الأقصى في العشر الأواخر من رمضان.. قرار مرتقب ومخاوف من صدام وشيك
ساعات قليلة وتبدأ عشر أواخر من رمضان لها نكهة خاصة لدى المسلمين الذين يتجهون إلى عبادة الاعتكاف، إلا أنها تصطدم بحاجزي عيد الفصح واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
حواجز تحتاج حنكة سياسية للقفز عليها وعدم السماح بأي فعل من شأنه إثارة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعادة الهدوء إلى ساحة لم تعرف له طعما منذ بزوغ فجر شهر رمضان.
فهل تجنح حكومة إسرائيل للهدوء؟
يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يحسم الموقف بشأن وقف الاقتحامات للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، التي تبدأ يوم الثلاثاء، لكنه اليوم الذي يسبق آخر أيام عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الأربعاء الماضي.
وينقسم موقف قادة الأمن الإسرائيليين بشأن وقف الاقتحامات، بدءا من الأربعاء أو من يوم الخميس أو حتى اقتصار المنع على أيام قليلة، كما يطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عقد خلال اليومين الماضيين مداولات مكثفة حول هذا الموضوع بمشاركة قادة الأمن الإسرائيلي.
وخلصت النقاشات إلى أن وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار يؤيدان الاقتحامات يوم الأربعاء، أما بن غفير فيريد أن تستمر الاقتحامات حتى في أيام العشر الأواخر.
وفي كل عام، توقف إسرائيل الاقتحامات في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، في موقف أشارت إليه الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، مساء الإثنين، قائلة إنه على ما يبدو فإنه لن تكون هناك اقتحامات للمسجد بدءا من يوم الأربعاء.
وفي حال جنوح إسرائيل لمنع الاقتحامات، فإنه بدءا من مساء غد الثلاثاء فلن تكون هناك قيود إسرائيلية على الاعتكاف ليلا بالمسجد حتى نهاية شهر رمضان، ولن يتم فرض قيود على دخول المصلين إلى المسجد إذا كانوا من سكان القدس الشرقية أو إسرائيل أو حاملي التصاريح من سكان الضفة الغربية.
العدد الأقل
إلى ذلك، فقد أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 15 ألفا فقط شاركوا بصلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى مساء اليوم، في عدد مصلين يعتبر الأقل منذ بداية شهر رمضان، حيث سجلت الذروة مساء الجمعة الماضي بوصول أعداد المصلين إلى 140 ألفا.
وقال مراقبون في حديث لـ"العين الإخبارية" إن هذا الانخفاض يعكس خشية المصلين من تصعيد إسرائيلي قبل حلول أيام العشر الأواخر من شهر رمضان.
وكانت اقتحامات الشرطة الإسرائيلية للمسجد والاعتداء على المصلين قد فجرت هجمات ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك بالصواريخ من غزة ولبنان وسوريا.
غالانت باق
واقع أضيف إلى تطورات سابقة، تمثلت في عقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا استثنائيا مساء الإثنين، كان البارز فيه إبقاءه على وزير الدفاع يوآف غالانت بمنصبه بعد أن أعلن الأسبوع الماضي إقالته.
وقال نتنياهو: "كانت لدينا خلافات، وحتى خلافات جدية، لكنني قررت أن أترك الحجج من خلفنا".
رفض انتقاد بايدن
في المؤتمر نفسه، رفض نتنياهو الكلمات النابية من قبل اليمين الإسرائيلي ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال إنه لن يستقبله قريبا في البيت الأبيض.
وقال نتنياهو: "إنني أدين بالتأكيد الكلمات النابية الموجهة ضد جو بايدن، يمكننا أن نختلف، لكنه صديق، وعلى أي حال فأنت لا تلعن الرئيس الأمريكي، أيا كان، فالولايات المتحدة هي حليفنا الذي لا غنى عنه".
واستدرك: "هذا لا يعني أنه كدولة ذات سيادة، لا يمكن لإسرائيل ورئيس وزراء إسرائيل قول كلمة قصيرة في بعض الأحيان للولايات المتحدة، كلمة يطلق عليها، "لا"، وفي بعض الأحيان هناك كلمة من ثلاثة أحرف، تدعى "نعم"، لكن يجب أن تتمتع بالحرية لقول كليهما وأنا أفعل. احتفظ بهذه الحرية لأنني أعتقد أنها مهمة ".
ورجح أن يقوم بزيارة قريبا إلى البيت الأبيض، قائلا: "لا تقلقوا. ستكون هناك زيارة، العلاقات مع الولايات المتحدة وثيقة للغاية، التعاون الأمني والاستخباراتي يحدث الآن، وهو أقوى وأوثق من أي وقت مضى".
انتقاد المعارضة
نتنياهو اعتبر أن "الحكومة السابقة أظهرت ضعفا، مما شجع أعداء إسرائيل"، قائلا: "في ظل الحكومة السابقة، تضاعف عدد الهجمات العدائية، الحكومة السابقة سلمت أراضي الغاز للعدو دون أي مقابل"، في إشارة الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
واعتبر أن تحذيرات الضباط الاحتياط في الجيش بأنهم قد يرفضون الخدمة إذا ما مضت حكومته قدما في خططها لتقييد القضاء "أرسل رسالة مماثلة".
واستدرك: "لكنها الآن ساعتنا، إنها مسؤوليتنا، إنها مسؤوليتي، أنتم تعرفونني، أنا لا أتصرف بتهور. إنني أتصرف بحزم وإصرار وفوق كل شيء أتصرف بمسؤولية".
وأضاف: "أقول لكم الليلة يا شعب إسرائيل، سوف نرفض هذه التهديدات وسنهزم أعداءنا. لقد فعلنا ذلك في الماضي وسنفعل ذلك مرة أخرى، سنعيد إرساء الردع، وسنصلح الأضرار التي ورثناها، وأي أعداء يعتقدون أن هذه فرصة للهجوم مخطئون للغاية".
كيف ردت المعارضة؟
وردا على نتنياهو، قال زعيم المعارضة يائير لابيد في تغريدة على تويتر: "بينما يستمر أعداؤنا في إزهاق أرواح بشرية ثمينة وتسيل دماء إخواننا وأخواتنا في الشوارع، يفقد رئيس الوزراء السيطرة أمام الأمة".
وأضاف: "بدلاً من عقد المؤتمرات الصحفية وإلقاء اللوم على الآخرين في المشاكل التي سببتها الحكومة المتطرفة والفاشلة في تاريخ البلاد، فقد حان الوقت له ولوزرائه أن يتوقفوا عن التذمر وتحمل المسؤولية أخيرًا".
وتابع لابيد: "إن إلغاء الإقالة المتسرعة والفارغة لوزير الدفاع غالانت هي خطوة صحيحة وأهنئه عليها، والآن توقف عن الشكوى واذهب إلى العمل".
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg
جزيرة ام اند امز