ماذا سيفعل حلف الناتو بعد الحرب الروسية في أوكرانيا؟
إذا كنت جنديا أوكرانيا في الخطوط الأمامية، فمن الواضح أن الوضع خطير للغاية، مع بدء الحرب الروسية.
وبالنسبة لملايين حول العالم فإن السؤال الأهم في هذه اللحظة، يدور حول موقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) من هذه الحرب التي بدأت فجر اليوم الخميس.
هل سيدافع الناتو عن أوكرانيا؟
المعروف أن أوكرانيا ليست عضوا في الناتو على الرغم من أنها تريد الانضمام وهو أمر عازم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على منعه، كما أن الحلف ليس ملزما بمعاهدة للدفاع عن كييف.
لكن في الوقت الحالي يعمل حلف الناتو المكون من 30 دولة مع أوكرانيا لتحديث قواتها المسلحة، فكندا تدير برنامجا تدريبيا في كييف، بينما تكثف الدنمارك أيضا جهودها لرفع مستوى الجيش هناك إلى معايير الناتو.
كما أن التحالف وعد أوكرانيا بمساعدتها في الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية وأنه سيوفر لها معدات اتصالات آمنة للقيادة العسكرية.
يُذكر أن دول أوروبا الشرقية مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا -التي كانت ذات يوم جزءا من مدار موسكو في العهد السوفيتي- أصبحت جميعها الآن أعضاء في الناتو.
ومع ذلك، كان الناتو قد أكد أنه ليس لديه أي خطط لنشر قوات في أوكرانيا في حال تعرضت لغزو روسي، لكنه وعد بالتركيز على تقديم الدعم.
وسبق أيضا للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن تعهد في وقت سابق من هذا الشهر، بعدم نشر قوات أمريكية في أوكرانيا تحت أي ظرف من الظروف.
في وضع الاستعداد
لطالما أعرب الحلف عن قلقه من التداعيات المحتملة لأي صراع بين روسيا وأوكرانيا لا سيما في منطقة البحر الأسود، حيث ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، وفي بحر البلطيق.
ووضعت وزارة الدفاع الأمريكية حوالي 8500 جندي في حالة تأهب قصوى، فيما أرسلت الدنمارك فرقاطة إلى بحر البلطيق وأربع طائرات حربية من طراز F-16 إلى ليتوانيا.
أما إسبانيا فأرسلت كاسحة ألغام وفرقاطة للانضمام إلى القوات البحرية لحلف شمال الأطلسي في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.
كما تدرس مدريد إرسال طائرات مقاتلة إلى بلغاريا، بينما عرضت هولندا أيضا طائرتين حربيتين من طراز F-35 إلى بلغاريا اعتبارًا من أبريل/نيسان المقبل، وسط توقعات غير مؤكدة بأن ترسل فرنسا هي الأخرى قوات إلى رومانيا تحت قيادة الناتو.
لماذا لا يتحرك الحلفاء بسرعة أكبر؟
نظرا لكون الناتو منظمة سياسية وعسكرية وفي الوقت نفسه يتكون من ثلاثين دولة ذات أولويات مختلفة، فإن اتخاذ القرارات يتم بشكل جماعي وقد يستغرق الأمر وقتا لتعبئة القوات اللازمة لمهام مشتركة.
لدى الناتو أربع مجموعات قتالية بحجم كتائب متعددة الجنسيات، أو حوالي 4000 جندي، بقيادة كندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبولندا.
وتعمل القوات بمثابة "سلك رحلة" لقوة الرد التابعة للناتو التي يبلغ قوامها 40 ألف جندي لتدخل بسرعة وتجلب المزيد من القوات والأسلحة الأمريكية من جميع أنحاء المحيط الأطلسي.
وقد لا تأتي أكبر القرارات حتى يونيو/حزيران المقبل، حيث من المقرر أن يجتمع قادة الناتو في قمة مدريد، حيث من المتوقع أن يوافقوا على خطة رئيسية جديدة، تسمى المفهوم الاستراتيجي، لتعزيز تركيز الناتو على ردع روسيا.