نتنياهو محاصر بين صرخات أهالي الرهائن ودعوات ذوي الجنود القتلى
وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه محاصرا بين نارين؛ صرخات أهالي الرهائن ودعوات ذوي الجنود القتلى.
فأهالي الرهائن في غزة يطالبونه بوقف إطلاق النار في القطاع والتوجه فورا إلى مفاوضات من أجل استرجاع ذويهم من غزة.
وفي المقابل فإن ذوي الجنود الذين قتلوا في غزة يطالبون نتنياهو بالاستمرار بالحرب حتى النهاية.
وما بين هذا وذاك فإن المعارضة الإسرائيلية بدأت تعلي الصوت بإزاحة نتنياهو من منصبه وتعيين رئيس وزراء جديد أو التوجه إلى انتخابات جديدة.
وكأن هذا لا يكفيه، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالحديث عن فقدان إسرائيل الدعم الدولي الذي تمتعت به في الأيام الأولى من الحرب مع استمرار تكشف ما يجري في غزة.
وفي غضون ذلك، فإنه ما يعد أكثر من شهرين على الحرب فإن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في إعادة أي من الرهائن أو تحقيق الأهداف التي وضعها للحرب.
وكل هذه الأمور وضعت نتنياهو في مأزق يلجأ للخروج منه بقرارات على مستوى القيادة لتحميل الجميع مسؤولية القرارات التي تتخذ وليس هو لوحده.
وفي مستهل اجتماع للحكومة، في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، اليوم الأحد، قال نتنياهو: "ستتلقى الحكومة مراجعة أمنية اليوم، وقبل ذلك أريد أن أقرأ لك رسالة تلقيتها هذا الصباح من عشرات عائلات أبطالنا الذين سقطوا".
وأضاف: لقد كتبوا.. الشعب قوي وروحه ثابتة. المواطنون والجنود الأبطال عازمون على تحقيق النصر الكامل. لديك تفويض بالقتال، وليس لديك تفويض بالتوقف في المنتصف. هذه هي إرادة الذين سقطوا وهذا واجبنا في الحياة".
وتابع نتنياهو: "أود أن أرد على العائلات العزيزة: إرادة الشهداء هي التي ترشدنا. سنقاتل حتى النهاية. سوف نحقق جميع أهدافنا – القضاء على حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والوعد بأن غزة لن تصبح مرة أخرى مركزاً للإرهاب والتحريض ضد دولة إسرائيل والهجمات ضد دولة إسرائيل".
وأردف: "سنواصل النضال حتى النهاية من أجل القتلى ومن أجل ضمان حياتنا هنا في أرض إسرائيل".
غير أن هذه ليست هي الرئاسة التي تنتظرها عائلات الرهائن التي تريد منه وقف إطلاق النار والذهاب إلى صفقة جديدة لتبادل الرهائن.
وبعيد كشف الجيش الإسرائيلي النقاب بأنه قتل 3 رهائن بالخطأ في الشجاعية رغم رفعهم الراية البيضاء وصراخهم بالعبرية، فإن دعوات أهالي الرهائن بوقف النار تتصاعد.
وبدأت ملامح فقدان الأهالي الأمل بنجاح الجيش الإسرائيلي بإعادة الرهائن حيث باتت تقول إن أبناءها باتوا في ما يشبه "لعبة الروليت الروسية".
وفي هذا الصدد قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "بعد كارثة الشجاعية: إسرائيل تدرس مقترحا جديدا للإفراج عن المخطوفين لدى حماس وبقية الفصائل في قطاع غزة".
وفي حشد كبير في تل أبيب، مساء السبت، قالت راز بن عامي، التي تم إطلاقها من أسر حماس ولا يزال زوجها أوهاد محتجزا كرهينة في غزة، لقد توسلنا إلى مجلس الوزراء الأمني وحذرناهم من أن القتال قد يلحق الضرر بالرهائن. ولسوء الحظ، كنا على حق".
وتظاهر آلاف الأشخاص مساء السبت، مطالبين بعودة الرهائن، حيث أعلن منتدى أسر الرهائن والمفقودين أن العائلات ستبقى عند أحد مداخل قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بعد المسيرة للمطالبة باقتراح جديد لإطلاق سراح الرهائن.