مناورات الناتو.. «رسائل نووية» لروسيا
وسط اتهامات روسية لحلف شمال الأطلسي بالتحضير لصراع عسكري مع موسكو وتلويح الأخيرة باستخدام «النووي»، أعلن «الناتو» عن موعد إجراء مناوراته السنوية، التي لم تخل كذلك من الدفع بسيناريو النووي.
مناورات تأتي في خضم ارتفاع التوتر بين «الناتو» وروسيا على خلفية أزمة أوكرانيا، في رسائل إلى موسكو، بأن الحلف «الأطلسي متأهب و«قادر على الرد على أي تهديد»، بحسب تصريحات للأمين العام للحلف مارك روته.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، قال في تصريحات صحفية بثت الشهر الماضي، إن «الناتو» لم يعد يخفي استعداده لصراع عسكري محتمل مع روسيا، مشيرا إلى مناورات «المدافع الثابت» التي أجريت هذا العام، التي قال إنها أكبر مناورات للحلف منذ نهاية الحرب الباردة.
وعقب اجتماعات استضافتها العاصمة البريطانية لندن، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال روته: «في عالم يشوبه الغموض، من المهم أن نختبر (قوتنا) الدفاعية ونعززها حتى يعرف خصومنا أن حلف شمال الأطلسي متأهب وقادر على الرد على أي تهديد».
وأضاف: «ستركز المناورات بأكملها بصفة خاصة على المملكة المتحدة وبحر الشمال وكذلك بلجيكا وهولندا».
ماذا نعرف عن المناورة المرتقبة؟
وبحسب مسؤولين في الحلف، فإن مناورات (ستيدفاست نون) التي ستستضيفها بلجيكا وهولندا ستشمل نحو 60 طائرة، بينها طائرات مقاتلة من طراز إف-35إيه وقاذفات بي-52 من 13 دولة مشاركة.
ولن تتضمن المناورات أسلحة حية، لكنّ مسؤولين قالوا إن نحو ألفي جندي مشاركين في المناورات سيتدربون على سيناريو مهام تحمل فيها طائرات حربية، رؤوسا نووية أمريكية.
ووفقا لمسؤولين في الحلف الذي يضم 32 عضوا، فإنه من المقرر أن تبدأ المناورات يوم الإثنين وتستمر لمدة أسبوعين تقريبا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر الغرب مرارا من العواقب النووية المحتملة منذ شن موسكو، عمليتها العسكرية بأوكرانيا، في فبراير/شباط 2022.
آخر تصريحاته تلك التي صدرت عنه الشهر الماضي وحذر فيها، من أن بلاده ستقدم على استخدام أسلحة نووية إذا تعرضت لضربة صاروخية تقليدية، وأنها ستعتبر أي هجوم عليها بدعم من قوة نووية هجوما مشتركا.
فهل المناورات تعد ردًا على تحذيرات روسيا؟
مسؤولون في حلف الأطلسي، قالوا إن المناورات ليست ردا على تصريحات موسكو في الآونة الأخيرة وإنما هي تدريبات عسكرية تجري سنويا منذ أكثر من عشر سنوات.
وقال أنجوس لابسلي مساعد الأمين العام للحلف لسياسة الدفاع والتخطيط إن مناورات مثل (ستيدفاست نون) مهمة لإظهار القدرات النووية للحلف وردع أي هجوم لدول الأعضاء.
وأكد أن «حلف شمال الأطلسي كان يراقب ظهور كوريا الشمالية بصفتها قوة نووية، والتوسع السريع للقدرات النووية للصين والتطورات في إيران، لكن من الواضح أن ما يقلقنا أكثر هو روسيا».
ولأكثر من عقد تقام المناورات في الوقت نفسه تقريباً من كل عام والتي يطلق عليها الظهيرة الصامدة، وتشارك فيها طائرات قاذفة وأخرى مقاتلة، يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.
ووفق وكالة «أسوشيتد برس»، فإنه لا يجرى استخدام ذخيرة حية في المناورات النووية، ويجرى الجزء الأكبر منها على بُعد نحو 900 كيلومتر من روسيا في بحر الشمال.