الدفع مقابل المحتوى.. جوجل ترضخ لصحف فرنسا
بعد مفاوضات طويلة ومعقدة استمرت عدة أشهر، خضعت شركة التكنولوجيا العملاقة "جوجل" لصحف فرنسا، وتعهدت بالدفع مقابل المحتوى.
ووقّعت "جوجل" اتفاق إطار مع الاتحاد الصحفي الفرنسي لدفع مبالغ مالية للصحف الفرنسية مقابل استخدام محتوياتها، عملاً بالقانون الأوروبي حول ما اصطُلح على تسميته "الحقوق المجاورة".
- كيف يخضع فيسبوك وجوجل لاحترام خصوصية المستخدمين؟
- جوجل في قفص الاتهام البريطاني.. 4.6 مليار دولار غرامة متوقعة
وأعلنت المجموعة الأمريكية واتحاد الصحافة الإخبارية العامة (أبيج)، أبرز ائتلاف مهني للصحف الفرنسية، عن الاتفاق في بيان مشترك.
وأشار البيان إلى أن الاتفاق يأتي "ثمرة أشهر عديدة من المفاوضات في الإطار المحدد من هيئة المنافسة"، وهو "يحدد الإطار الذي ستتفاوض فيه جوجل على اتفاقات فردية للتراخيص مع أعضاء" الاتحاد الصحفي، في مقابل المنشورات المصنفة ضمن فئة "الأخبار السياسية والعامة".
وستغطي اتفاقات التراخيص هذه "الحقوق المجاورة كما ستتيح للصحف الدخول إلى برنامج نيوز شوكايس" الذي رخّصت له "جوجل" أخيرا وتدفع بموجبه مبالغ مالية لوسائل الإعلام مقابل تشكيلة من المحتويات الخاصة.
لكن من غير المعروف حتى الآن حجم الإيرادات التي سيوفرها هذا الاتفاق للصحافة الفرنسية في ظل التكتم على الشروط المالية المتصلة به.
ولم ترد "جوجل" ولا اتحاد الصحف الفرنسية على أسئلة وكالة فرانس برس للاستيضاح بشأن الموضوع.
آفاق جديدة
وأشار البيان إلى أن قيمة الأموال التي ستُدفع للناشرين ستُحتسب بصورة فردية "بالاستناد إلى معايير بينها على سبيل المثال درجة الإسهام في الأخبار السياسية والعامة والحجم اليومي للمنشورات وأيضا الجمهور المتلقي عبر الإنترنت شهريا.
وقال بيار لويت رئيس اتحاد "أبيغ" والرئيس التنفيذي لمجموعة "لي زيكو" الفرنسية الناشرة لصحيفة "لو باريزيان"، إن هذا الاتفاق "يشكل اعترافا فعليا بالحقوق المجاورة للناشرين الصحفيين والبدء بتقاضيهم أموالا من المنصات الرقمية على استخدام منشوراتهم الإلكترونية".
من ناحيته، رأى رئيس فرع "جوجل" الفرنسي سيباستيان ميسوف في هذا الاتفاق تأكيدا على "التزام" المجموعة الذي يفتح "آفاقا جديدة" أمام الناشرين الصحافيين.
ولم يكن مسار بلوغ هذا الاتفاق ميسراً بالكامل. فقد اتهمت الصحافة الفرنسية "جوجل" نهاية 2019 بانتهاك "الحقوق المجاورة" الشبيهة بحقوق الملكية الفكرية والتي بدأ العمل بها نتيجة قانون أقره البرلمان الأوروبي عام 2019 وباشرت فرنسا تطبيقه على الفور.
ومن شأن هذا القانون تحسين تقاسم الإيرادات في القطاع الرقمي لمصلحة الناشرين والوكالات الصحفية.
وبعيد دخول القانون حيز التنفيذ في فرنسا، قررت "جوجل" بصورة أحادية الحد من ظهور الصحف التي ترفض السماح لها باستخدام محتوياتها مجانا (عناوين ومقتطفات من مقالات) ضمن نتائج محرك البحث التابع لها.
واضطرت الصحف الفرنسية مرغمة إلى السير بهذه الشروط لكنها لجأت سريعا إلى هيئة المنافسة التي أمرت المجموعة الأمريكية العملاقة في أبريل/ نيسان 2020 بالتفاوض "بحسن نيّة" مع الناشرين، وهو قرار دعمته لاحقا محكمة الاستئناف في باريس.
ويمتد اتفاق الإطار هذا على 3 سنوات، وهو لا يغطي كل الصحافة المكتوبة الفرنسية، خصوصا الوكالات الصحفية بينها وكالة فرانس برس، إذ لا تزال في طور التفاوض مع "جوجل"، فيما لم تفض محادثات مجموعة الإنترنت مع نقابة ناشري المجلات في فرنسا إلى نتيجة حتى الآن.