تيلرسون يحمل رسالة ترامب "المفضلة والحازمة" إلى الناتو
وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، يشارك لأول مرة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي "الناتو" حاملا رسالة ترامب الحازمة بشأن التمويل
"ادفعوا أكثر" هي الرسالة الأبرز التي حملها وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في مشاركته الأولى في اجتماع لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، اليوم الجمعة.
وهذه الرسالة هي التي دأب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على توجيهها لكافة حلفائه الذين يعتمدون على "الحماية الأمريكية" في أوروبا وآسيا؛ حيث يطالب بزيادة نفقاتهم الدفاعية لتخفيف العبء عن الاقتصاد الأمريكي.
ويلتقي تيلرسون وزراء خارجية الدول الـ 28 حلفائه في "الناتو" ببروكسل، وذلك عقب إنهائه زيارته لتركيا، إحدى هؤلاء الأعضاء.
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بأن "الرئيس (ترامب) كان واضحا تماما ووزير خارجيته سيؤكد ذلك: لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تتحمل حصة غير متكافئة من النفقات الدفاعية والقدرة الرادعة للحلف الأطلسي".
وأضاف أنه "من الضروري أن يفي الحلفاء بالتزاماتهم"، محذرا من أن تيلرسون "سيضغط بقوة" في هذا الاتجاه حتى وإن كانت واشنطن تفتقد لوسائل الضغط.
وتتولى الولايات المتحدة، القوة العسكرية الأولى في العالم التي يعتزم ترامب رفع ميزانيتها السنوية إلى 639 مليار دولار، نسبة 68% من مجموع نفقات الحلف.
وكانت واشنطن تشكو قبل وقت طويل من وصول الرئيس الجمهوري إلى السلطة، من عدم توازن حصص الإنفاق بينها وبين حلفائها الأوروبيين.
غير أن ترامب كان صريحا للغاية ومباشرا وهو يطالب الحلفاء بزيادة حصصهم في النفقات، واضعا هذا شرطا لاستمرار الدعم الأمريكي، ومحذرا من أن "الناتو" إن بقي على وضعه الحالي فسيكون "قد عفا عليه الزمن"؛ وهو ما أثار مخاوف أوروبا، وبخاصة ألمانيا ودول أوروبا الشرقية، التي تعتمد بشكل كبير على واشنطن في ردع مطامع روسيا.
وتتحمل دول الحلف الأخرى حصة أكبر من "الأعباء المالية"، من خلال تخصيص ما لا يقل عن 2% من إجمالي ناتجها الداخلي للنفقات الدفاعية.
وهذه النسبة هي ما التزمت به دول الحلف خلال قمة أطلسية في ويلز عام 2014، على أن تحقق هذا الهدف خلال 10 سنوات من ذاك التاريخ. وحتى الآن تمكنت خمس دول أوروبية فقط من تحقيق ذلك.
وأكد الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرج، الخميس، أن الأوروبيين باتوا مدركين لهذه المشكلة.
وعن وسائل حث الأعضاء لزيادة النفقات قال ستولتنبرج إن الحلف يفكر بأن يوجه كل دولة إلى وضع "خطة وطنية" ملزمة لزيادة النفقات العسكرية.
ولم يتضح أكثر ماذا يعني بهذه الخطة الوطنية.
غير أنه سبق وأن أعلنت عدة دول أوروبية، ومنها ألمانيا والسويد بأنها تسعى إلى زيادة نفقاتها العسكرية فيما يخص دعم جيوشها الوطنية في المرحلة المقبلة.
ويفترض أن يجهز اجتماع اليوم الجمعة لقمة الحلف التي سيحضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 مايو/آيار في بروكسل.
وستكون هذه أول زيارة لترامب إلى أوروبا.
وسيناقش اجتماع الحلف الأطلسي الذي أسسته 10 بلدان غربية عام 1949، مسائل أخرى، أبرزها روسيا وأوكرانيا ومكافحة الإرهاب.
ويستقبل تيلرسون نظيره وزير خارجية أوكرانيا، بافلو كليمكين، لتأكيد تضامنهم مع أوكرانيا في مواجهة ما يصفه بأنه "عدوان" روسي في شرق البلاد.
كما أبلغ بقية الأعضاء بأن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها السابقة، وستضمن أن الحلف يملك القدرة على الدفاع عن نفسه، بما في ذلك مواجهة أي عدوان روسي.
وحلف "الناتو" هو تحالف سياسي وعسكري تأسس عام 1949 في ذروة الصراع والتنافس بين أوروبا والولايات المتحدة من ناحية، والاتحاد السوفيتي السابق من ناحية أخرى.
وكان يهدف إلى حماية المصالح الغربية من النفوذ والتمدد السوفيتي، إضافة إلى دعم مصالح الأعضاء المشتركة في أنحاء العالم.
وبموجب معاهدة الدفاع المشترك فإن المهمة الأساسية للحلف كانت حماية دول أوروبا الشرقية من السوفييت، ولكن حين انهار الاتحاد السوفيتي، تراوحت مهام الناتو بين مجابهة تنظيم القاعدة، إلى مكافحة الاتجار بالبشر واعتراض اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى مواجهة النشاط الروسي في شرق أوروبا وبعض المناطق الأخرى في العالم إذا ما أضرت بمصالح الدول الأعضاء.
وتنص المادة رقم 5، التي تنص على أن أي هجوم على أي عضو هو هجوم على دول الحلف كافة، وفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية يناير/كانون الثاني الماضي.
والحلف لا يملك جيشاً خاصاً به، ولكن يعتمد على مساهمات قوات الدول الأعضاء.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA== جزيرة ام اند امز