الإغلاق في أمريكا.. أثر جناح الفراشة يعصف بـ«الناتو» في لحظة حرجة
ما بدا قبل 40 ليلة مماحكة داخلية في أروقة الكونغرس الأمريكي، يتحول شيئًا فشيئًا إلى أزمة كبرى قد تبدل موازين القوى عالميًا.
ففي لحظة حرجة، وبينما تخيم على أوروبا الظلال الثقيلة للحرب في أوكرانيا، تأخرت صادرات الولايات المتحدة من الأسلحة إلى الحلفاء بقيمة تفوق 5 مليارات دولار، وفقًا لتقديرات صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية اطلع عليها موقع "أكسيوس" الأمريكي.
ويمثل ذلك مثالًا جديدًا على التداعيات الناجمة عن الإجازات الإجبارية، وتوقف البرامج، وتباطؤ الأنشطة في مختلف فروع الحكومة الفيدرالية مع دخول الإغلاق يومه الأربعين.
وبدأ الإغلاق الحكومي نهاية سبتمبر/أيلول، على خلفية خلاف الحزبين الرئيسيين حول إعانات التأمين الصحي، إذ يطلب الديمقراطيون تمديدها في حين يصر المحافظون على رفض ربط تمويل الحكومة بهذه المطالب.
لكن آثار الإغلاق انفجرت في أوروبا، حيث قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية لـ«أكسيوس»: "هذا الوضع (تأخر تسليم الأسلحة) يضر فعليًا بكلٍّ من حلفائنا وشركائنا، وكذلك بالصناعة الأمريكية، من حيث القدرة على تسليم كثير من القدرات الحيوية إلى الخارج".
وتأثرت عمليات تسليم أسلحة تشمل صواريخ "أمرام"، وأنظمة القتال "إيجيس"، ومنظومات "هيمارس"، إلى دول مثل الدنمارك وكرواتيا وبولندا، بحسب المسؤول نفسه.
ولم يتضح بعد الوجهة النهائية لهذه الصادرات، لكن مبيعات الأسلحة إلى حلفاء الناتو تُحوَّل في كثير من الأحيان للمساعدة في دعم أوكرانيا.
وأوضح المسؤول أن الصفقات المعلقة تشمل كلًّا من مبيعات الأسلحة المباشرة من الحكومة الأمريكية إلى حلفاء الناتو، وكذلك تراخيص التصدير الممنوحة للشركات الدفاعية الأمريكية الخاصة لتوريد الأسلحة، مضيفًا أن هذه الصفقات عادة ما تمر بإجراءات بسيطة وغير مثيرة للجدل.
ويفرض "قانون مراقبة تصدير الأسلحة" على الكونغرس مراجعة مقترحات بيع الأسلحة.
وقد أُجبر العديد من موظفي وزارة الخارجية المكلّفين بتقديم إحاطات لموظفي لجان الكونغرس – وضمان استكمال العملية – على الإجازة دون راتب، مما أدى إلى إبطاء الإجراءات.
وقال مسؤول كبير آخر إن مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في الوزارة كان يعمل الشهر الماضي بنحو ربع طاقته المعتادة لدعم مبيعات الأسلحة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، تومي بيغوت، لـ«أكسيوس»: "الديمقراطيون يعرقلون مبيعات أسلحة حيوية، بما في ذلك لحلفائنا في الناتو، وهو ما يضر بالقاعدة الصناعية الأمريكية ويعرض أمننا وأمن شركائنا للخطر".
وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جيمس ريش (جمهوري من أيداهو): "الصين وروسيا لا تعانيان من إغلاق حكومي، وجهودهما لتقويض الولايات المتحدة وحلفائنا تصبح أسهل، بينما تتضرر قاعدتنا الصناعية وتظل احتياجات حلفائنا دون تلبية".
وامتد تأثير الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة إلى موظفين إيطاليين يعملون في قواعد أمريكية داخل بلادهم.
وتأثر بنيران الإغلاق الأمريكي نحو 2000 موظف مدني إيطالي. وقالت وزارة الخارجية الإيطالية، اليوم السبت، إن موظفين محليين في بعض القواعد العسكرية الأمريكية بإيطاليا لم يتقاضوا رواتبهم بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، وإن روما تجري محادثات مع السلطات الأمريكية لحل هذه المشكلة.
وأضافت الوزارة أن نحو 2000 موظف مدني إيطالي، معظمهم في قاعدة أفيانو الجوية وقاعدة الجيش في فيتشنسا شمال شرقي إيطاليا، لم يتقاضوا رواتبهم عن شهر أكتوبر/تشرين الأول، رغم أنهم يعملون بموجب عقود عمل إيطالية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA== جزيرة ام اند امز