أفريقيا تحتفل بنتائج COP28.. مخرجات تاريخية تضمن حماية مناخ القارة
اجتمعت المجموعة الأفريقية للمفاوضين بشأن تغير المناخ لتقييم عملها خلال مؤتمر COP28، واحتفلت خلال الاجتماع بالنتائج التاريخية لقمة دبي.
جاء الاجتماع، الذي عُقد في مدينة شرم الشيخ المصرية على مدار يومين من 12 إلى 13 فبراير/شباط، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في أديس أبابا، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر.
شاركت المجموعة في مؤتمر COP28، بجدول أعمال من ستة بنود، تضمن توسيع نطاق تمويل المناخ، واتخاذ الإجراءات المناسبة وفق التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس، وتعزيز إجراءات التكيف، وتشغيل صندوق الخسائر والأضرار، وتعزيز التحول العادل في مجال الطاقة، مع ضرورة مراعاة الاحتياجات والظروف الخاصة لأفريقيا.
- قضايا المياه في COP28.. قرارات وتعهدات تؤمن العالم ضد العطش
- أخطر مادة على الأرض.. من يملك اليورانيوم حول العالم؟
تقييم نتائج COP28
ناقش الاجتماع نتائج مؤتمر COP28، الذي عُقد في دبي نهاية العام الماضي، وأجرى تقييمًا لمخرجات القمة وفق الرؤية والمصالح الخاصة بدول أفريقيا.
بشكل عام، عبرت المجموعة عن تقديرها الشديد للنتائج التاريخية التي توصل لها مؤتمر الأطراف COP28، واحتفت بالمخرجات التي تصب في صالح القارة السمراء.
استشهدت المجموعة في البداية بقرارات التأسيس والتشغيل التاريخيين لصندوق الخسائر والأضرار في COP27 وCOP28 على التوالي، باعتبارهما نتيجة رائعة للقارة، التي تعاني بشكل كبير من آثار تغير المناخ وتتعرض لأضراره بالفعل.
شهد اليوم الأول من الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في دبي، قرار تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، الذي يدعم البلدان المعرضة للمخاطر المناخية أثناء تعاملها مع الخسائر الناجمة عن الطقس المتطرف.
في تقييمها لعمل المجموعة في هذا الصدد، أشارت إلى أن مفاوضيها كان لهم دورًا رئيسيًا مع رئاسة المؤتمرين، في التوصل إلى القرار والتأكد من أنه يراعي مصالح أفريقيا بشكل جيد.
في كلمته أمام الاجتماع رفيع المستوى، سلط الرئيس المؤقت للمجموعة، أليك موفونديكا، الضوء على القرارات الرئيسية الأخرى الصادرة عن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين والتي شملت تفعيل صندوق الخسائر والأضرار؛ وتفعيل الهدف العالمي بشأن التكيف؛ واختتام أول تقييم عالمي لاتفاق باريس بنتائج تاريخية؛ بالإضافة إلى إقرار برنامج عمل مسارات التحول العادل.
كانت المجموعة قد أعطت، خلال قمة دبي، أولوية للمفاوضات المتعلقة بالهدف العالمي بشأن التكيف، لأهميته بالنسبة لأفريقيا التي تتحمل وطأة التأثيرات المناخية، واعتبرت إقراره في COP28 أحد انتصاراتها المهمة.
احتفت المجموعة أيضًا بمخرجات COP28 فيما يتعلق بملفات الزراعة والمياه والصحة، وهي قطاعات شديدة الحساسية في القارة، بسبب الطبيعة متعددة الأوجه لتغير المناخ وتأثيراته عليها في معظم البلدان الأفريقية.
قال موفونديكا إن تغير المناخ هو قضية إنمائية تتجاوز قطاع البيئة، وتأثيراته على العديد من القطاعات، كالزراعة والصحة، باتت واضحة وظاهرة على نطاق واسع.
أضاف: "لذا كان قرار تخصيص يومًا للصحة لأول مرة في COP28، أمرًا في غاية الأهمية، لأنه ناقش قضايا المناخ المرتبطة بالصحة، والتأثير متعدد الأوجه للأزمة العالمية".
على جانب أخر، كان إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي في COP28، واحدًا من الإنجازات المهمة لأفريقيا، لأنه يقر الترابط بين تغير المناخ والأمن الغذائي، وهو أحد الملفات الملحة بالقارة.
أشار موفونديكا إلى أن المجموعة تبحث عن طرق مبتكرة للبناء على ذلك، من خلال المشاركة المستمرة وتعزيز أوجه التآزر بين مفاوضي المناخ، وصانعي السياسات من القطاعات الحساسة للمناخ، مثل الزراعة والمياه والصحة وغيرها.
قال: "نحن كمفاوضين، نحتاج إلى أساليب مبتكرة للتعامل مع هذه القطاعات الحساسة للمناخ، ليس فقط لتوسيع فهمنا، ولكن أيضًا لتقديم الدعم لنطاق التنمية الذي يتأثر بتغير المناخ".
أضاف: "بينما نبدأ عام جديد من العمل، وبالنظر إلى نتائج مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وخططنا لعام 2024، أود أن أؤكد من جديد التزامنا بقضايا القارة الملحة".
طموحات أفريقيا
تضرب تأثيرات تغير المناخ أفريقيا بشدة، ويعد ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار والظواهر الجوية القاسية من أبرز التحديات التي تواجهها البلدان في جميع أنحاء القارة.
ذكرت أحدث تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن أفريقيا ستحتاج إلى ما يصل إلى 86.5 مليار دولار أمريكي للتكيف مع تغير المناخ فقط، بحلول عام 2030، على الرغم من أن القارة تساهم بنحو 4% فقط في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
تواجه القارة أيضًا تحديات كبرى في ملف الطاقة، وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن 600 مليون أفريقي غير متصلين بشبكة الكهرباء، و970 مليونًا بدون وقود وتقنيات طهي نظيف.
كما تتعرض بلدان القارة لعدد من التحديات الملحة الأخرى بسبب تغير المناخ، بما في ذلك التأثيرات على الصحة والزراعة والمياه والتنوع البيولوجي.
ناقش الاجتماع العديد من هذه التحديات والقضايا الحاسمة المتعلقة بأفريقيا، والتي من شأنها أن تغذي القرارات الرئيسية المتعلقة بتغير المناخ على مختلف المستويات.
أكدت المجموعة الأفريقية من جديد التزامها بتحقيق طموحات وتطلعات واحتياجات القارة في مجالي المناخ والتنمية خلال الفترة المقبلة.
قال موفونديكا إن التكتل سيواصل تمثيل أولويات أفريقيا وتطلعاتها والدفاع عنها في مفاوضات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وغيرها من العمليات متعددة الأطراف.
أكد أن المجموعة مستعدة ومتشوقة لمواصلة تلقي التوجيه من المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة، ولجنة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي المعنية بتغير المناخ، لضمان حماية المصالح المناخية للقارة.
قال: "كما هو الحال دائمًا، نظل ملتزمين بتوجيهات صانعي السياسات لدينا لضمان مواكبة السياسات ذات الصلة التي توجه أجندة التنمية في القارة".
علق ممثل جمهورية مصر العربية، السفير محمد نصر، على نتائج الاجتماع، مؤكدًا أهمية دور المجموعة الأفريقية في وضع نهج موحد للقارة في مفاوضات تغير المناخ لصالح احتياجات التنمية في بلدان أفريقيا.
قال: "يأتي هذا الاجتماع بعد مؤتمر COP28 الحاسم في دبي، حيث تم التوصل إلى قرارات حاسمة".
أضاف: "لذلك يسعدنا دعم الجهود المستمرة حول نهج موحد لمواجهة تحديات التنمية في أفريقيا".
يجدر الذكر بأن مجموعة المفاوضين الأفريقيين بشأن تغير المناخ تأسست في العام 1995، وتمثل مصالح 54 دولة أفريقية، خلال المفاوضات الفنية في مؤتمرات الأطراف (COP) بشأن تغير المناخ.
aXA6IDMuMTM2LjI2LjE1NiA= جزيرة ام اند امز