اكتشاف طريقة تذوق البعوض لدم البشر
الباحثون عدلوا البعوض وراثيًا خلال الدراسة حتى يتمكنوا من رؤية الخلايا العصبية التي تعمل عندما تتذوق البعوضة الدم
البعوض من أكثر الحشرات فتكًا في العالم، فهي تنشر أمراضًا مثل الملاريا وحمى الضنك والحمى الصفراء، وتلك الأمراض تقتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص كل عام.
الآن يتعلم الباحثون كيف يتذوق البعوض دماء البشر، وصولاً إلى الخلايا العصبية الفردية التي تستشعر نكهة الدم المميزة واللذيذة.
ولدى إناث البعوض حاسة تذوق تم ضبطها خصيصًا لاكتشاف مجموعة من 4 مواد مختلفة على الأقل في الدم، وفقًا لدراسة لفريق بحثي أمريكي، نشرت في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في مجلة Neuron.
وخلال الدراسة عدل الفريق البعوض وراثيًا حتى يتمكن الباحثون من رؤية الخلايا العصبية التي تعمل عندما تتذوق البعوضة الدم.
ويقول عالم الأعصاب كريس بوتر من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: "التعرف على الخلايا العصبية الخاصة بالتذوق المرتبطة بالدم قد يكون شيئًا يمكننا استخدامه ضد البعوض".
وتتغذى إناث البعوض فقط على الدم لينمو البيض، وهذا يضع الإناث في وضع فريد، لأنهم في حاجة إلى التمييز بين الرحيق الحلو الذي يأكلونه في معظم وجباتهم، والدم الذي يتغذون عليه قبل وضع البيض.
وشك الفريق البحثي في أن أنثى بعوض الزاعجة المصرية، على عكس الذكور، ستكون قادرة على التمييز بين المادتين حسب الذوق.
وفي الواقع، وجد الباحثون في التجارب السلوكية أن للبعوض الأنثوي طريقتين للتغذية، ويستخدم أجزاء مختلفة من الفم لاكتشاف نكهات مختلفة، كما يستخدم نظام تغذية الدم بطريقة تشبه الحقن لتخترق الجلد وتتذوق الدم.
وخلال الدراسة قسم الباحثون البعوض إلى مجموعتين، مجموعة تغذت على دم حقيقي، ومجموعة وضع لها مزيج من 4 مكونات وهي: الجلوكوز (السكر) وكلوريد الصوديوم (الملح) وبيكربونات الصوديوم (الموجود في كل من الدم وصودا الخبز) والأدينوزين ثلاثي الفوسفات أو ATP، وهو مركب يوفر الطاقة للخلايا.
ومثلما يمتلك الإنسان براعم التذوق للتمييز بين النكهات المالحة والحلوة والمرة والحامضة، فإن البعوض لديه خلايا عصبية متخصصة للاستجابة لنكهات معينة.
ولرؤية هذه الخلايا العصبية الذوقية تعمل، عدل الباحثون البعوض وراثيًا بعلامة فلورية تتوهج عند تنشيط خلية عصبية، ثم راقبوا الخلايا الموجودة أثناء الااستجابة لوجبات مختلفة، ونجحوا في تحديدها.
ويأمل الباحثون في أن يؤدي الفهم الأفضل لحواس البعوض في النهاية إلى طرق جديدة لمنعهم من لدغنا ونشر المرض.