ميسي دليل.. كيف يخطط منتخب إنجلترا لتعطيل مبابي؟
كيف نوقف مبابي؟ ربما هذا هو الشغل الشاغل لجاريث ساوثجيت مدرب منتخب إنجلترا قبل مواجهة فرنسا المرتقبة في كأس العالم 2022.
وتستعد إنجلترا لمواجهة كلاسيكية مع منتخب فرنسا يوم السبت المقبل في مباراة ستحدد آخر أضلاع المربع الذهبي لكأس العالم FIFA قطر 2022.
5 أهداف في 4 مباريات، حصيلة كليان مبابي في المونديال حتى الآن، وهي بالفعل أرقام تثير قلق ساوثجيت ومعاونيه قبل الصدام المرتقب.
أمام بولندا في دور الـ16، أخذ النجم الفرنسي الشاب مساحته بالكامل ليعبر عن مهاراته، وكان حاسمًا لترجيح كفة فرنسا، وإرسال الخصم إلى المنزل.
من أجل تلك المواجهة، يتسلح ساوثجيت بكل الخبرات الممكنة، وفي مقدمتها مساعده الخبير ستيف هولاند.
ويعتبر هولاند أن هناك قلة من اللاعبين في العالم الذين يحتاجون انتباهًا من نوع خاص، وهو يضع مبابي في تلك الفئة.
عمل هولاند على مدار 10 سنوات كمدرب مساعد لفريق تشيلسي الإنجليزي، مع مجموعة من أصحاب الخبرات، أمثال جوس هيدنيك ورافائيل بينيتيز وجوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي.
أول لقب لدوري أبطال أوروبا دخل خزائن تشيلسي في 2012، كان لهولاند فضل مباشر فيه، بفضل نصائحه التكتيكية للإيطالي روبيرتو دي ماتيو.
عمل هولاند على إيقاف الأسطورة ليونيل ميسي ميسي والحد من خطورته قدر الإمكان، في أوج تألقه مع برشلونة الإسباني تحت قيادة بيب جوارديولا خلال نصف النهائي آنذاك، وربما عليه أن يستعيد تلك الخبرات استعدادًا لإيقاف السلاح الفرنسي الأخطر.
القاتل الصامت
الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو، هو أحد المدربين الذي عملوا مع كليان مبابي خلال فترة تدريبه لباريس سان جيرمان، ويمكنه أن يذكر نقاط القوة بكل ثقة.
ويكتب بوكتينيو عدة أعمدة لموقع "ذا أثليتك"، كان آخرها عن الثنائي هاري كين وكليان مبابي، اللذان يلتقيان وجهًا لوجه، بعد أن عمل مع كليهما خلال وقت سابق.
ويعدد بوتشتينو مزايا مبابي الخطيرة بقوله: "في الملعب، دائمًا ما يفضل التحرك في تلك المساحات التي تسنح بالقرب من قلبي الدفاع مع الميل للجبهة اليسرى خلف الظهير الأيمن".
ويتابع: "على عكس الكثير من المهاجمين، مبابي لا يحتاج إلى امتلاك الكرة لفترات طويلة. لا يحتاج إلى أن تراه كثيرًا خلال المباراة. يكفيه أن يظهر في عدة لقطات معدودة لا تتجاوز الـ10 دقائق، ثم يفعل شيئًا مبهرًا بالكرة ويحسم اللقاء لصالح فريقه".
ويوضح بوكتينيو بشكل أكبر: "يشعر مبابي بأريحية أكبر بدون امتلاك الكرة. لديه تلك الثقة في ذاته التي تجعله متيقنًا أنه حين سيحصل على الكرة، سيعبر من الخصم وسيفعل ما يستطيع دائمًا أن يفعله من إبهار".
كلاعب، واجه المدافع الأرجنتيني بوتشتينو نظيره البرازيلي الظاهرة رونالدو.
يصفه بوكتينيو كما يصفه الكثيرون بـ "رونالدو الأصلي"، وقد واجهه قبل 20 عامًا، ويعتبر أن مبابي هو أكبر شبيه في أسلوب لعب دا ليما، من حيث السرعة وكيفية الانطلاق بالكرة وعبور الخصوم بكل ثقة.
كيف نوقف مبابي؟
"علينا أن نمنعه من التواجد في تلك المواقف التي قد تكون مدمرة بالنسبة لنا".. يضع هولاند الخطوط العريضة لذلك، ويدعي أنه قد أعد الخطة المناسبة لها.
لعبت هولندا بثلاثية في خط الدفاع مع محاولات تأمين وغلق مساحات على النجم الفرنسي، ولكن دون جدوى في مباراة المنتخبين خلال وقت سابق.
يكفي أن تظهر مساحة كافية لعدة ثواني، وأن يتسلم مبابي الكرة، وأن يجد فرصة سانحة للتصويب في خلال غفوة المنافس، لكي يجعلهم يندمون، ويسجل.
لا يذكر هولاند التفاصيل، ولكنه أعطى ملامح عن خطوات إنجليزية أكثر جرأة لمواجهة جبهة مبابي بالكامل.
ويقول هولاند: "إن لم تهدده، فإنك تعطيه الأفضلية"
هكذا يلمح هولاند عن تركيز الحمل الهجومي للمنتخب الإنجليزي على الجبهة اليمنى، والهدف هو أن ينشغل مبابي بواجبات دفاعية وأمور أخرى بخلاف التفكير في الهجوم وتهديد الصفوف الإنجليزية من تلك الناحية.
لذا، من المرجح أن تستغني إنجلترا عن فكرة اللعب برباعي في خط الدفاع، والتي فاجأ ساوثجيت بها الجميع منذ بداية البطولة عكس ما اعتاد أن يلعب به، وربما يعود إلى خططه القديمة.
قد نشاهد ثلاثي في قلب الدفاع، مع الاعتماد على كايل والكر كمدافع أيمن في ذلك التشكيل، وإضافة كيران تريبيير كظهير هجومي أمامه، في محاولات لتشكيل خطورة على المنتخب الفرنسي من هذه الجبهة، وتأمينها دفاعيًا في الوقت ذاته.
في النهاية، يتوجب الحذر خلال مواجهة خصم يمتلك موهبة بحجم كليان مبابي، ولكن هناك حقيقة وهي أن إنجلترا تمكنت من الحفاظ على نظافة شباك في المباريات الـ3 الأخيرة مع حيازة كبيرة على الكرة وتقديم أداء ممتع، وسجلت 6 أهداف، وهنا نعود لحقيقة كرة القدم المعتادة، وهي أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.