تمرد ورفض اللقاء.. «لهيب الشمال» يأكل شعبية نتنياهو

غضب يتصاعد من سكان شمال إسرائيل، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لم يحسم الموقف إزاء هجمات حزب الله، وصل إلى مقاطعة لقاء معه في تل أبيب، وفق هيئة البث العامة الإسرائيلية.
ويواصل نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت توجيه التحذيرات لحزب الله ومع ذلك فإن الهجمات من لبنان على شمالي إسرائيل لم تتوقف منذ أكثر من شهر.
- مقتل 3 فتيات في غارة إسرائيلية على لبنان.. وحزب الله يتوعد بالرد
- «ملتزمون بالقرار 1701».. لبنان يؤكد تمسكه بالشرعية الدولية
إصابات مباشرة متبادلة
والأحد، أصيب عدد من الإسرائيليين في هجوم بصواريخ مضادة للدبابات من لبنان على منطقة "دوفيف" على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "أطلق مسلحون صواريخ مضادة للدبابات على منطقة دوفيف، وأصيب عدد من المدنيين نتيجة إطلاق النار. وتهاجم قوات الجيش الإسرائيلي مصادر النيران بالمدفعية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة العديد من المدنيين في هجوم باستخدام صواريخ مضادة للدبابات، تم إطلاقها عبر الحدود الشمالية من لبنان، فيما قال الجيش إن "القوات الإسرائيلية ردت بإطلاق نيران المدفعية".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "الهجوم أصاب عدة مركبات في إسرائيل. كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، سيارات وهي تحترق".
ويشير الإسرائيليون إلى أنه "في حين يوجه الجيش الإسرائيلي اهتمامه إلى غزة فإن التجمعات الإسرائيلية في شمالي إسرائيل تتعرض لنيران يومية".
ويواصل فلسطينيون وأنصار لحزب الله إطلاق النيران والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات دون طيار والصواريخ على البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود لبنان، وكانت إسرائيل قد أجلت سكان هذه البلدات مع بداية الحرب.
النار تطول "يونيفيل"
يأتي هذا فيما أصيب عنصر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان برصاصة، فجر الأحد، وفق ما أعلن متحدّث باسمها، دون أن يوضح ملابسات الحادثة وظروفها.
ولم يذكر بيان اليونيفيل ما إذا كانت الإصابة ناجمة عن تبادل إطلاق النار المستمر منذ أكثر من شهر بين حزب الله وإسرائيل عند الحدود الجنوبية، وما إذا كانت عن طريق الخطأ.
وقال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، في بيان: "بعيد منتصف الليل، أفاد جنود حفظ السلام في موقع لليونيفيل بالقرب من القوزح بأنهم سمعوا إطلاق نار في مكان قريب"، مضيفاً: "أصيب أحد حفظة السلام برصاصة وخضع لعملية جراحية، وهو الآن في فترة التعافي ووضعه مستقر".
وأشار إلى أن "مصدر إطلاق النار غير معروف حالياً، وقد فتحنا تحقيقاً"، منبهاً إلى أنّ "أي استهداف بالقرب من مواقع اليونيفيل، وأي استخدام لمواقعنا لشن هجمات عبر الخط الأزرق، لأي سبب من الأسباب، أمر غير مقبول".
وذكّر تننتي أنّ "الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب"، مكرراً حضّ "جميع الأطراف المعنية على وقف إطلاق النار لضمان سلامة ليس فقط حفظة السلام، ولكن جميع الناس الذين يعيشون بالقرب من الخط الأزرق".
وكان عنصر آخر من من اليونيفيل أصيب بجروح في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي جراء قصف قرب قرية حولا الحدودية، بعد ساعات من إصابة المقر العام للقوة بقذيفة.
وقتل 93 شخصاً بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد، بينهم 70 عنصرا من حزب الله و11 مدنياً بينهم مصور لدى وكالة أنباء رويترز وامرأة مع حفيداتها الثلاث، وفق حصيلة لـ"فرانس برس".
ويقول حزب الله إن بين عناصره من قتل في سوريا في رد إسرائيلي على عمليات استهدفت الأراضي الإسرائيلية وانطلقت من سوريا حيث يتواجد حزب الله في مناطق حدودية مع منطقة الجولان المحتل، فيما أحصت إسرائيل من جهتها مقتل 6 عسكريين ومدنيين.
إرجاء الاجتماع
والأحد، أرجأ نتنياهو اجتماعا كان من المقرر عقده مع رؤساء السلطات المحلية للبلدات المحاذية للحدود الشمالية مع لبنان.
وكان قد أُعلن، السبت، ولأول مرة عن الإعداد لاجتماع رؤساء السلطات المحلية الحدودية في شمال إسرائيل مع نتنياهو في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب.
وعندما علموا بمبادرة اللقاء، قال بعض رؤساء السلطات المحلية إنهم لن يتمكنوا من حضور اللقاء، لأنهم لا يريدون مغادرة بلداتهم في مثل هذه الظروف.
فيما أكد آخرون أنه من المناسب أن يأتي نتنياهو إلى الشمال الذي هو في حالة حرب، وبما أنه لا يكلف نفسه عناء الحضور فقد قرروا مقاطعة اللقاء في تل أبيب وعدم الحضور، وفق الهيئة العامة للبث الإسرائيلي.
وقال رئيس مجلس الجليل الأعلى غيورا زالتس للهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن "أحد أسباب عدم رغبة رئيس الوزراء في الحضور إلى منطقة الشمال لعقد اللقاء هناك هو حتى لا يظهر أن الجبهة الشمالية منخرطة أيضا في الحرب".
وأضاف زالتس: "لكن من المهم أن يكون هناك بيان واضح من الدولة بأنه في نهاية الحرب، ستكون الحدود الشمالية منطقة آمنة وسيتمكن السكان من العودة إلى منازلهم بأمان لسنوات".
ودعا رئيس مجلس الجليل الأعلى المستوى السياسي في إسرائيل إلى إعلان الحرب وشن هجوم عسكري ضد حزب الله.
وقال: "نحن بحاجة إلى خلق أفق واضح للغاية. لن يكون هناك مفر من الشروع بعمل عسكري هجومي، وفي نهايته ستكون الحدود الشمالية أيضًا آمنة لسنوات عديدة".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قال في مؤتمر صحفي، السبت: " في الساحة الشمالية تحولت الاستفزازات إلى عدوان. حزب الله يلعب بالنار".
وتابع: "طائرات سلاح الجو – معظم قدرات سلاح الجو لا تعمل في غزة – تتجه نحو الشمال، وطيارونا في قمرات القيادة جاهزون لأي أمر في أي وقت".
وأردف غالانت: "وعلى مواطني لبنان أن يعلموا أنه إذا أخطأ نصر الله فإن مصير بيروت سيكون مثل مصير غزة".
وبدأ التصعيد في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويقصف حزب الله وحركات ومجموعات أخرى مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان بشكل يومي، فيما تردّ إسرائيل باستهداف تحركات ومقار لحزب الله، ما أثار مخاوف من احتمال اندلاع حرب إقليمية أوسع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIyIA== جزيرة ام اند امز