نتنياهو بين فكي كماشة.. شارع غاضب وإعلام مساند
نتنياهو هاجم وسائل الإعلام الإسرائيلية، متهما إياها بالتحريض ضده غداة مظاهرات حاشدة طالبته بالاستقالة.
مع تصاعد وتيرة الغضب تجاه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يجد الأخير نفسه مكبلا بين فكي كماشة الإعلام العبري والمحتجين المطالبين باستقالته.
وأمام هذا المشهد، هاجم نتنياهو، اليوم الأحد، وسائل الإعلام الإسرائيلية، متهما إياها بالتحريض ضده غداة مظاهرات حاشدة طالبته بالاستقالة.
وفي مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، اعتبر نتنياهو أن هذه المظاهرات "تتم تغذيتها بشكل خاص من خلال الدعم الإعلامي الذي لا أذكر مثله قط".
وقال إن "وسائل الإعلام تؤجج المظاهرات، وتسمح بشل أحياء بأكملها وبقطع الطرق، على عكس ما كان معهودًا في الماضي تمامًا".
ويوجه اليمين الإسرائيلي الاتهام لأحزاب اليسار لتنظيم المظاهرات وإغلاق الشوارع.
فيما يقول اليسار إن أنصار اليمين في إسرائيل يهاجمونهم ويعتدون عليهم بالضرب.
وكان عشرات الآلاف تظاهروا في عدة مدن في إسرائيل، مساء أمس، مطالبين نتنياهو بالاستقالة من منصبه بعد توجيه لائحة اتهام ضده تشمل تهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة.
ووجه الإعلام الإسرائيلي انتقادات شديدة إلى أنصار اليمين الذين هاجموا المتظاهرين، كما أفرد مساحات واسعة لتغطية المظاهرات التي عمت المدن، موجها الانتقاد لتعامل الشرطة القاسي مع المحتجين.
وقال نتنياهو: "إنني أشجب الأسلوب المغرض الذي تتبعه معظم وسائل الإعلام في تغطيتها. إنها لا تعرض تقارير لمجريات المظاهرات وإنما تتولى دورًا فاعلاً فيها وتغذيها".
وتابع "إنها ليست وسائل إعلام مجندة فقط، بل تقوم بالتجنيد وبتغذية المظاهرات التي تتسم بطابعها العنيف، لكن لا أحد يقول عنها شيئًا".
وأردف "حرية التعبير ليست إذنا بالعربدة. وحرية التعبير لا تحمي حرية شل آليات تطبيق القانون والتسبب بانهيارها. وحرية التظاهر لا تحمي حرية إيقاف سير حياة الدولة وتشكيل خطر على أمن الأفراد وعامة الجمهور".
وكان إسرائيليون طالبوا بحظر أنصار نادي فريق "بيتار القدس" لكرة القدم الذين نشطوا في الاعتداء على المتظاهرين.
غير أن نتنياهو دافع عن هؤلاء، وقال "عندما يتشاجر مشجعو فريقيْ كرة قدم في تل أبيب فإن وسائل الإعلام تروّج للافتراء أنهم عبارة عن نشطاء يمينيين مارسوا العنف بحق متظاهرين يساريين".
مستطردا "وهنا مرة أخرى يُلقى باللائمة عليّ شخصيا باعتباري الشخص الذي أرسل هؤلاء المشجعين حسب ما تم تداوله".
واتهم نتنياهو وسائل الإعلام بتجاهل ما أسماه التحريض ضده وضد أفراد أسرته.
وقال: "عندما يُطلق تحريض مسترسل ومستهتر، يشمل الهتافات اليومية التي تنادي إلى قتل رئيس الوزراء وأفراد عائلته فإن وسائل الإعلام تتجاهله وتعمل على إخفائه، بينما يسكت السياسيون".
جانتس يلتزم الحياد
في المقابل، التزم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، جانب الحياد ورفض الدفاع عن نتنياهو.
وقال خلال الجلسة نفسها : "تقع على الحكومة مسؤولية إفساح المجال بإجراء هذه المظاهرات والدفاع عن المحتجين".
وأكد جانتس على أن "حق التظاهر من أسس الديمقراطية وأن العنف يؤدي إلى تقويض هذه الأسس".