نسمة 19.. كيان نسوي جديد لتعزيز دور المرأة باليمن
ألقت جائحة كورونا بظلالها على مختلف قطاعات الحياة ليس في اليمن فقط وإنما بالعالم كله، معطلة عمل الكيانات الاقتصادية والاجتماعية.
ومن القطاعات التي تأثرت كثيرا بتداعيات الوباء العالمي في اليمن، كان قطاع العمل النسوي، وتوقف نشاط منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات المرأة.
الأمر حرم شرائح وفئات محلية ومجتمعية واسعة من خدمات تلك المنظمات، كانت في أمسّ الحاجة لمشاريع مؤسسات المجتمع المدني.
وهذا الواقع استدعى تدخلا من هيئات أممية ودولية ومؤسسات يمنية؛ لإحياء عمل المنظمات النسوية المتأثرة بكورونا، واستعادة أنشطتها، والعمل على تقويتها مستقبلا.
وكان من أساليب الإحياء ومد يد العون للمنظمات المتأثرة، "التشبيك" بين المؤسسات والجمعيات المعنية بشؤون المرأة باليمن.
شبكة نسمة 19
وفي إطار هذه التدخلات، دشنت 20 منظمةً يمنية شبكة "نسمة 19"؛ والتي تم إشهارها مؤخرا في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن؛ بهدف تعزيز دور المنظمات النسوية، وتمكين المرأة اليمنية من المشاركة السياسية والاجتماعية الفاعلة.
وتضم الشبكة مكونات مجتمعية من أربع محافظات هي: عدن، لحج، أبين، الضالع، بواقع خمس منظمات وجمعيات ومؤسسات متخصصة في مجال العمل النسوي.
الشبكة كانت ثمرة من ثمرات مشروع "نساء في مواجهة كوفيد 19" الذي نفذته مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش، بدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتمويل صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني.
وهو ما أشارت إليه مديرة المشاريع بمؤسسة "ألف باء"، آثار علي، مؤكدةً لـ"العين الإخبارية" أن هدف الشبكة يكمن في تقوية وتمكين المنظمات النسوية مجتمعيا.
وأضافت أن الشبكة تسعى إلى تعزيز قدرات هذه الكيانات في مواجهة الصعوبات والطوارئ كالأوبئة والصراعات والأزمات الاقتصادية، وقلة الدعم، وذلك عبر التعزيز المؤسسي وبناء قدراتها الإدارية، وتقديم منح مالية وفنية لتنفيذ مشاريع تخدم المجتمع في المحافظات المستهدفة؛ لضمان استمرارية عمل المنظمات، بحسب مديرة المشاريع، آثار علي.
دعم أممي
شبكة "نسمة 19" حظيت بدعم أعلى الهيئات والكيانات الدولية والأممية منذ خطواتها الأولى قبل نحو عام، حين انطلق مشروع "نساء في مواجهة كوفيد 19".
الإعلامية وداد البدوي، أكدت هذا الدعم، عبر كلمةً ألقتها في حفل إشهار شبكة "نسمة 19" نيابةً عن ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق واليمن، دينا زوربا.
وتحدثت البدوي خلال كلمتها عن تأثيرات كوفيد- 19 على العمل النسوي في اليمن والعالم عموما، وما تسببت به من تعثر وتوقف، أو بتغيير مسارات عملها.
وأكدت أن مشروع "نساء في مواجهة كوفيد- 19" يكتسب أهميته من انتشاله لعثرات العمل النسوي نتيجة الجائحة العالمية.
وهو ما يأتي تأكيداً لمجالات عمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تعزيز مكانة النساء والقضاء على التمييز، وإشراكهنّ في المجالات السياسية والاجتماعية، وفقا لحديث وداد البدوي.
تعزيز السلام
المنظمات العشرين المنضوية في قوام الشبكة، نفذت خلال العام الماضي مشاريع خدمية، ذات العلاقة بمواجهة كوفيد- 19، ضمن المشروع، وذلك في محافظات، عدن، لحج، أبين، والضالع.
لكن هذه الغاية المجتمعية والخدمية ليست الوحيدة وراء إشهار شبكة "نسمة 19" في اليمن، بل أن هناك غايات سياسية للشبكة، تناولها بيان الإشهار بالتفصيل.
وأشار البيان الذي طالعته "العين الإخبارية" إلى أن الشبكة ستعمل على تعزيز المشاركة السياسية لليمنيات، وتواجدهنّ في مسارات بناء السلام في اليمن.
كما ستسهم في استعادة التواجد النسوي داخل قوام الهياكل والمؤسسات السياسية العليا في البلاد، كالحكومات والبرلمان وغيرها، لتفعيل دور المرأة اليمنية.