الناتو يضغط لنزع فتيل أزمة شرق المتوسط
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يعلن عن إجراء زيارات إلى تركيا واليونان الأسبوع المقبل، في محاولة لوأد صراع قد يتحول لحرب تشعل المنطقة
يسعى حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى نزع فتيل الأزمة في شرق المتوسط، على خلفية إصرار نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انتهاك سيادة اليونان، والسعي وراء مطامعه بالتنقيب عن النفط والغاز في مياهها الإقليمية.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الجمعة، عن إجراء زيارات إلى تركيا واليونان الأسبوع المقبل للقاء كبار المسؤولين، في البلدين العضوين بالحلف، في محاولة لوأد صراع قد يتحول لحرب تشعل المتوسط.
- ثمن "عربدة" شرق المتوسط.. أوروبا تضع اقتصاد تركيا على المحك
- مجددا.. أوروبا تنتصر لقبرص في مواجهة السطو التركي
وبحسب بيان صادر عن مكتبه، فإن "ستولتنبرج سيصل إلى أنقرة، الإثنين، للقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، فيما سيصل، الثلاثاء، إلى أثينا لعقد محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس".
وبلغ التوتر بين اليونان وتركيا أوجها خلال الصيف مع نشر قوات بحرية للبلدين في منطقة متنازع عليها غنية بالنفط والغاز، كاد أن يتحول لاشتباك مسلح بين البلدين.
ودفع الخوف من ذلك الحلف إلى السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن آلية لدرء مخاطر نشوب نزاع، فيما بدأت المحادثات العسكرية بين البلدين في سبتمبر/أيلول مدعومة بالجهود الدبلوماسية الألمانية لحل الخلاف.
وأعلن حلف شمال الأطلسي، الخميس، أن اليونان وتركيا أقامتا خطاً عسكرياً ساخناً لتجنب الاشتباكات العرضية في شرق البحر المتوسط.
وكانت اليونان وقبرص رحبتا، الجمعة، ببيان قمة الاتحاد الأوروبي الذي يهدد تركيا بعقوبات في حال واصلت أنشطة أعمال التنقيب عن الغاز في مياه متنازع عليها في البحر المتوسط.
وأصدر قادة الاتحاد الأوروبي إعلانا يحذر تركيا من أن بروكسل قد تفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عمليات التنقيب في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص واليونان، ودعاها لإجراء محادثات.
ووافق جميع قادة دول الاتحاد الـ27 على البيان الذي جاء بعد نقاشات استمرت 7 ساعات، سعت خلالها اليونان خصوصا قبرص لتدابير أكثر حزما تجاه تركيا.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن الاتحاد الأوروبي وجه "رسالة وحدة وتضامن وتصميم لم تترك مجالا لتركيا للشك في أن عليها وقف أنشطتها الأحادية".
وأضاف: "كما أوضحت العواقب التي ستحصل في حال واصلت تركيا سلوكها العدواني، ونحن مرتاحون تماما لنتائج القمة".
وعبّر الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس بدوره عن ارتياحه، وقال إن "العقوبات لم تكن هدفا بحد ذاته".
ولفت إلى أن "الأولوية هي لوضع حد للأنشطة غير القانونية من جانب تركيا وخلق مناخ إيجابي لإفساح المجال أمام حوار بناء"، معتبرا أن "على تركيا الآن أن تقرر ما ستفعله والمسار الذي ستسلكه".