إسبانيا تستعرض أول قافلة عسكرية أوروبية «ذاتية القيادة»
وسط التوترات عبر الأطلسي، تسعى أوروبا جاهدة لإثبات قدرتها على الاعتماد على نفسها عسكريًا والحفاظ على أمنها.
وبحسب موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، لا يكتفي الأعضاء الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإثبات قدرة القارة العجوز على الدفاع عن نفسها، حيث يسعى هؤلاء إلى ابتكار أنظمة فريدة للعمليات العسكرية.
ومؤخرا، استضافت مدينة إشبيلية الإسبانية العرض التوضيحي النهائي لمشروع "كوماندوز" الذي تبلغ ميزانيته حوالي 27 مليون يورو، يأتي حوالي 90% منها من صندوق الدفاع الأوروبي والذي يعمل على إنتاج أول قافلة لوجستية عسكرية ذاتية القيادة في أوروبا.
وقادت شركة "سينر للفضاء والدفاع" الإسبانية هذا العرض التوضيحي بالتعاون مع شركات أوروبية أخرى متخصصة في تكنولوجيا الدفاع.
وتم دمج نظام "نافيغراوند" من شركة سينر مع نظام إدارة المعارك من شركة إندرا، على منصات مركبات لوجستية من إنتاج شركة إيفيكو للمركبات الدفاعية وشركة ديفينس ديناميكس الأوروبية لأنظمة الأراضي/سانتا باربرا سيستيماس.
ويعتمد هذا النوع الجديد من القوافل العسكرية عاى نمط "اتبعني"، وهو، كما يوحي اسمه، يقوم على مركبات آلية تتبع مركبة أمامية إضافة إلى نمط "مكوك الميل الأخير" لتوصيل الإمدادات من الذخيرة وقطع الغيار والوقود وغيرها من الضروريات إلى المواقع الأمامية دون الحاجة إلى سائق بشري.
وغالبا ما يُقال إن الرجال يخوضون الحروب، لكن اللوجستيات تكسبها وأبرز مثال على ذلك هو الحرب العالمية الثانية عندما طارد ثعلب الصحراء روميل الجيش البريطاني من طرابلس إلى مصر.
لكنه خسر بسبب اللوجستيات حيث أصبحت سلسلة إمداده طويلة جدًا وغير قابلة للدفاع، مما سمح لقوات الحلفاء بقطع تلك الخطوط بفعالية.
ويسيطر المنطق نفسه على جميع الحروب الحديثة اليوم، فكيف يمكن الحفاظ على إمداد الجيوش وقدرتها على التقدم خاصة مع وجود عدد من التهديدات الشاملة المصممة لتعطيل أي دفاعات تقليدية لقوافل الإمداد مثل المسيرات والمدفعية المتطورة، وتكتيكات الكمائن التي تشهدها حرب أوكرانيا.
وبالتالي، تسعى أوروبا لإدخال أنظمة ذاتية التشغيل في القوافل العسكرية، بهدف تقليل المخاطر الإجمالية على الأفراد في قوافل الإمداد.
ويعد إنشاء المركبات البرية ذاتية التشغيل قفزة تكنولوجية من خلال تنسيق المركبات المتعددة، وإدارة أجهزة الاستشعار، والملاحة، وتجنب العوائق، ومعالجة غموض ساحة المعركة وهي مجالات رئيسية يُظهر النظام الإسباني تقدمًا فيها.
قدرة سيادية
وبالنسبة لإسبانيا وأوروبا بشكل عام تتعلق المركبات ذاتية التشغيل بالقدرة العسكرية السيادية مع السعي لتقليل الاعتماد على تكنولوجيا الدفاع غير الأوروبية.
ويمكن أن يشكل هذا النظام الجديد عقيدة اللوجستيات العسكرية المستقبلية من خلال قوافل مختلطة من المركبات المأهولة وغير المأهولة ودمج الأنظمة ذاتية التشغيل في عمليات دعم ساحة المعركة.
ومع ذلك، فإن هذا النظام تم عرضه في بيئة مُتحكم بها، ولم يخضع بعد لظروف قتالية كاملة بما فيها من تحديات مثل عمليات العدو، وتدهور الاتصالات، والتضاريس القاسية.
وعلاوة على ذلك، لا تزال درجة الإشراف البشري المطلوبة موضع تساؤل في ظل تعقيدات تنظيم عمل هذا النظام في ساحة المعركة ومع مرور الوقت، من الممكن تحسين التكنولوجيا والتكتيكات لتحقيق قيادة ذاتية كاملة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA== جزيرة ام اند امز