لقاء ترامب ونتنياهو.. زيارة في لحظة شرق أوسطية «حرجة»
في لحظة حرجة يشهدها الشرق الأوسط حيث يكافح المفاوضون للحفاظ على هدنة غزة، يتوجه نتنياهو إلى واشنطن، الأسبوع المقبل.
وأمس الثلاثاء، تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، دون أن يحدد تاريخا بعينه.
ورغم أن مكتب نتنياهو أعلن أن اللقاء مقرر في الرابع من فبراير/شباط المقبل، فإن مسؤولا في البيت الأبيض قال لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن التفاصيل المتعلقة بالتاريخ والوقت ستتبع بمجرد الانتهاء منها.
وجاء في رسالة كتبها ترامب إلى نتنياهو يوم الثلاثاء: "أتطلع إلى مناقشة كيفية جلب السلام إلى إسرائيل وجيرانها، والجهود المبذولة لمواجهة خصومنا المشتركين".
أول زعيم بعد التنصيب
وبهذه الدعوة، يكون نتنياهو أول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض منذ تنصيب ترامب في العشرين من الشهر الجاري. ولدى الرجلين الكثير لمناقشته.
وكانت آخر زيارة لنتنياهو إلى واشنطن، في يوليو/تموز الماضي، حيث التقى بايدن في البيت الأبيض، وخاطب المشرعين في جلسة بالكونغرس.
وخلال الزيارة نفسها، التقى ترامب ونتنياهو، لأول مرة منذ ما يقرب من أربع سنوات، في منتجع مارالاغو بفلوريدا.
لحظة حرجة
ويأتي هذا اللقاء في لحظة حرجة في الشرق الأوسط، حيث يكافح المفاوضون للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش لمدة 42 يوما بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة وتمديده.
وقد وفرت فترة التوقف التي استمرت ستة أسابيع، والتي بدأت في 19 يناير/كانون الثاني، للمنطقة فترة راحة ضرورية للغاية بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة.
ومن المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية من الهدنة الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في 3 فبراير/شباط.
وكان ترامب ونتنياهو حليفين مقربين خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي الأولى، حيث اتخذ الأخير عدة خطوات تتماشى مع أجندة الآخر.
من بين تلك الإجراءات، نقل السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتل.
علاقة على رأس الأولويات
وبدعوة نتنياهو، يشير ترامب إلى أن الحفاظ على العلاقات القوية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي سيظل على رأس الأولويات.
وبينما لا تزال أجندة ترامب في الشرق الأوسط تتشكل، كانت هناك بالفعل علامات على أنه سيتبنى مرة أخرى السياسات التي يفضلها نتنياهو. بحسب "فورين بوليسي".
فقد ألغى ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع حظرا فرضه سلفه جو بايدن على توفير قنابل تزن 2000 رطل لإسرائيل، وأشاد نتنياهو على الفور بالرئيس الأمريكي لمنح بلاده "الأدوات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها".
كما اقترح ترامب خطة "لتطهير" غزة من شأنها أن تشهد نقل سكانها الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، بحسب تصريحاته، وهي الفكرة التي أشاد بها الساسة الإسرائيليون من اليمين المتطرف.
في المقابل، كانت الأردن ومصر، وكذلك السلطة الفلسطينية، واضحين في معارضتهم الجوهرية لمقترح ترامب.
وإسرائيل هي أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية، ومن المرجح أن يشجع نتنياهو ترامب على عدم إيقاف بعض عمليات تسليم الأسلحة بالطريقة التي فعلتها إدارة بايدن، على الرغم من أنها استمرت في عمليات تسليم أخرى ودعم عسكري عام.
ويريد نتنياهو أيضا من ترامب أن يضغط أكثر على إيران، وأن يجدد الجهود للتوصل إلى اتفاق تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "واشنطن بوست".
وحتى قبل توليه منصبه هذا الشهر، كان ترامب يرسل مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة للضغط جنبا إلى جنب مع إدارة بايدن لتحقيق وقف إطلاق النار الحالي في غزة.
لكن نتنياهو تعهد باستئناف الحرب إذا لم تلب حماس مطالبه في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تهدف إلى مناقشة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة و"الهدوء المستدام".
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، عبر أكثر من 375 ألف فلسطيني إلى شمال غزة منذ سمحت لهم إسرائيل بالعودة صباح يوم الإثنين، حسبما ذكرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء.
ويمثل هذا أكثر من ثلث المليون شخص الذين فروا في الأيام الأولى للحرب، إلى وسط وجنوب قطاع غزة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC45NCA=
جزيرة ام اند امز