زيارة غانتس لواشنطن.. نقاط أمريكية فوق حروف نتنياهو المبعثرة
قالت صحف إسرائيلية، إن دعوة الإدارة الأمريكية للوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، لزيارة واشنطن، رسالة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأشار تحليل لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن زيارة الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس إلى واشنطن للقاء نائبة الرئيس كامالا هاريس وآخرين في البيت الأبيض تعني أنه، وليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الشخص الأكثر رشدا في مجلس الحرب في حكومة نتنياهو.
وبحسب الصحيفة تصف الإدارة غانتس بأنه الشخص الأكثر رشدا في المجلس وشريك مقبول وقائد ذو رؤية تتوافق مع أفكار الإدارة، ومحنك، وهي أوصاف لم تطلق أي منها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لكن زيارة غانتس إلى واشنطن يوم الأحد - التي أثارت غضب نتنياهو بالفعل - تظهر دون شك أن هناك شخصا في الحكومة الإسرائيلية يرى المسؤولون الأمريكيون أنه يستحق ثقتهم، بعد الأشهر الخمسة الماضية التي تضاف إلى ثلاث سنوات من عدم الثقة والشك تجاه نتنياهو.
ووفقا للتقرير، لم تكن هذه المرة الأولى التي يجري فيها غانتس بزيارة سرية إلى واشنطن، فأجرى بزيارته السرية الأخيرة إلى واشنطن قبل أيام من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقد بعث اجتماعه مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في ذلك الوقت - عندما كان رئيسًا لحزب الوحدة الوطنية المعارض - رسالة واضحة إلى نتنياهو والمؤسسة السياسية الإسرائيلية والشرق الأوسط الكبير على حد سواء بأن هذا هو الرجل الذي يعتقد الرئيس جو بايدن أنه قادر على المساعدة في وضع إسرائيل على مسار متوافق مع أهداف السياسة الأمريكية.
كما أنها ليست المرة الأولى التي يوجه فيها مسؤولو إدارة بايدن أنظارهم نحو سياسيين إسرائيليين ليسوا في السلطة، فقد عقد كبار المسؤولين الأمريكيين اجتماعات مع زعيم المعارضة يائير لابيد عندما كان من المقرر أن يصبح نفتالي بينيت رئيسا للوزراء في عام 2021، واجتماعات أخرى مع غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال مسؤول في البيت الأبيض عن اجتماع غانتس المزمع مع هاريس، اليوم الإثنين "إن اجتماع نائبة الرئيس هو جزء من جهودنا المستمرة للتعامل مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب في غزة والتخطيط لليوم التالي، لكن الأمريكيين يستمرون في الإصرار علنا على أن نتنياهو هو رئيس الوزراء وسيتعاملون معه على هذا النحو، بغض النظر عن الاختلافات السياسية.
ولم يعترف المسؤولون الأمريكيون قط بـ"مقاطعتهم لنتنياهو"، الذي "فشل في الحصول على دعوة لزيارة واشنطن.
وإلى جانب هاريس وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، سيلتقي غانتس أيضًا كبار المشرعين الأمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بالإضافة إلى قيادة أيباك. وهو ما يؤكد حقيقة نأي الإدارة والحزبين عن نتنياهو.
وأشار التحليل إلى أنه، إن لم يكن نتنياهو شخصاً غير مرغوب فيه لدى الغالبية العظمى من الحزب الديمقراطي قبل الحرب، فقد أصبح كذلك بالفعل في الأشهر التي تلت ذلك. حيث يرى النواب الديمقراطيون أن نتنياهو يعارض بشكل أساسي نهجهم بالشرق الأوسط.
ولفت إلى أن ستة من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل في مجلس النواب، بمن في ذلك أعضاء كبار في الحزب والعديد من المشرعين اليهود، انتقدوا نتنياهو مؤخرا.
وقال النواب روزا ديلاورو، وشون كاستن، ومادلين دين، وبيكا بالينت، وسالود كارباغال، ومارك تاكانو: "نحن قلقون للغاية من أن رئيس الوزراء نتنياهو يتجه نحو التدمير الكامل لغزة وأظهر تجاهلا تاما لحياة الفلسطينيين".
وخلصت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي سيتبع فيه غانتس، دون شك، نهجا متشددا تجاه الفلسطينيين أيضا، لكنه لا يحمل اسم نتنياهو ولا سمعته الملوثة. ويدرك المشرعون الديمقراطيون تمامًا الموقف الصعب الذي يجدون أنفسهم فيه أثناء محاولتهم مواجهة انتقادات سياستهم تجاه دعم إسرائيل كحليف، لكنهم يثقون في قدرة غانتس على تزويدهم بآلية التصحيح الذاتي.