روسيا تتخلص من عبء «الردع النووي» بأسلحة تقليدية فتاكة.. هذه أبرزها
يؤكد التطور الجديد الذي شهدته الأسلحة الروسية الموجهة بدقة بعيدة المدى تزايد الاهتمام بالردع العسكري الاستراتيجي غير النووي.
وبقدر ما تعيد الأسلحة النووية التوازن إلى العلاقات الدولية في عالم مضطرب، لا يزال استخدامها مقيدا بإدراك تأثيرها الكارثي وإمكانية الرد بالمثل، ما يهدد مفهوم الردع في جوهره، ما يجعل الأسلحة التقليدية الحاسمة في ساحات القتال ذات ثقل أهم عند اندلاع المعارك.
وتتضمن قدرات الردع الاستراتيجي التقليدية الهجومية عادةً أسلحة الضربات الدقيقة بعيدة المدى ضد أهداف برية وبحرية، كما تشمل المنظومات الدفاعية الحركية وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، التي يمكن أن تستخدم أيضا في شن الهجمات، كما في حالة صواريخ مكافحة الأقمار الاصطناعية، وفقا لمركز "تشاتام هاوس" البريطاني.
وتمتد قدرات الحرب الإلكترونية والأسلحة الموجهة بالطاقة إلى الاستخدامات الهجومية والدفاعية، وهذه الأنظمة معروفة جيدا وتشمل ما يلي:
إسكندر-إم:
وتسمى صواريخ "إسكندر إم" باسم "SS-26 ستون"، وهي صواويخ باليستية قصيرة المدى، تعتبر خليفة لصواريخ "أوكا SS-23" أو العنكبوت. واعتمد نظام صواريخ إسكندر إم رسميا من قبل الجيش الروسي في عام 2006.
وتتميز صواريخ إسكندر إم عن غيرها بالدقة الشديدة في إصابة الأهداف، بالإضافة إلى ما تتمتع به من سرعة في التحول لأقصى درجات الاستعداد القتالي والتصدي للصواريخ المعادية بشكل فائق في وقت قصير.
وفي شهر مارس/آذار الماضي، استخدمت روسيا الصواريخ في عمليات استهداف أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
وتتكون منظومة إسكندر إم الدفاعية من 51 آلية، بينها 12 منصة إطلاق، و12 عربة للنقل والتعمير، و11 سيارة قيادة، وغيرها من العربات، بالإضافة إلى عدد معين من الصواريخ عالية الدقة وأدوات التدريب الخاصة بها.
ويمكن لتلك الصواريخ إصابة أهدافها على بعد 280 كيلومترا بدقة كبيرة. وتستطيع صواريخ إسكندر إم إصابة هدفين بشكل متوالي خلال دقيقة واحدة، كما أن العدو يجد صعوبة في الكشف عن مسار الصاروخ بعد إطلاقه.
Kh-101/Kh-102:
وتنتمي هذه الصواريخ إلى عائلة صواريخ كروز ثنائية القدرة التي تُطلق من الجو. وهي صواريخ خفية موجهة بدقة دون سرعة الصوت، ومصممة أيضا للطيران على ارتفاعات منخفضة تعانق التضاريس لتعقيد الكشف عنها عبر الرادار. وقد استُخدم لضرب أهداف في سوريا. أما صاروخ Kh-102/AS-23B نووي.19 وتتراوح تقديرات مداه بين 2500 كيلومتر و5500 كيلومتر.
ويحلق الصاروخ بسرعة 0.9 ماخ ويصل وزنه إلى 2.4 طن يمتلك رأسا حربيا تقليديا بوزن 400 كيلوغرام أو رأسا نوويا بقوة 250 كيلوطنا.
يحلق على ارتفاع بين 30 و70 مترا لتفادي الدفاعات الجوية كما يمتلك نظام تشويش داخليا.
يوجه الصاروخ بالملاحة بالقصور الذاتي INS والملاحة بالقمر الاصطناعي Glonass، ومزود بنظام مطابقة الصور لزيادة دقة الإصابة بين 5 و10 أمتار.
صواريخ KH-101 / KH-102 هي صواريخ روسية حديثة جدا من نوع كروز تطلق من منصات جوية (ALCM)، وهي حاليًا الوحيدة في العالم من صواريخ فئة LRSO بعيدة المدى ريثما تنتهي الولايات المتحدة الأمريكية من تطوير صاروخها الخاص من فئة LRSO.
كينجال [الخنجر] 9-S-7760:
وصواريخ "كينجال" تعني "الخنجر"، من الأسلحة الروسية الباليستية فرط الصوتية، كشف عنها الرئيس فلاديمير بوتين في مارس/آذار 2018، وأطلق عليها وصف "السلاح المثالي"، واستعملتها موسكو لأول مرة في حربها على أوكرانيا.
ويُطلق الصاروخ الباليستي فرط الصوتي أو شبه فرط صوتي من الجو، ويتراوح مداه ما بين 1500-2000 كيلومتر، من مقاتلة اعتراضية فرط صوتية حديثة من طراز ميج-31، ويمكن استخدام كينجال ضد أهداف على الأرض وفي البحر، ويمكن تسليحه نوويًا أو تقليديًا، ورغم أنه ليس فرط صوتيا بشكل مستدام، فإنه يمكن أن يصل إلى سرعات فرط صوتية.
ويُزعم أنه يتمتع بقدرة عالية على المناورة، مع خصائص التخفي، يُفترض أن كينجال هو أحد أشكال الصاروخ الباليستي 9M723 لنظام إسكندر-إم.
ويمكن تزويده برأس حربية تقليدية أو نووية، مثل مادة "تي إن تي" (TNT) المتفجرة، ويبلغ وزن هذه الرأس نحو 500 كيلوغرام، وهو مخصص لتدمير السفن الحربية الكبيرة وحاملات الطائرات، ويستطيع تدميرها بشكل كامل أو جزئي.
كما يتميز الصاروخ بأن له قدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة متناهية تشبه دقة القنص، وانحرافه لا يتجاوز مترا واحدا.
وينطلق بسرعة تبلغ نحو 5 آلاف كيلومتر في الساعة، وهو ما يعادل أكثر من 4 أضعاف سرعة الصوت، ويمكن لسرعته أن تصل إلى نحو 12 ضعف سرعة الصوت، أي 14 ألفا و800 كيلومتر/ساعة، وتجعله سرعته العالية أكثر قدرة على اختراق الأهداف المدرعة بشدة، ويصل مداه إلى 3 آلاف كيلومتر.
تسيركون 3M22:
هو صاروخ كروز فرط صوتي مزدوج القدرة بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر، تم اختباره عدة مرات في أواخر عام 2020 ومرة أخرى في يوليو/تموز 2021 من الفرقاطة الموجهة الصاروخية الأدميرال جورشكوف، ويقال إنه أطلق ضد أهداف تدريبية في البحر وعلى الأرض ولكن بأقل من نصف مداه الأقصى، إذا أثبت المشروع نجاحه فمن المحتمل أن يكون قادرا أيضا على الإطلاق من الغواصات.
ومن الصفات الأخرى التي يتمتع بها صاروخ تسيركون أنه من خلال التحليق بهذه السرعة (11000 كيلومتر في الساعة) يعتقد أنه سينجم عن اندفاعه القوي والسريع غيمة من البلازما حوله، ومن شأنها أن تعمل على امتصاص أي موجات راديو، ما يجعله خفيا عن أجهزة الرادار.
توس-1
وتندرج راجمة الصواريخ الثقيلة "توس 1" الخارقة ضمن سلاح قاذفات اللهب، وتعتبر واحدة من أقوى الأسلحة غير النووية في العالم.
و"قاذفة اللهب" الروسية التي تُوصف بـ"الأشد تدميرا على وجهة الأرض" هي آلة عسكرية مجنزرة ضخمة فوقها راجمة صواريخ فتاكة، تضرب الأهداف في معدل زمني لا يزيد على 90 ثانية من لحظة رصدها.
و"توس 1" الملقب بـ"بوراتينو" نظام صاروخي متعدد الإطلاق، مركب على هيكل دبابة "تي 72"، يطلق صواريخ حرارية وحارقة تستخدم الوقود والأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار عالي الحرارة، ويطلق عليها اسم "جدار النابالم".
وتستخدم راجمة الصواريخ "توس 1" صواريخ محملة بمادة الوقود الحارق، ودخلت الخدمة في الجيش السوفياتي عام 1988، وظهرت لأول مرة في أفغانستان في الفترة بين عامي 1988 و1989، وحرب الشيشان الثانية، وتستخدمها جيوش روسيا والعراق وسوريا وأذربيجان وكازاخستان.
كما تستطيع الراجمة حمل ما بين 24 و30 صاروخا من عيار 220 ملم، ولديها القدرة على إطلاق 24 صاروخا خلال 6 ثوان في وضع الإطلاق المزدوج، بينما تصل تلك الفترة إلى 12 ثانية في وضع الإطلاق الفردي، وتضرب الأهداف القريبة بين 400 إلى 600 متر، بينما البعيدة فعلى بعد 6 كيلومترات، وفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز