في الذكرى الـ17 لانتفاضة الأقصى.. هدوء على صفيح هبة جديدة
عوامل تفجير انتفاضة جديدة، قائمة، وسط إصرار إسرائيل على عدم الحل، ولكن الأدوات ستختلف
مرت الذكرى الـ 17 لانتفاضة الأقصى في الأراضي الفلسطينية، اليوم الخميس، بهدوء. غير أنه تحت هذا الهدوء نيران تشتعل، وسط توقعات بتفجر هبة جديدة، ولكن بأدوات مختلفة تماما.
ففي مثل هذا اليوم 28 سبتمبر/أيلول من عام 2000 اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أرئيل شارون، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية أكثر من 2000 شخص من عناصر الأمن، ما أثار مواجهات دموية مع المصلين في الحرم القدسي، مطلقا الشرارة الأولى للانتفاضة التي حملت اسم الأقصى بسبب هذا الاقتحام.
واستمرت الانتفاضة لمدة 4 سنوات، ارتقى خلالها 4414 شهيدا فلسطينيا، وأصيب أكثر من 48 ألفا، فيما أسفرت عن مقتل 1069 إسرائيليا وإصابة 4500 آخرين.
وشملت الانتفاضة كافة الأراضي الفلسطينية، ولم تنته إلا بإعلان هدنة فلسطينية- إسرائيلية.
ويقول حنا عميرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في حديث لبوابة العين الإخبارية، إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات دفع حياته خلال الانتفاضة؛ حيث توفي عام 2004 بعد أن فرض الاحتلال عليه حصارا في مقر إقامته برام الله.
وما زالت تختلف الآراء حول ما إن كانت الوفاة طبيعية أم كانت جريمة اغتيال.
واعتبر واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن أكبر مكسب للانتفاضة كان التأكيد على أن الفلسطينيين رغم الضغوط والدماء لم يقبلوا بفرض حلول منقوصة عليهم؛ حيث أصروا على ألا يكون هناك حل حقيقي سوى بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل يونيو/ حزيران 1967.
ورغم ما عاناه الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة على مدى سنوات، إلا أن يوم ذكراها مر بهدوء، نتيجة كثرة الضغوط الإسرائيلية الجديدة التي تمارس على الأراضي الفلسطينية، وخاصة توسيع الاستيطان.
ولكن المسؤولين السياسيين والمحللين الفلسطينيين يقولون إن عوامل تفجر انتفاضة جديدة ما زالت قائمة.
وفي هذا أشار عميرة إلى استهداف إسرائيل للمسجد الأقصى وتهويد القدس، وعمليات القتل والاعتقال ومصادرة الأراضي، إضافة إلى الاستيطان؛ ما يجعل أجواء الحل تبدو مغلقة.
واتفق معه أبو يوسف الذي قال: "إذا ما عدت إلى الأيام التي سبقت تفجر انتفاضة الأقصى فستجد أن الوضع هو ذاته، فإسرائيل ترفض قيام دولة فلسطينية وتصر على استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية، بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك بقضم أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية وضمها إلى إسرائيل".
وتجلى إصرار إسرائيل على عدم التوصل لحل للقضية الفلسطينية، أمس الأربعاء، بإعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضفة الغربية جزءا من إسرائيل.
ويتوقع المحلل السياسي الفلسطيني مجيد أبو سويلم في حديث مع "بوابة العين الإخبارية" أنه لو تجددت الانتفاضة فإن الأدوات ستكون مختلفة هذه المرة.
فالشعب الفلسطيني "استخلص العبر من أحداث الانتفاضة الثانية بأن عسكرتها لم تكن في صالحه، وإنما أضرتنا بصورة كبيرة؛ ما استدعى تبني أسلوب الحراك الشعبي السلمي كما تجلى مؤخرا في الحراك الشعبي الرافض لوضع بوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى، حيث حققنا أهدافنا وسط ترحيب ودعم دولي".
وأضاف: "ولكن بالمقابل فأعتقد أن الجانب الإسرائيلي لم يستخلص العبر، فهو مستمر بغلق الأفق السياسي ورفض دفع استحقاق السلام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967".
وكان الرئيس محمود عباس أكد في أكثر من مناسبة رفضه عسكرة أي حراك شعبي فلسطيني، لافتا إلى أن عسكرة الانتفاضة أضرت بالقضية الفلسطينية.