الفلسطينيون.. عين على غزة وأخرى على نيويورك
الفلسطينيون وجدوا أنفسهم مرة واحدة أمام حديث واعد عن المصالحة الفلسطينية وبشرى أمريكية بأن السلام ممكن مع إسرائيل
ظل الفلسطينيون، على مدى سنوات طويلة، يتشككون في إمكانية تحقيق المصالحة الفلسطينية والتفاوض حول السلام مع إسرائيل ككتلة واحدة، إلا أنهم هذا العام وجدوا أنفسهم مرة واحدة أمام حديث واعد عن المصالحة الفلسطينية وبشرى أمريكية بأن السلام ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين ممكن.
فالساعات التي استبقت مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، السبت، شهدت إعلان حركة "حماس"، من العاصمة المصرية القاهرة، قرارها حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة وموافقتها على تسلم حكومة الوفاق الوطني برئاسة د. رامي الحمد الله مهامها في القطاع مع موافقتها على إجراء انتخابات عامة فلسطينية.
والجميع يترقب الآن لقاء الرئيس عباس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعلن الأخير أن السلام ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين ممكن على الرغم من تشكيك الكثيرين بإمكانية ذلك، حسبما قال.
وأشار د. رياض المالكي، وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية إلى أن كلمة الرئيس الفلسطيني عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا ستكون “نوعية وشاملة وبمستوى الحدث والتوقعات".
وأضاف د. المالكي أن الرئيس عباس سيؤكد على وجوب التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين، وأن يعمل على تطبيقه وأن تقام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وأن يتم حتى ذلك الحين توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وأن يتم وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبدوره أشار واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية إلى أن الشعور السائد فلسطينيا هو أن فرص المصالحة الفلسطينية أكبر من فرص السلام مع إسرائيل في ظل وجود حكومة يمينية متشددة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وقال أبو يوسف: "هناك أجواء تفرض إنهاء الانقسام الفلسطيني وعدم المراهنة على بقاء الوضع على ما هو عليه وقد كان لمصر دور كبير وأساسي في تحقيق الانفراجة في بدء إنهاء الانقسام من خلال إعلان حماس حل اللجنة الإدارية، إضافة إلى دورها المرتقب في استكمال الخطوات لإنهاء الانقسام من خلال رعاية حوار وطني فلسطيني".
وأضاف أن “حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة وتسلم حكومة الوفاق الوطني لمهامها في القطاع هي خطوة أولى إلى الإمام لتحقيق الخطوات اللاحقة وصولا إلى الانتخابات من خلال الاتفاق على موعدها".
ويتابع الفلسطينيون التطورات في غزة سيما بعد إعلان الحكومة الفلسطينية، الثلاثاء، "استعداد الحكومة لتسلم مسؤولياتها في قطاع غزة، وأن لديها الخطط الجاهزة والخطوات العملية لتسلم جميع مناحي الحياة في قطاع غزة، وبما يمكنها من القيام بواجباتها تجاه أهلنا في قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم".
وفي هذا الصدد يرى هاني المصري، المحلل السياسي الفلسطيني، أن ما جرى من إعلان عن حل اللجنة الإدارية مثل تقدما ولكنه لا يرقى إلى حد الاختراق.
وقال لبوابة "العين" الإخبارية "لم يتم حتى الآن التطرق إلى القضايا الصعبة ومنها على سبيل المثال مصير الموظفين الذين شغلتهم حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة وكيفية تولي الحكومة الفلسطينية مسؤولياتها في غزة ومصير الأمن في داخل غزة والبرنامج السياسي لأي حكومة وحدة قادمة في حال تشكيلها".
وأضاف المصري “أعتقد أن من الأهمية بمكان أن تجلس الأطراف وأن تحدد ما لها وما عليها وعندها فإنه يمكن الحديث عن انفراجه كبيرة".
وبموازاة ذلك تتوجه أنظار الفلسطينيين إلى نيويورك حيث انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة واللقاء المرتقب للرئيس الفلسطيني مع الرئيس الأمريكي ترامب، غدا الأربعاء، قبيل خطاب عباس أمام الجمعية العامة في ساعات المساء.
وفي هذا الصدد فإن أبو يوسف بدا متشائما إزاء إنهاء انغلاق الأفق السياسي قريبا وقال “إنغلاق الأفق السياسي بسبب مواقف حكومة الاحتلال برفض قيام دولة فلسطينية وما تقوم به على الأرض من عمليات استيطان ومصادرة للأراضي وهدم للمنازل، وبالتالي هناك تؤدي باستمرار لإنغلاق الأفق السياسي لفترة مقبلة".
وأشار أبو يوسف إلى أن "خطاب الرئيس عباس أمام الجمعية العامة سيؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني بقيام دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وعلى طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال بعد شرح معاناة الشعب الفلسطيني سيما نتيجة لسياسات مصادرة الأرض وإقامة المستوطنات".
وأضاف "سيؤكد الخطاب على أنه من غير الممكن قبول أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني".
وشاركه المصري الرأي وقال: “لقد بدأت الإدارة الأمريكية متحمسة ثم أقرت بأن الأمور أصعب مما كانت تتوقع وأن الهوة كبيرة ما بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي، ثم قالت مجددا إنها عازمة على إحداث اختراق ولكنها حتى الآن لم تقر رسميا بحل الدولتين ولم تتحدث علنا عن الاستيطان".
وأضاف المصري "هناك التزام واستعداد من قبل الرئيس عباس بعملية سياسية ولكن بدون إقرار أمريكي بحل الدولتين فإن الأمور ستكون صعبة".
وتابع المصري "أعتقد أن آفاق المصالحة الفلسطينية أكبر من فرص السلام وفي كلا الحالتين لا يجب التفاؤل كثيرا، على الأقل استنادا إلى تجارب الماضي غير البعيد".
وفي هذا الصدد فقد أشار استطلاع للرأي العام الفلسطيني أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وحصلت بوابة "العين" الإخبارية على نسخة منه إلى أن 52% يؤيدون حل الدولتين، قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، و47% يعارضونه، حيث تبلغ نسبة التأييد 56% في قطاع غزة و49% في الضفة الغربية.
لكن 57% يعتقدون أن حل الدولتين لم يعد عملياً بسبب التوسع الاستيطاني فيما تقول نسبة من 40% أن هذا الحل لا يزال عملياً.
كذلك، فإن 70% يعتقدون أن فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل خلال السنوات الخمسة القادمة ضئيلة أو ضئيلة جداً وتقول نسبة من 28% إنها متوسطة أو عالية.
وفي ظل توقف مفاوضات السلام، فإن 71% يؤيدون الانضمام للمزيد من المنظمات الدولية، 67% يؤيدون اللجوء لمقاومة شعبية غير عنيفة وغير مسلحة، 45% يؤيدون العودة لانتفاضة مسلحة، 47% يؤيدون حل السلطة الفلسطينية.
وقبل 3 أشهر أيدت نسبة من 39% العودة لانتفاضة مسلحة، وأيدت نسبة من 54% المقاومة الشعبية السلمية.
وتبلغ نسبة تأييد حل الدولة الواحدة التي يتمتع فيها الفلسطينيون واليهود بحقوق متساوية 31% وتقول نسبة من 67% أنها تعارض هذا الحل.
وتقول نسبة 58% من الفلسطينيين إن أهداف وتطلعات إسرائيل بعيدة المدى هي ضم جميع الأراضي الفلسطينية وطرد الفلسطينيين وتقول نسبة من 25% أنها تريد ضم جميع الأراضي وحرمان السكان من حقوقهم السياسية. في المقابل، تقول نسبة من 16% أنها تريد الانسحاب من جزء أو من كل الأراضي المحتلة بعد ضمان أمنها.
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg
جزيرة ام اند امز