نتنياهو وإيران في 6 سنوات.. قنبلة وحطام طائرة ووثائق
من الأمم المتحدة إلى ميونيخ وصولا إلى تل أبيب كان نتنياهو يظهر أمام وسائل الإعلام الدولية بأدوات لإقناع العالم بخطورة إيران.
في نحو 6 سنوات، صب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضبه على إيران، مستنكراً ما وصلت إليه في برنامجها النووي الذي ستحدد الولايات المتحدة خلال أيام مصيره سواء بموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المضي قدما في استمراره أو الوقوف ضده.
فمن الأمم المتحدة إلى ميونخ وصولا إلى تل أبيب كان نتنياهو يظهر أمام وسائل الإعلام الدولية، مستخدما أدوات يسعى من خلالها إلى إقناع العالم بما يراه بشأن إيران وخطورتها على المنطقة.
قنبلة الأمم المتحدة
بينما كان العالم يتابع كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة، عام 2012، أخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي لوحة تحمل قنبلة ذات فتيل ورسم خطاً أحمر أسفل رقعة مكتوب عليها "المرحلة النهائية" من صنع قنبلة نووية.
وأشار نتنياهو إلى أنه عند هذا الحد ستكون 90% من الخطوات المطلوبة لحيازة مواد كافية لصنع قنابل نووية قد اكتملت.
حينها دعا نتنياهو العالم إلى وضع "خط أحمر واضح" على البرنامج النووي الإيراني، مشدداً على ضرورة إيقاف طهران حتى لا تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لصنع قنبلة نووية.
نتنياهو قال يومها: "يتعين وضع الخط الأحمر هنا، قبل أن تكمل إيران المرحلة الثانية من تخصيب اليورانيوم اللازمة لصنع قنبلة، قبل أن تصل إيران إلى نقطة تكون عندها على بعد بضعة أشهر أو أسابيع من جمع كمية كافية من اليورانيوم المخصب لصنع سلاح نووي".
ورأى نتنياهو في معرض حديثه أمام الوفود المشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، آنذاك، أن إيران ستمتلك ما يكفي لصنع قنبلة نووية في منتصف عام 2013.
كما اعتبر أن العقوبات المفروضة على إيران خلال 7 سنوات ماضية، وقت حديثه في عام 2012، لم تؤثر على برنامج طهران النووي، مستكملاً: "أعتقد أن ايران سوف تتراجع إذا واجهت خطاً أحمر. وهذا سيتيح مزيدا من الوقت للعقوبات والدبلوماسية لإقناع إيران بتفكيك برنامجها للأسلحة النووية بالكامل".
قطعة من طائرة إيرانية
خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، فبراير/ شباط 2018، لجأ نتنياهو للمرة الثانية إلى لغة الاستعراض مجدداً دون أن يكون موقفه مجرد كلمات هجومية على إيران، إذ أمسك بيده قطعة من حطام طائرة إيرانية أعلنت تل أبيب إسقاطها في ذلك الوقت لدعم موقفه الرافض لسياسات طهران.
وخاطب نتنياهو وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مباشرة، متسائلاً وفي يده قطعة من حطام طائرة طهران: "هل تعرف ما هذا؟ يجب أن تعرف، إنها لك. يمكنك أن تأخذ معك رسالة إلى الطغاة في طهران: لا تختبروا عزم إسرائيل".
ويعود أصل الواقعة إلى أن طائرة بدون طيار إيرانية اخترقت الأجواء الإسرائيلية من الحدود السورية، فبراير/ شباط 2018؛ ما تسبب في توتر في محيط مرتفعات الجولان زاد بعدما أسقطت الدفاعات الجوية السورية في اليوم نفسه طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 16"، كانت تستهدف مواقع إيرانية وسورية في سوريا ردا على عملية الاختراق الإيرانية.
ولم يكتف نتنياهو برسالته إلى ظريف، بل شدد في خطابه أمام الحاضرين على أن إيران تمثل أكبر تهديد للعالم، وإن حكومته ستتحرك ضدها وليس ضد وكلائها فحسب في الشرق الأوسط إذا لزم الأمر.
وقال نتنياهو: "إسرائيل لن تسمح بلف حبل الإرهاب حول عنقنا"، مضيفاً: "سنتحرك إذا لزم الأمر ضد إيران نفسها وليس ضد وكلائها فحسب".
وثائق "مشروع عماد"
شهور معدودة مرت على نتنياهو، ليخرج مجدداً بصب هجومه على إيران، متحركاً أمام شاشة عرض كبيرة وإلى جواره مجموعة من الوثائق والملفات المتراصة داخل مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، للحديث عن "مشروع عماد النووي".
واختار نتنياهو، مساء الاثنين، أن يخاطب العالم باللغة الإنجليزية، مقدما ما قال إنه "نسخ طبق الأصل" من وثائق حصلت عليها المخابرات الإسرائيلية (الموساد) من مخزن سري في طهران.
وادعى نتنياهو أن 55 ألف صفحة من الأدلة و55 ألف ملف على 183 أسطوانة تتعلق بمشروع عماد النووي، لافتاً إلى أن المشروع يهدف لإنتاج 5 رؤوس نووية، تبلغ قوة كل منها 10 كيلو طن من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
كما كرر تحذيراته من أن إيران تسعى لقنبلة نووية يضاهي وزنها 5 أضعاف وزن قنبلة هيروشيما، ما يثبت أن إيران لم تكشف عن كل ما لديها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن الاتفاق النووي الإيراني بُني على أساس أكاذيب.
واتهم نتنياهو إيران بالكذب "عندما قالت إنها لم يكن لديها قط برنامج نووي"، معلناً أن إسرائيل بلاده قدمت نسخة من المسجلات إلى الولايات المتحدة، وستقدم نسخة أيضا لوكالة الطاقة الذرية.