قرابين الفصح اليهودي.. إرث الماضي يلقي بظلاله على الحاضر

أدت دعوات جماعات يمينية إسرائيلية لتقديم قرابين عيد الفصح اليهودي في المسجد الأقصى إلى تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وبدأ عيد الفصح اليهودي مساء الأربعاء الماضي ويستمر أسبوعا، وعادة ما تؤدي الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى خلاله إلى توتر في الأراضي الفلسطينية.

ومنذ عامين يتصادف عيد الفصح اليهودي لأول مرة منذ 33 عاما مع شهر رمضان المبارك.

وعادة ما يتواجد آلاف المصلين المسلمين في المسجد الأقصى خلال أيام شهر رمضان، ما يجعل من الاقتحامات عنصر تفجير للتوتر.

ما هو عيد الفصح؟

يمثل عيد الفصح، بحسب التقاليد اليهودية، خروج بني إسرائيل من مصر حيث كانوا عبيدا تحت سيادة فرعون.

وعمليا عيد الفصح هو عيد الحرية الذي يمثل خروج بني إسرائيل من العبودية للحرية. وعلى ذلك فإن هذا العيد يأتي تذكارا لخروج بني إسرائيل من مصر في عهد الفراعنة.

وفي ليلة الفصح اعتاد اليهود الجلوس حول المائدة وقراءة حكاية الفصح (هاغادة بيسح) والتي تتضمن قصصا مختلفة حول خروج بني إسرائيل من مصر، إضافة إلى شرب 4 كؤوس من النبيذ وتناول أطعمة تقليدية وغناء بعض القصائد من حكاية الفصح.

ويمنع على اليهود خلال عيد الفصح أكل خبز الخمير (أو خاميتس بالعبرية).

لذلك، يُعرف عيد الفصح أيضا بـ(عيد الفطير) لفريضة أكل الخبز غير المختمر في أيامه السبعة، تذكارًا للخبز الفطير الذي أكله بنو إسرائيل لدى خروجهم من مصر.

ويقول الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقعه الإلكتروني "إن عيد الفصح اليهودي (بيساح) هو تذكار لخروج بني إسرائيل من مصر ولتحرّرهم من العبودية. ويؤمر اليهود بتلاوة قصة الخروج من مصر وكأنهم شخصيًا شاركوا فيها وليس محض تاريخ، بهدف تأكيد أهمية حريتنا الباهظة الثمن والتي تم تحقيقها بطريقة مليئة بالصعوبات".

الاستعدادات لعيد الفصح

وأضاف أدرعي: "تشهد الفترة التي تسبق عيد الفصح اليهودي استعدادات حثيثة تتمثل بعدة طقوس مميّزة. وأهم هذه الطقوس يتعلق بإزالة الحميتس (الطعام المختمر)، يعني الطعام الذي يحتوي على الحنطة والشوفان والشعير والجاودار أو الحنطة الكتسية".

وتابع "تماشيًا وما جاء في سفر الخروج 12:19 و13:7، يقوم اليهود قبل عيد الفصح بتنظيف منازلهم بدقة ويزيلون أي مواد غذائية وكسرات قد تكون مختمرة. وتبلغ العملية ذروتها بطقس ديني يتم خلاله البحث عن خاميتس بنور شمعة في البيت وتعقبه بركة خاصة والإعلان رسميا عن كون البيت خاليا من خاميتس".

وأضاف: "ومن عادات العيد أيضا بيع خاميتس الذي يُعثر عليه إلى شخص من غير اليهود، عادة من خلال تفويض حاخام بالقيام بعملية البيع، مما يعتبَر خطوة تستكَمل بها عملية التخلي عن خاميتس".

وبسبب الامتناع عن الطعام المختمر، يتناول اليهود الخبز الفطير غير المختمر أو ماتسا خلال العيد. ويتناول العديد من اليهود مأكولات من "دقيق الفطير" المطحون.

ويعود الخبز الفطير إلى أيام الخروج حيث استعجل بنو إسرائيل للخروج من مصر ولم ينتظروا اختمار العجين قبل سفرهم إلى التية وأخذوا معهم الخبز غير المختمر.

بعد أداء صلاة العشاء الاحتفالية، تلتئم العائلات في مأدبة احتفالية خاصةُ تعَرف بـ"ليل هسيدر" (أي ليلة النظام)، تذكاًرا للخروج من مصر.

وتكون المدارس خلالها مغلقة شأنها شأن العديد من المحلات التجارية والأعمال. وتعمل فروع البريد والبنوك لفترات أقل من المعتاد. أّما الصحف فتصدر كالمعتاد.

ما هي قصة قربان عيد الفصح؟

لتقديم قربان عيد الفصح، يمكن استخدام الماعز أو الخروف، ولكن في كلتا الحالتين يجب أن يكون ذكرًا في عامه الأول بلا عيب.

وتشير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير عام 2016، إلى أنه وفقا للمعتقدات اليهودية فإنه في قديم الزمان كانت العائلات اليهودية تشتري الماعز أو الأغنام قبل حلول عيد الفصح، وعشية عيد الفصح كان ممثلا عن كل عائلة يأخذ الماعز إلى الهيكل.

وكان ممثلو العائلات يصطفون كل واحد منهم أمام أحد الكهنة العديدين، الذين كانوا هم أنفسهم مصطفين في صفوف في فناء الهيكل، وبمجرد امتلاء الفناء يتم ذبح القرابين.

وبعد انتهاء الذبح يتم نزع الجلد عن القرابين وإحراقها، أما لحمها فإن كل عائلة تقوم بتناوله في حفلة شواء ليلية احتفالية.

ولكن نظرا لعدم وجود هيكل في الوقت الحالي، فإن اليهود توقفوا عن تقدييم القرابين.

ولكن جماعات يهودية متطرفة تدعو لإقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى، وتجري تدريبات تحاكي تقديم القرابين في الهيكل الذي سيقام مكان المسجد الأقصى.

وتدعو هذه الجماعات أنصارها لتقديم القرابين في المسجد الأقصى كجزء من دعواتها لإقامة الهيكل وهو ما يغضب المسلمين.