تودد نتنياهو للناخبين العرب.. حيلة جديدة لإبعادهم عن صناديق الاقتراع
رئيس الوزراء الإسرائيلي أخفق في عقد لقاء حاشد مع المواطنين العرب بمنطقة طمرة شمالي الأراضي المحتلة مطلع الأسبوع الماضي
خلافا لاستراتيجية مهاجمة الناخبين العرب في الانتخابات السابقة؛ تعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو خلال الأيام الماضية التقرب منهم في حملة جديدة تهدف لتحييدهم والحد من نسبة تصويتهم في السباق الانتخابي المقبل.
ويملك المواطنون العرب مليونا من أصل 6 ملايين و454 ألف صوت في الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم الإثنين المقبل.
ويخشى نتنياهو، الذي يواجه انتخابات ستحدد مستقبله السياسي، من أن كثافة التصويت في أوساط المواطنين العرب تنعكس سلبا على قوة الأحزاب اليمينية التي تدعمه.
ففي خطوة غير مسبوقة، تحدث نتنياهو إلى محطة تلفاز عربية في الداخل الفلسطيني، دعا فيها المواطنين العرب، الذين يشكلون نحو 20٪ من عدد السكان، للتصويت لحزبه الليكود.
كما حاول نتنياهو ترتيب لقاءات مع مواطنين عرب في المدن والقرى العربية، ولكنه أخفق في مسعاه.
- من كرة القدم إلى العرب.. نتنياهو "النحس" في مرمى السخرية
- محاولة بائسة.. نتنياهو يدعو عرب إسرائيل للتصويت لحزبه
وقال محمد السيد، المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي، إن نتنياهو هاجم في أحاديثه القائمة المشتركة التي تمثل الأحزاب العربية بإطلاقه شعار "لا شيء"، زاعما أن النواب العرب لم يقدموا شيئا لمواطنيهم.
وأضاف السيد، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "الهدف ليس الحصول على الأصوات العربية فهو يدرك أن المواطنين العرب بغالبيتهم العظمى لن يصوّتوا لحزبه، ولكنه يريد أن يحد من نسبة التصويت للقائمة العربية ليبقيها في أفضل الأحوال بحدود 13 مقعدا من أصل 120 بالكنيست كما هي عليه الآن، وأيضا إحباط المواطنين العرب وعدم توجههم لصناديق الاقتراع".
وتابع: "نتنياهو يخشى من أن تؤثر زيادة تمثيل المواطنين العرب بالكنيست القادم على إمكانية حصول كتلة اليمين على الـ61 صوتا المطلوبة منه لتشكيل الحكومة القادمة".
ورأى المحلل السياسي أن نتنياهو يسعى للحصول على 61 مقعدا ويعمل كل جهده لتحقيق هذا الهدف، فهو توجه إلى العرب بشكل غير مسبوق وتحرك في أوساط اليهود الإثيوبيين "الفلاشا".
وأردف: "نتنياهو يريد الحصول على 61 صوتا من أجل تحصين نفسه ما بعد الانتخابات، وتحديدا في مواجهة المحكمة، وليس من المستبعد في حال عدم حصوله على هذه الأصوات أو تشكيل حكومة وحدة وطنية أن يعتزل بضمانات واضحة جدا من الرئيس الإسرائيلي".
وأخفق رئيس الوزراء الإسرائيلي في عقد لقاء حاشد مع المواطنين العرب بمنطقة طمرة شمالي الأراضي المحتلة مطلع الأسبوع الماضي.
وأخفق رئيس الوزراء الإسرائيلي في عقد لقاء حاشد مع المواطنين العرب بمنطقة طمرة شمالي الأراضي المحتلة مطلع الأسبوع الماضي.
وأوضح أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، أن اللقاء لم يحقق النتائج المرجوة منه، فلم يحضره سوى 30 شخصا على الرغم من الترتيبات المضنية التي سبقته.
وزاد عودة: "نتنياهو جاء للقاء المواطنين العرب من أجل أن يكذب، لأنه يكذب كما يتنفس، ولكنه لم يجد أكثر من 30 شخصا في استقباله".
واستطرد رئيس القائمة المشتركة ساخرا: "هل تعرفون ماذا يعني أن شخصا ترأس الحكومة لمدة 11 عاما ولديه كل إمكانيات السلطة وإغراءاتها ولا يستقبله أكثر من 30 شخصا؟ هذا يؤكد الانتماء الرائع والعظيم والشجاعة لدى أبناء شعبنا".
في دعاية انتخابية له، نشر النائب العربي الدكتور أحمد الطيبي شريط فيديو يظهر فيه نتنياهو غير قادر على النوم خشية الأصوات العربية.
وقال الطيبي: "نتنياهو مأزوم وهو خائف منكم ومنا يخشى القائمة المشتركة، بالانتخابات الأخيرة 350 ألف صوت لم يصلوا إلى الصناديق، إذا وصلتم هذه المرة فإن نتنياهو سيذهب إلى البيت أو السجن".
ومن المقرر أن تبدأ في السابع عشر من شهر مارس/آذار المقبل محاكمة نتنياهو بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الثقة، وهي اتهامات قد تقوده في حال ثبوتها إلى السجن.
حملة الليكود وسط الناخبين العرب لا تعدو كونها إحدى محاولات إحباطهم لخفض نسبة التصويت وفقاً للقائمة المشتركة التي أوضحت أنها تنظر لتحركات نتنياهو في هذا السياق.
وأشارت القائمة كذلك إلى أن الحملة تعمل على دق الأسافين بين الجماهير العربية وقيادتها الجماعية المنتخبة، لأن نتنياهو يعي جيدا أنه إذا حصلت القائمة المشتركة على 16 مقعدا فلن يكون باستطاعته تشكيل الحكومة.
وفي محاولة أخرى من قبل "الليكود"، فقد تم توزيع شريط فيديو يظهر فيه القيادي بالحزب والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات "الشاباك" أفي ديختر وهو يتحدث بالعربية للناخبين العرب.
وقال ديختر: "اصحوا يا عرب إسرائيل، ٧٢ سنة بعد قيام الدولة وما زلتم تعطون أصواتكم للأحزاب العربية، فكروا قليلا، ماذا استفدتم من أعضاء القائمة المشتركة.. هل تنتخبون أعضاء في البرلمان الفلسطيني أم أعضاء للبرلمان الإسرائيلي في دولتكم إسرائيل لخدمتكم؟ إن القائمة المشتركة تأخذكم إلى الانفصال والليكود يأخذكم للاندماج بالدولة.. صوتوا لليكود".
وجاءت هذه المحاولات بعد كشف النقاب عن وقوف جهات يمينية إسرائيلية خلف حسابات في "فيسبوك" تدعو المواطنين العرب لمقاطعة انتخابات الكنيست.
وحذف "فيسبوك" 30 حسابا تدعو لمقاطعة الانتخابات بعد اكتشاف أنها مزيفة.
وذكر النائب سامي أبوشحادة: "كما أكدنا عدّة مرات في الآونة الأخيرة، اليمين خائف من أصوات العرب، وهم يستمرون بمحاولة خفض نسبة التصويت في مجتمعنا العربي".
وأعلنت القائمة المشتركة سعيها للحصول على 16 مقعدا، إذ وضعت هدف زيادة 120 ألف صوت على نتيجة الانتخابات الماضية في شهر سبتمبر/أيلول 2019.
وأكدت ثقتها بالجماهير العربية التي تتحلى بالوعي الكافي لكشف ألاعيب وحركات الليكود الدعائية العنصرية بالتحريض والتدليس، التي يحاول عبرها في كل انتخابات التقليل من نسبة المصوتين العرب.
ولفتت القائمة المشتركة إلى أنه سيكون للمصوتين العرب دور حاسم في الإطاحة بنتنياهو وسياسته العنصرية المفضوحة، وسينقلب السحر على الساحر.
وبلغت نسبة تصويت المواطنين العرب بالانتخابات الأخيرة نحو 59٪ من أصحاب حق الاقتراع، وسط تقديرات في أوساط القائمة المشتركة بأن تزيد النسبة إلى 65٪ بالانتخابات المقبلة.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز