خلال مشوارها السياسي، كان بريان نيلسون دائما بجانب كامالا هاريس في اللحظات الحاسمة والآن أصبح المستشار الأكثر نفوذا في حملتها الرئاسية.
في 2011، خاضت كامالا هاريس المدعية العامة لولاية كاليفورنيا آنذاك واحدة من اللحظات الحاسمة في مشوارها السياسي حين قررت الانسحاب من مفاوضات تسوية الرهن العقاري حيث صاغت رسالة لاذعة شارك في كتابتها أحد مساعديها الأكثر ثقة وهو بريان نيلسون.
وبعد أكثر من عقد من الزمان أصبح نيلسون أحد أوائل الأشخاص الذين عينتهم نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية لسباق الأبيض ليشاركها لحظة حاسمة أخرى في حياتها السياسية وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ويعد نيلسون شخصا عمليا لا يمكن تصنيفه على أنه أيديولوجي صريح،حيث يتبع نهجًا مشابهًا لنهج هاريس في الحكم الذي ينبئ بالتحول من وصفات السياسة النبيلة إلى استراتيجية تدريجية تسعى بشكل أكبر لتحقيق الإجماع.
وأعربت جيل هابيج، التي عملت كمستشارة خاصة لهاريس خلال عملها كمدعية عامة لكاليفورنيا، عن اعتقادها أن نيلسون هو الشخص الرئيسي الذي يعمل على حل مشكلات كامالا وقالت "جزء من سبب كونه شريكًا جيدًا لها هو أنه يفهم الطريقة التي تفكر بها ويتوافق معها".
هاريس، التي قضت 4 سنوات فقط في واشنطن قبل أن تصبح نائبة للرئيس، لا تمتلك مجموعة كبيرة من المساعدين القدامى وهو الأمر الذي يجعل نيلسون (47 عامًا) الأكثر نفوذاً داخل المجموعة الصغيرة من المستشارين الذين يشكلون أجندتها في السياسة الداخلية والخارجية.
ويضع الدور الجديد لنيلسون مهمة صعبة على عاتقه وهي صياغة أجندة سياسية متماسكة في فترة قصيرة تتصل بالناخبين، الذين يريدون معرفة المزيد عن سجل نائبة الرئيس ورؤيتها للبلاد، وفي الوقت نفسه الانفصال عن الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي قرار محسوب اتفق نيلسون ومستشارو هاريس الآخرون على وضع الخطوط العريضة لعدد قليل من مقترحات السياسة العامة التي تركز على خفض التكاليف للطبقة المتوسطة بدلاً من إصدار أوراق بيضاء مطولة تحدد رؤية شاملة لولاية ثانية.
لكن الافتقار إلى التفاصيل فتح الباب أمام انتقادات الجمهوريين لهاريس بما في ذلك خصمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب وهي الانتقادات التي رفضها نيلسون خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الشهر الماضي حيث وصف أجندة كامالا بأنها "جوهرية".
كانت هاريس قد أوصت بتعيين نيلسون في منصب وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في إدارة بايدن وهو المنصب الذي أصبح أكثر شهرة مع تطور الحرب في أوكرانيا وفي غزة.
ورغم أنه لم يكن رسميا ضمن فريق هاريس إلا أن نائبة الرئيس استعانت به للمساعدة في مشروعات رئيسية حيث عمل في الكواليس.
وفي حال فوز هاريس في الانتخابات فمن المتوقع على نطاق واسع أن يحصل نيلسون على دور كبير في الإدارة الجديدة.
وقال ناثان بارانكين، الذي شغل منصب رئيس موظفي هاريس بينما كانت المدعية العامة وعضو مجلس الشيوخ "كان نيلسون بمثابة شيء ثابت في عالمها ونوع من الأشخاص الموثوق بهم المتاحين".
وخلال عملها كمدعية عامة، ساعد نيلسون هاريس في تأمين تسوية الرهن العقاري بقيمة 20 مليار دولار ولعب دورًا محوريًا في تمرير قانون حقوق مالكي المساكن في كاليفورنيا.
وقال ترافيس لوبلانك، الذي عمل كمستشار أول لهاريس في تلك الفترة إنها بنت الروابط مع نيلسون خلال أزمة الرهن العقاري حيث كان بريان في قلب الاجتماعات المتوترة.
كما سمح لهما السفر سويا على التعرف على بعضهما البعض بشكل شخصي خاصة مع ذهابهما معا لشراء ملابس جديدة.
نيلسون المنحدر من جنوب كاليفورنيا بدأ دراسته للحقوق في جامعة ييل خلال أسبوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي قال إنها شكلت حياته المهنية.
وبعد العمل في القطاع الخاص، انضم نيلسون إلى قسم الأمن القومي بوزارة العدل وعاد إلى واشنطن أثناء إدارة بايدن، وعمل أيضًا في اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2028.
والتقت هاريس مع نيلسون لفترة وجيزة في حفل عيد الميلاد الذي أقامه المدعي العام السابق إريك هولدر في ديسمبر/كانون الأول 2010، وعينته في فريقها بعد رحلة إلى واشنطن لحضور اجتماع مع المدعين العامين للولايات.
وخلال مقابلة عمل في مطعم بلوس أنجلوس، استجوبت هاريس نيلسون حول آرائه، وانتقلت من قضية إلى أخرى وقال أحد كبار مساعديها السابقين إنها علمت أنهما يفكران في السياسة بطريقة مماثلة.
وأثناء عمله مع هاريس في كاليفورنيا، لعب نيلسون دورا محوريا في قضيتين أخريين هما جوانب أساسية في السيرة الذاتية لنائبة الرئيس وهما التحقيق حول شركة تعليم هادفة للربح وجهودها للقضاء على المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية.
وطوال فترة عمله في وزارة الخزانة، حافظ نيلسون على علاقة وثيقة مع هاريس وعمل على إحدى القضايا الأساسية بالنسبة لها وهي تحسين الوصول إلى الموارد المصرفية والمالية في منطقة البحر الكاريبي وقال الأشخاص الذين عملوا مع نيلسون إنه لم يتفاخر أبدا بصداقته مع هاريس.
وفي وزارة الخزانة، كان نيلسون في قلب حملة العقوبات الاقتصادية التي شنتها إدارة بايدن ضد روسيا، فضلاً عن تحديد سعر النفط الروسي كما زار عشرات الدول وعمل على إبقاء حلفاء الولايات المتحدة على نفس النهج الذي تشكك فيه بعض الدول الأوروبية.