سيناريوهات مفتوحة بعد انسحاب «الحريديم» من ائتلاف نتنياهو

بين حسابات السياسة والضغوط الداخلية، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في سباق مع الوقت لإنقاذ ائتلافه من التفكك.
وأمس الإثنين، أعلن حزب "يهدوت هتوراه"، وهو تحالف مكون من "ديغيل هتوراه" و"أغودات إسرائيل"، وهما من أحزاب المتدينين "الحريديم"، انسحابه من الحكومة الإسرائيلية.
ويُبقي انسحاب الحزب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام 4 سيناريوهات يتمنى تحقيق أحدها.
ويسارع نتنياهو الخطى قبل دخول الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في إجازة تستمر 3 أشهر يوم 27 يوليو/تموز الجاري، لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع أحزاب "الحريديم" بشأن خدمة أتباعهم في الجيش.
وفي حال نجاح نتنياهو في إيجاد مثل هذا الحل فإنه سيكون قد حقق الخيار الأفضل له شخصيا في هذه المرحلة.
ولكن بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، فإن مثل هذا الخيار "منخفض الاحتمال".
سيناريوهات
من بين السيناريوهات المتوقعة، ترى القناة الإسرائيلية أن أحدها يتمثل في تقديم صيغة جديدة للإعفاء من الخدمة العسكرية، أو حتى إجراء تعديلات في لجنة الأمن والدفاع بالكنيست.
كما طُرحت إمكانية إقالة رئيس اللجنة يولي إدلشتاين، الذي يتبنى موقفا متشددا بشأن قانون التجنيد.
وقالت: "بحسب السيناريو الذي يبدو مستبعدا، سيحاول نتنياهو التدخل في قضية الإعفاء من التجنيد الإجباري من أجل إعادة الحريديم إلى صفوف الائتلاف والحكومة".
وأضافت: "ستدخل استقالة حزب (يهدوت هتوراه) من الحكومة حيز التنفيذ في وقت لاحق (48 ساعة من لحظة الإعلان عن الاستقالة)، لذا يبدو أن نتنياهو لديه الوقت لإعادة العجلة إلى الوراء".
وتابعت: "قد يأتي حل المسألة حتى بعد 48 ساعة من الاستقالة، وقد يأخذ هذا الحل شكل تقديم صيغة مختلفة للإعفاء من التجنيد، أو حتى شكل إقالة رئيس لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان يولي إدلشتاين، الذي أعلن أنه سيدلي ببيان بشأن القانون".
سيناريو كرة الثلج
في المقابل، يظهر سيناريو "كرة الثلج" بوصفه الأخطر، حيث قد تلحق "حركة شاس" -الحزب الديني الشرقي- بالحريديم في الانسحاب من الحكومة، مما يؤدي إلى فقدان الأغلبية وتتحول الحكومة إلى حكومة أقلية.
وأوضحت القناة نفسها أن الأزمة هنا "سوف تتفاقم بالفعل"، وأنه في أعقاب استقالة حزب "يهدوت هتوراه"، فإن حزب شاس سوف يعلن أيضا انسحابه من الحكومة".
وأضافت: "اتخذ الحزب قرارا بالاستقالة يوم الخميس، لكن نتنياهو سيحاول منعه. وسيجتمع مجلس حكماء التوراة في شاس غدا لمناقشة حاسمة، عقب ما وصفوه بالضرر الجسيم وغير المقبول الذي لحق بمكانة علماء التوراة".
لكنها لفتت إلى أن حزب شاس "يواجه معضلة: هل ينضم إلى شركائه من حزب (يهدوت هتوراه)، أم يستمر في الحكومة بأغلبية ضئيلة للغاية؟".
حكومة أقلية أم انتخابات مبكرة؟
في حال انسحاب "شاس"، سينخفض عدد نواب الائتلاف إلى 50، ما يحول الحكومة إلى أقلية تواجه صعوبات تشريعية كبيرة، خصوصا مع استمرار مقاطعة الحريديم لجلسات التصويت، ما قد يعطل تمرير القوانين.
ومن بين السيناريوهات الأخرى، يُطرح احتمال استمرار الحكومة في وضعها الراهن مؤقتا، مستفيدة من العطلة البرلمانية، لكن الحكومة ستواجه مشكلة حقيقية إذا ما تزايدت مقاطعة "الحريديم" التي بدأت قبل بضعة أشهر و"أصبحت أكثر صرامة".
وتابعت: "إذا لم يصوت الحريديم مع الائتلاف ولم يتعاونوا معه، فسيكون من الصعب عليه العمل، وخاصةً إقرار القوانين".
وبحسب القناة نفسها فإنه "من الممكن أن يتفاقم قرار أعضاء حزب "يهدوت هتوراه" بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، من وجهة نظر الحكومة، إلى المطالبة بحل الكنيست".
وقالت: "رغم فشل الكنيست الشهر الماضي في الموافقة على حله، سيتمكن أعضاء الحزب الآن من الادعاء بأن "الظروف قد تغيرت". وهذا ممكن فقط في حال انعقاد جلسة برلمانية، وليس خلال العطلة".
لكن هذا السيناريو "غير مرجح في هذه المرحلة" -وفق المصدر- لأن معظم أعضاء الكنيست من المتدينين "ليس لديهم أي نية لحل الكنيست الآن".
وبالإضافة إلى الحريديم، هناك احتمال أن يقرر نتنياهو نفسه حل الكنيست وإجراء الانتخابات في موعد متفق عليه، بحسب القناة الإخبارية 12.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg3IA==
جزيرة ام اند امز