المحميات الطبيعية في الإمارات.. كنوز السياحة البيئية
الإمارات تمتلك مقومات سياحية طبيعية جعلتها مركز جذب للسياح من جميع أنحاء العالم، كما تحتضن مناطق طبيعية خلابة تشمل 128 موقعاً بيئياً.
عشرات الملايين من السياح يزورون الإمارات سنوياً، يدفعهم فضول لا يوصف للتعرف على أبرز المعالم السياحية من أبراج وناطحات سحاب وشواطئ ساحرة، فضلاً عن فخامة وخدمات لا تضاهيها أشهر المناطق السياحية في العالم.
لكن ما قد لا يعرفه البعض أن عناصر الجذب السياحي في الإمارات لا تقتصر على الجانب المعماري والخدمي فحسب، إذ تتمتع الإمارات بمناطق بيئية فريدة تشمل الكثير من المحميات البرية والبحرية التي تضم أروع وأندر الكائنات، إضافة إلى المشاهد التي تخلب ألباب الزائرين.
إنَّها "كنوز الطبيعة" كما تصفها طيف الأميري، مديرة إدارة الاتصال الحكومي في وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، التي تحدثت لـ"العين الإخبارية" عن المشروع الوطني للسياحة البيئية وأبرز مقومات وفوائد هذا المشروع.
128 محمية طبيعية
تحتضن الإمارات مناطق طبيعية خلابة تشمل 128 موقعاً بيئياً، وأطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية المشروع الوطني للسياحة البيئية المعروف باسم "كنوز الطبيعة في الإمارات" عام 2018، وفق قول الأميري.
وتضيف: هدف المشروع في المقام الأول هو الترويج للأماكن السياحية البيئية، وتم إطلاقه على مراحل عدة؛ تمثلت أولها بالترويج لـ43 محمية طبيعية، وفي المرحلة الثانية تم إدراج 85 موقعاً بيئياً معترفاً بها في المنظمات العالمية المتخصصة بهذا القطاع، ومن ضمن تلك المواقع أماكن أثرية وأخرى برية وبحرية خاصة بالغوص وفنادق طبيعية، فيما شهدت المرحلة الثالثة التعاون مع الهيئات البيئية والشركات السياحية للترويج للمعالم البيئية في الإمارات".
وتمتلك الإمارات مقومات سياحية طبيعية جعلتها مركز جذب للسياح من جميع أنحاء العالم، وتقول الأميري: "قد لا يعرف الكثير من الناس أن الإمارات تتميز بتنوع بيولوجي غني من حيوانات ونباتات وكائنات نادرة، ومن بين تلك المواقع جزيرة صير بني ياس ووادي سيجي في الفجيرة ومركز مليحة للآثار في الشارقة".
ولدعم السياحة البيئية منحت بعض الهيئات في الإمارات حق الدخول المجاني لنحو 10 مواقع بهدف زيادة إقبال السياح.
رفع الوعي البيئي
الهدف الأول من المشروع الوطني للسياحة البيئية، كما تقول طيف الأميري، هو رفع الوعي المجتمعي نحو البيئة وبالتالي تحقيق السلوك الإيجابي تجاه الموارد الطبيعية، لافتة إلى أن الترويج للسياحة البيئية يخلق رافداً اقتصادياً للإمارات، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة في هذا القطاع.
على جانب آخر، أشارت الأميري إلى جهود الإمارات في حماية الكائنات المهددة بالانقراض مثل سلحفاة منقار الصقر والطهر العربي والمها العربي وأبقار البحر.
الذكاء الاصطناعي للاستدامة
لا يقتصر استثمار الإمارات للتقنيات الحديثة على القطاع التعليمي والاقتصادي والخدمي فحسب، إذ أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "مختبر الذكاء الاصطناعي" عام 2018، والهدف منه، بحسب الأميري، ضمان استدامة النظم الطبيعية ورصد وتحليل المتغيرات البيئية في الإمارات.
وتابعت: "هذا المختبر يتضمن 3 أنظمة أساسية، هي رصد الطاقة الشمسية والرصد الذي يهتم بالملوثات البيئية وأيضا جودة الهواء ومتغيرات في البيئة البحرية".
محمية الزوراء موطن الكائنات النادرة
التقت "العين الإخبارية" طيف الأميري في محمية الزوراء الطبيعية بإمارة عجمان، وكان لهذا الموقع الساحر حيز من حديث الأميري.
وقالت: "في عام 2017 تم الإعلان عن محمية الزوراء كمحمية طبيعية ضمن الأراضي الرطبة التابعة لاتفاقية (رامسار)، وتمتد على مساحة 3 آلاف هكتار، وتتمتع المحمية بتنوع بيولوجي ثري، إذ تحتوي على أشجار القرم، إضافة إلى الأسماك النادرة والطيور المهاجرة والمقيمة مثل الفلامنجو ومالك الحزين، وتضم أيضاً شعباً مرجانية تضمن التوازن البيئي، كما تعد منطقة جذب للعلماء لإجراء أبحاث حول التنوّع البيولوجي في المحمية".
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg
جزيرة ام اند امز