تحليل مباراة هولندا ضد الأرجنتين.. حيلة سكالوني تحبط ريمونتادا تاريخية
خطف منتخب الأرجنتين بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، بعد تغلبه على هولندا في مباراة مثيرة في ربع النهائي.
منتخب الأرجنتين كان في طريقه للفوز (2-0)، قبل أن يسجل المنتخب الهولندي ثنائية في الدقائق الأخيرة ليجبر أبطال أمريكا الجنوبية على لعب وقت إضافي.
الوقت الإضافي لم يشهد جديدا على صعيد النتيجة، ليلعب المنتخبان ركلات ترجيح فاز بها المنتخب الأرجنتيني (4-3)، ليتأهل لمواجهة كرواتيا في نصف النهائي.
"العين الرياضية" تقدم في السطور التالية تحليلا فنيا لمجريات مباراة هولندا ضد الأرجنتين في ربع نهائي مونديال 2022.
حيلة سكالوني
بدأ المدير الفني الأرجنتيني المباراة بحيلة فنية مميزة، وباختلاف كبير عن المباريات السابقة، حيث قرر البدء بـ3 لاعبين في خط الدفاع، واللعب بظهيرين ذوى أدوار مركبة.
دفاعيًا، لم يترك لاعبو الأرجنتين مجالًا للاعبي هولندا لاستقبال الكرة، ونجحوا في خلق المتاعب دون أريحية في أن تخرج هولندا بهجمات منظمة، بداية من الضغط على لاعب الارتكاز، وصولًا إلى تضييق المساحات على ثنائي الهجوم ممفيس ديباي وستيفن بيرجوين، حيث قابل كل منهم مدافعًا مع كل حالة استلام للكرة، وفي ظل الزيادة العددية التي خلقها المدير الفني الأرجنتيني.
تلك التركيبة الدفاعية منعت لويس فان جال، المدير الفني لمنتخب هولندا، من أن يخلق الحالة الهجومية المفضلة له، بإيجاد مساحة للظهير الأيمن دومفريس.
على الصعيد الهجومي، امتلك الظهيران أدوارًا مركبة، حيث تحول شكل الأرجنتين هجوميًا إلى رباعي في خط الدفاع، مع تحرر الظهيرين إلى الهجوم والتقدم داخل منطقة جزاء هولندا، ويُعد هدف الأرجنتين الأول مثالًا عمليًا على ذلك.
عشوائية هولندية
مع استمرار العجز، ومع تقدم الأرجنتين من هدف ثاني عن طريق ليونيل ميسي من علامة الجزاء، لم يملك المدير الفني الهولندي حلًا سوى أن يخلق حالة من العشوائية في الملعب، وخاصة مع ارتباك صفوف الأرجنتين والتراجع لتأمين الدفاعات للحفاظ على التقدم.
دخول المهاجم فوت فيغوريست ضمن مجموعة من التبديلات خلق حالة من العشوائية التي لم تستطع دفاعات الأرجنتين التعامل معها بنظام، ومع اعتماد هولندا على الكرات العرضية بشكل أساسي لخلق حالات هجومية، نجح مهاجم بشكتاش التركي في تقليص الفارق.
واستمر الضغط الهولندي لمحاولة التعادل، وقد نجحت محاولات هولندا في استغلال سذاجة دفاعية في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع من عمر المباراة، ويكون فيغوريست بطل هولندا مؤقتًا.
تراجع غير مبرر
سيناريو الوقت الأصلي كان مثاليًا لتتمكن هولندا من الفوز بالمباراة، ولكن عاد فان جال إلى التركيبة التي بدأ بها المباراة، وفي المقابل استحوذت الأرجنتين بشكل كامل.
محاولات الأرجنتين تكثفت تحديدا خلال الشوط الثاني، ولكن تألق الحارس نوبيرت، وسوء حظ إنزو فيرنانديز الذي اصطدمت تصويبته بالقائم الأيمن لمرمى هولندا، كانا عاملين وقفا أمام حسم رفاق ميسي للتأهل خلال الأشواط الإضافية.
ولكن حارس المرمى إمليليانو مارتينيز أبى أن تخسر الأرجنتين بهذا السيناريو، فتألق في ركلات الجزاء من خلال التصدي لركلتين هولنديتين، وليتنفس إنزو فيرنانديز الصعداء بعد الركلة التي أهدرها، لتفوز الأرجنتين من جديد بركلات الترجيح بنتيجة 4-3، بعد أن أقصت هولندا كذلك في نصف النهائي في كأس العالم 2014.