رفض نتنياهو الاعتراف بفلسطين.. إرضاء لليمين المتطرف و«مجازفة» بالسلام
بينما تعكف الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن على خطة واسعة تشمل غزة ما بعد الحرب وترتيبات لإقامة دولة فلسطينية، بالتزامن مع توسيع السلام العربي-الإسرائيلي، كان للحكومة الإسرائيلية رأي آخر.
فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فضل إرضاء اليمين المتطرف في حكومته على واشنطن وجازف بتوسيع السلام، واضعا عراقيل أمام إبرام واشنطن لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار، برفضه أية ترتيبات إقامة دولة فلسطينية.
وتعتقد واشنطن أن إبرام اتفاق جديد يشمل تبادل الرهائن الإسرائيليين في غزة بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والمضي قدما في ترتيبات وقف إطلاق نار مطولة في غزة، سيكونان المفتاح لإطلاق الأفق السياسي المنشود.
وحول آثار موقف نتنياهو، قال محللون إسرائيليون، إن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية، سيزيد من الخلاف بينه وإدارة بايدن، وسيعرقل فرص توسيع اتفاق السلام الإسرائيلي - العربي.
لكن ماذا نعرف عن القرار الإسرائيلي؟
وكانت الحكومة الإسرائيلية صوتت بالإجماع، الأحد، على مبادرة نتنياهو لموقف من الجهود الأمريكية والعربية لاتفاق موسع، قال عنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه: «الحكومة صادقت بالإجماع على القرار التصريحي بشأن رفض إسرائيل الإملاءات الدولية».
وفيما يلي نص التصريح النهائي:
1. ترفض إسرائيل رفضًا قاطعًا الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. حيث لن يتم التوصل إلى أي تسوية إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، دون الشروط المسبقة.
2. ستستمر إسرائيل في رفضها الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية. إذ من شأن مثل هذا الاعتراف، بعد مجزرة الـ7 من أكتوبر، أن يمنح الإرهاب جائزة هائلة، لم يسبق لها مثيل، والتي ستحول دون التوصل إلى أي تسوية سلمية مستقبلية.
دعم يميني
رؤية نتنياهو لاقت دعما من وزير الخارجية السابق ووزير الطاقة إيلي كوهين، المقرب من نتنياهو، قائلا في تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «إذا كان ثمن توسيع اتفاقيات السلام هو دولة فلسطينية فأنا أتخلى عن اتفاقيات السلام»، مضيفًا: «دولة فلسطينية لن تكون. نقطة».
الموقف نفسه أشار إليه حزب «الوحدة الوطنية» برئاسة بيني غانتس، والذي قال في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في أمريكا المنعقد في القدس الغربية: «نعارض الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية»، مضيفًا: إذا لم يتم التوصل لخطة المختطفين فإن القتال سيمتد أيضاً إلى رفح خلال شهر رمضان.
وعلى ذات الصعيد، قال الوزير من حزب «الوحدة الوطنية» جدعون ساعر في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه: «الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية سيؤثر على أمن إسرائيل. واليوم بالفعل هناك محاولات للمس بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، من بين أمور أخرى، في إطار المؤسسات القانونية الدولية»، مضيفًا: «السخافة الأعظم هي الادعاء بأن الدولة الفلسطينية ستوفر الأمن لإسرائيل».
ودعا ساعر إلى «حملة في الولايات المتحدة لتوضيح أن الدولة الفلسطينية بعد 7 أكتوبر هي بمثابة إعطاء دولة لتنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر».
أما من صقور «الليكود»، فقال الوزير أوفير أوكينس: «يجب على الحكومة أن تدعم القرار بحملة دولية واسعة النطاق، في كل ساحة، وأن تشرح ليس فقط حقنا في الأرض، ولكن أيضًا المخاطر الأمنية الواسعة لإقامة دولة إرهابية فلسطينية في الضفة الغربية وغزة».
وسارع وزير المالية سموتريتش للترحيب بالقرار، قائلا في تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «بعد طلبي في الأسبوع الماضي، أصدرت الحكومة بالإجماع قراراً يقضي بأن إسرائيل تعارض الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية».
وأضاف: «أرحب بقرار الحكومة كخطوة أولى. هناك إجماع شامل على أن الدولة الفلسطينية تعرض دولة إسرائيل للخطر، في الحكومة وفي الكنيست، سيتم إقرار هذا البيان بأغلبية كبيرة من جميع الأحزاب الصهيونية».
رفض للمشروع الكبير
واستدرك: «والحقيقة أوسع من ذلك بكثير، فعلينا أن نعرب بشكل لا لبس فيه عن معارضة الحكومة الإسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية، الآن وفي المستقبل، هناك معارضة واسعة النطاق في المجتمع الإسرائيلي لإنشاء حماستين أخرى في الضفة الغربية».
وتابع سموتريتش: «أدعو رئيس الوزراء إلى تقديم قرار آخر يعبر عن معارضة دولة إسرائيل الحازمة والقاطعة لإقامة دولة فلسطينية».
وفي مقال بصحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية، قال الكاتب بن درور يميني: «الولايات المتحدة تريد الأفضل لإسرائيل، لكنها تخطط للمشروع السياسي الكبير لليوم التالي، وربما القضية الأكثر أهمية لمستقبل إسرائيل، بدون الحكومة الإسرائيلية».
وأضاف: «لا يهم في الوقت الحالي ما إذا كانت الرؤية الأمريكية، التي تشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تسيطر أيضا على قطاع غزة، قابلة للتنفيذ، المهم هو أن سلوك السيد الاستراتيجي وسيد الأمن، السيد بنيامين نتنياهو، يغرق إسرائيل إلى مستوى سياسي غير مسبوق».
وتابع أن نتنياهو «يرفض الحديث عن اليوم التالي. لذا فإن الولايات المتحدة تتحدث. إنه لا يريد رؤية سياسية. لذا فإن الولايات المتحدة تقدمها».
ولفت موقع «واينت» الإخباري الإسرائيلي إلى أن المقترح الذي وافق عليه الوزراء بالإجماع، «أثير بعد تقارير عن خطط أمريكية لتسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي، مما أدى إلى ردود فعل غاضبة من الحكومة».