أوكرانيا، وكذلك رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا.
وتنتظر كييف إجراءات معقدة حتى إتمام الانضمام الذي من المرجح أن يستغرق وقتاً، طبقاً لمحددات وضوابط الانضمام للاتحاد.
وشدد الرئيس الأوكراني على أهمية السماح لبلاده بالحصول على العضوية "فوراً" بموجب إجراء خاص؛ مبرراً ذلك بأن "كييف تدافع عن نفسها في مواجهة الحرب الروسية".
ومنذ عام 2014، خصصت الولايات المتحدة 2.5 مليار دولار من المساعدات للقوات المسلحة الأوكرانية، بينها أكثر من 400 مليون دولار في عام 2021 وحده، بحسب تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويطالب الغرب منذ سنوات أوكرانيا ببذل مزيد من الجهود فيما يخص محاربة الفساد والسعي من أجل إدارة أفضل من أجل تعزيز التعاون مع الحلف الأطلسي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت أوكرانيا أنها تأمل بالانضمام عام 2021 إلى خطة العمل تمهيدا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي أبريل/نسيان الماضي، طالب الرئيس الأوكراني بتسريع آلية انضمام بلاده إلى الناتو والاتحاد الأوروبي في ظل التهديدات الروسية.