نتنياهو يفضل ترامب.. لكنه قد «يندم» على ذلك
المؤكد أن بنيامين نتنياهو يفضل ترامب رئيسا لأمريكا، لكن في ظل التصريحات المتقلبة للمرشح الجمهوري قد يندم الأول على خياره.
وتعتبر مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن إدارة ترامب الثانية قد تكون أقل تعاطفا مع إسرائيل، رغم رغبة نتنياهو في فوز الرئيس السابق.
ويشير التقرير، الذي طالعته «العين الإخبارية»، إلى أن ترامب يحظى بشعبية جارفة في إسرائيل، وأن نتنياهو هو الأكثر تأييدا له.
لكن سجل ترامب وشخصيته المتقلبة وتصريحاته العامة حول إسرائيل خلال الحملة لا تقدم الكثير لتبرير هذا الحماس.
ولطالما شعر نتنياهو بأنه أكثر ارتياحا مع الجمهوريين من الديمقراطيين، ففي انتخابات عام 2012 أعلن عن تفضيله السيناتور ميت رومني على الرئيس باراك أوباما.
وحظي رومني بمعاملة رئيس الدولة في زيارة قام بها إلى إسرائيل، في يوليو/تموز من ذلك العام.
في حين ظهر نتنياهو (من المفترض دون علمه المسبق) في إعلان هجومي عى أوباما.
كسر الجليد.. لكن
خلال الانتخابات الحالية حاول نتنياهو استرضاء ترامب، الذي غضب بشدة بعد تهنئة رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس جو بايدن على فوزه في الانتخابات عام 2020.
وعلى مدى السنوات الأربع التالية لم يتحدث الرجلان، وفي مقابلة مع مجلة تايم في أبريل/نيسان الماضي ألقى ترامب باللوم على نتنياهو في الإخفاقات التي مكّنت حماس من شن هجومها على إسرائيل، في انتقاد حاد لرئيس الوزراء الذي رفض قبول أي مسؤولية عن الفشل الأمني.
وكسر نتنياهو الجليد في يوليو/تموز الماضي في زيارة إلى منتجع "مارالاغو" مقر إقامة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومنذ ذلك الحين أجرى الرجلان عدة محادثات هاتفية.
وبغض النظر عما يفكر فيه الرجلان حقا عن بعضهما فإن كليهما يجد أنه من المفيد سياسيا أن يُنظر إليهما كأصدقاء وحلفاء.
جذور
ترجع شعبية ترامب بين الإسرائيليين في الأغلب إلى ولايته الأولى في المنصب، عندما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني.
ويميل الإسرائيليون إلى رؤية هذه المؤشرات الإيجابية كدليل على حب ترامب لإسرائيل، لكن سجل الرجل لا يؤكد ذلك تماما.
إذ قام ترامب بزيارة واحدة فقط إلى إسرائيل خلال فترة ولايته كرئيس، على النقيض من بايدن الذي سافر إلى إسرائيل مرتين، بما في ذلك في الأيام الأولى من الحرب في غزة، في عرض قوي وشخصي للدعم بعد أيام من هجوم حماس.
وخلال حملته الحالية أظهر ترامب مزيجا مختلطا وغامضا في كثير من الأحيان من المواقف بشأن إسرائيل فيما يتعلق بالقضايا الأكثر إلحاحا التي تواجهها، وهي حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وإيران.
ففي الأشهر القليلة الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس تحدث ترامب عن الحاجة إلى "إنهاء الحرب" و"إنهائها بسرعة".
وفي مناظرة سبتمبر/أيلول مع كامالا هاريس قال "سأحسم الأمر بسرعة"، ومؤخرا تحرك أكثر قليلا في اتجاه دعم المجهود الحربي، حيث قال لنتنياهو في مكالمة هاتفية "افعل ما يجب عليك فعله".
لكن ترامب لم يتحدث أبدا عن "النصر الكامل"، الذي يقول نتنياهو إنه هدف إسرائيل.
ونقل عن مستشاري ترامب قولهم إنه من المتوقع أن يتبع ترامب -حال فوزه- نهج بايدن بالضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن.
وعلى صعيد إيران اتخذ ترامب موقفا صارما علنيا، ولكن ليس بالصرامة التي يرغب فيها نتنياهو.
فقد تحدث ترامب عن تكثيف حملته "للضغط الأقصى" على طهران، ولكن هذا يعني فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة، وليس الحرب.
وقال أحد المستشارين مؤخرا لصحيفة فاينانشال تايمز "بشكل عام، لديه نفور كبير من الحرب"، وهذا يتحدث عن النظرة العالمية الأوسع لترامب، التي لا تتوافق بشكل جيد مع المصالح الإسرائيلية.
وترى المجلة أن القتال في غزة سينتهي في نهاية المطاف، ولكن من المرجح أن يظل اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة كبيرا في المستقبل القريب.
ويفترض المخططون الإسرائيليون أن تضطر إسرائيل إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في السنوات المقبلة، وهي التكاليف التي قد تكافح لتغطيتها، خاصة إذا تباطأ النمو الاقتصادي.
غير متسامح
خلص التقرير إلى أن ترامب ونتنياهو ربما يكونان قد تصالحا الآن لأنهما في حاجة إلى بعضهما بعضا سياسيا.
لكن ترامب ليس من النوع المتسامح ولا يقبل المعارضة، وإذا اصطدم الاثنان بشأن إيران، أو السياسة الفلسطينية، فقد تنهار هذه الصداقة بسهولة.
ومن المرجح أن يحتوي فريق السياسة الخارجية لترامب (في حال فوزه) على عدد كبير من أنصار "أمريكا أولا" الذين قد يحبون إسرائيل لكنهم يكرهون توريط واشنطن في حروب الشرق الأوسط الأبدية، حتى عندما تكون إسرائيل طرفا.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول "بغض النظر عمن سيفوز فمن المرجح أن تكون السنوات الأربع المقبلة من العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة أكثر اضطرابا من تلك التي كانت عليها رئاسة بايدن.
فقد "كان بايدن صديقا حقيقيا لإسرائيل، وكان مستعدا لقطع شوط طويل لمساعدتها في أزمة بتكلفة سياسية كبيرة".
"لكن المؤكد أن شاغل البيت الأبيض التالي -سواء ترامب أو هاريس- لن يفعل الشيء ذاته"، بحسب المصدر نفسه.