نتنياهو يفكك «تحالف غانتس» في ذروة صعوده
في ذروة صعوده، نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تفكيك تحالف "الوحدة الوطنية" برئاسة بيني غانتس.
وكما كان متوقعا في الأسابيع الأخيرة فقد أعلن زعيم حزب "أمل جديد" الوزير جدعون ساعر الانفصال عن تحالف "الوحدة الوطنية" الذي صعد في الأسابيع الأخيرة ليكون المنافس الوحيد لـ"الليكود" برئاسة نتنياهو.
وبدا أن ساعر، الذي انفصل عن "الليكود" في عام 2020 يميل للعودة إلى حزبه الأم أو على الأقل التحالف معه في الحكومة ما يشكل إنقاذا لنتنياهو الذي يواجه انتقادات حادة من المعارضة.
وحتى ما قبل الحرب كان "أمل جديد" برئاسة ساعر معارضا قويا لـ"الليكود" برئاسة نتنياهو ولكنه عاد إلى الحكومة بعد الحرب في إطار "الوحدة الوطنية" الذي انضم إلى حكومة الطوارئ في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أي بعد الحرب بأسبوع.
وطوال الأشهر الماضية، برز خلاف بين ساعر وزعيم "الوحدة الوطنية" بيني غانتس ورفيقه الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت.
وتمحور الخلاف حول معارضة ساعر لضغط غانتس وآيزنكوت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى فلسطينيين وإسرائيليين.
وكان نتنياهو نجح في إبراز غانتس وآيزنكوت على أنهما أداة في يد الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما ظهر إلى العلن الأسبوع الماضي بمعارضة نتنياهو رحلة غانتس إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد خروج زعيمي "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزعيم "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من الحكومة مقابل انضمام "الوحدة الوطنية" إليها.
ولكن حزب "الليكود" فسر هذه الخطوة على أنها محاولة لفرض قبول قيام دولة فلسطينية على الحكومة الإسرائيلية وهو السبب الثاني لمعارضة ساعر بقائه في "الوحدة الوطنية".
وفي الانتخابات التي جرت في عام 2021 حصل حزب "أمل جديد" برئاسة ساعر على 6 مقاعد بالكنيست ثم تحالف مع حزب "أزرق أبيض" برئاسة غانتس في انتخابات 2022 في إطار تحالف "الوحدة الوطنية" والذي حصل على 12 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120.
ساعر أكد في كلمته أمام مؤتمر حزب "أمل جديد"، مساء الثلاثاء، "الحاجة الوطنية إلى الإصرار على مواصلة الحرب حتى نهايتها وتحقيق أهدافها: تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية في غزة وعودة المختطفين".
وأضاف: "أرى وظيفتنا في حكومة الطوارئ هو التأكد من أنه على الرغم من كل الصعوبات والضغوط، بما في ذلك الضغوط الدولية، فإننا سنواصل الحرب في غزة حتى نهايتها، ولن نعود حتى الفوز، هذه الحرب هي التي ستحدد مستقبلنا في هذا البلد، مستقبل أبنائنا وأحفادنا".
وفيما بدا أنه انتقاد إلى غانتس وآيزنكوت فيما يتعلق بإدارة الحرب من قبل حكومة الحرب، قال إن "صوت ومواقف أمل جديد لا يسمع".
ولذلك أعلن الوزير ساعر عن مطالبة الحركة بالانضمام إلى حكومة الحرب من أجل التأثير على السياسة.
وأضاف: "أحترم أصدقائي من ممثلي الوحدة الوطنية في مجلس الوزراء الحربي، لكنهم للأسف لا يعبرون فيه عن الصوت والمواقف والتأكيدات التي سأطرحها هناك. لذلك، بالنيابة عنكم، أعبر هنا عن مطالبتنا بالانضمام إلى حكومة الحرب وأن نكون جزءًا من التأثير على السياسة".
كما أعلن الوزير ساعر عن قراره وقرار أعضاء الكنيست من الحزب إنهاء الشراكة مع حزب "أزرق أبيض" ومناشدتهم لرئيس اللجنة في الكنيست من أجل إعادة تأسيس "أمل جديد بشكل فوري. ككتلة مستقلة، والتي ستعبر بوضوح عن النظرة القومية للدولة".
وقال: "إن صوتنا، ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولهذا السبب توصلت إلى قرار بعد التشاور وبناءً على رأي أصدقائي، إنهاء الشراكة مع حزب أزرق أبيض وإعادة تأسيس حزب أمل جديد فورًا في الكنيست كحزب مستقل سيعمل بشكل واضح التعبير عن وجهة نظرنا العالمية لدولتنا الوطنية".
وأعلن ساعر معارضة قيام الدولة الفلسطينية.
ورد غانتس على إعلان ساعر بتغريدة على منصة "اكس" بكلمتين: "شكرا وبالتوفيق".
وكانت استطلاعات الرأي العام في إسرائيل أشارت إلى صعود غير مسبوق لحزب "الوحدة الوطنية".
ووفقا لاستطلاعات نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية فإنه لو جرت انتخابات اليوم فإن حزب "الوحدة الوطنية" سيحصل على 40 مقعدا بمقابل حصول "الليكود" على 18 مقعدا.
وسيكون لقرار ساعر تأثير على مكانة "الوحدة الوطنية" في استطلاعات الرأي العام ولكن انضمامه إلى حكومة نتنياهو سيعني إنقاذا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وفق مراقبين.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز