صفر صافي بحلول 2050.. ماذا يحمل صندوق «طاقة المستقبل» لسنغافورة؟
استثمارات بـ3.7 مليار دولار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة
لضمان استدامة الطاقة عليك أولاً اعتماد خطط للتحول إلى الطاقة النظيفة، نهج صاغته حكومات العالم، حتى أصبح استراتيجية عبور إلى المستقبل المستدام.
وعلى مسار التحول الأخضر والانتقال الطاقوي العادل تعمل سنغافورة، اليوم، على تأسيس صندوق قيمته 5 مليارات دولار سنغافوري (3.7 مليار دولار) للاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة والبنية التحتية، في سعيها لتحقيق هدف صافي انبعاثات صفري بحلول 2050.
صندوق طاقة المستقبل
وقد أوضح نائب رئيس الوزراء لورانس وونغ أمام البرلمان، في 16 فبراير/شباط 2024، أن ما يُسمى بصندوق طاقة المستقبل "سيجعلنا في وضع أفضل للتحرك سريعاً فيما يخص البنية التحتية الحيوية، وتعزيز أمننا بمجال الطاقة النظيفة".
فيما تعتبر محدودية المساحة عائقاً أمام تحول سنغافورة لمصادر الطاقة المتجددة على غرار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وفي الوقت الراهن، يجري توليد 95% من كهرباء الدولة المدينة باستخدام الغاز الطبيعي.
شراء الكهرباء عبر الحدود
وبالنظر إلى أن قطاع الطاقة مسؤول عن 40% من إجمالي الانبعاثات، تعتزم الحكومة استيراد الكهرباء من مصادر منخفضة الكربون من البلدان المجاورة، ما سيتطلب استثمارات في إنشاء الكابلات البحرية والبنية التحتية لشبكة النقل، وتبحث الحكومة أيضاً إنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله.
وأوضح وونغ: "يُعد حجم ما يطلق عليه عملية التحول هائلاً، وعلينا تحقيقه خلال العقدين المقبلين أو أكثر.. ولا يُعد هذا وقتاً كبيراً، خاصة عند النظر إلى ضخامة المهمة".
وكانت سنغافورة قد وافقت في سبتمبر/أيلول 2023 على خطة لاستيراد 2 غيغاواط من كهرباء مولدة من الطاقة الشمسية ومخزنة في بطاريات من إندونيسيا، بعد اتفاق مشابه لاستيراد غيغاواط من الكهرباء من كمبوديا في وقت سابق من العام الماضي.
ونظراً للظروف الجغرافية الفريدة من نوعها في سنغافورة المكوّنة من جزيرة حضرية بشكل شبه كامل، فهي لا تملك كثيراً من الخيارات غير الاعتماد على دول أخرى من أجل الحصول على الكهرباء، فمساحتها الصغيرة تعني أنها لا تقدر على إنتاج ما يكفي من الطاقة المتجددة أو الطاقة النووية، لذلك يعد شراء الكهرباء عبر الحدود، خياراً دبلوماسياً استراتيجياً لتجاوز تحديات المكان والجغرافيات وتداعيات التوترات الجيوسياسية، حتى لا تصبح رهينة لأزمة الطاقة العالمية التي أعقبت الحرب الروسية-الأوكرانية.
وتخطط سنغافورة حالياً لاستيراد غيغاواط واحد إضافي من الطاقة المتجددة، لترتفع الكمية الإجمالية من الطاقة المتجددة التي تستوردها إلى 4 غيغاواط بحلول 2035، أي ما يوازي ثلث سعتها التوليدية الحالية البالغة 12 غيغاواط، وسدس إجمالي احتياجاتها من الطاقة، حسب بيانات وكالة بلومبيرغ.
وقد يبدو هذا الهدف متواضعاً مقارنة بمساعي الولايات المتحدة وبريطانيا لإقامة شبكات خالية من الكربون بحلول الموعد نفسه، إلا أنه يتماشى مع مخاوف سنغافورة التقليدية حيال أمنها القومي، وهو ما يدفعها للسير بخطوات حذرة في البداية.
ويمكن لسنغافورة عبر خططها اليوم للطاقة النظيفة للتحول إلى نموذج ملهم لتحييد الانبعاثات لبناء شبكات كهربائية عابرة للحدود والقارات.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA=
جزيرة ام اند امز