من فان ديك إلى كومان.. هولندا منتخب صنعت أزماته الأندية
يعتبر منتخب هولندا أحد المرشحين للتتويج بكأس أمم أوروبا 2020 التي ستقام في 11 بلدا أوروبيا، وتنطلق مبارياتها بعد أيام.
لكن هذا المنتخب سيفتقد اثنين ممن صنعوا تألقه في الفترة الماضية وتحديداً في سنوات ما بعد كأس العالم 2018 التي غابت عنها شمس الطاحونة البرتقالية، وذلك من أجل مصلحة ناديين أوروبيين هما برشلونة وليفربول.
وكانت هولندا عانت خلال الفترة التي تلت الحصول على المركز الثالث في كأس العالم 2014 من الفشل في التأهل للبطولات الكبرى، حيث فشلت في بلوغ "يورو 2016" بفرنسا، ثم كأس العالم 2018 في روسيا، بعد حملتي تصفيات مخيبتين للآمال انتهت إثرهما مسيرة آريين روبين الدولية المبهرة بشكل مخز.
وتعاقدت هولندا في 6 فبراير/شباط 2018 مع رونالد كومان، مدرب برشلونة الإسباني الحالي، لتولي القيادة الفنية للطواحين، لينجح في تحقيق طفرة هائلة للمنتخب وإعادته لمصاف الصف الأول في القارة العجوز.
لكن ما عاب هذا التعاقد أنه احتوى على بند يسمح لكومان بالرحيل حال قدوم عرض إليه من برشلونة.
ونجحت هولندا في تلك الفترة في التأهل لنهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية في نسختها الأولى عبر مسيرة شهدت اكتساح ألمانيا بثلاثية نظيفة والفوز على فرنسا بطلة العالم 2-0 وإنجلترا رابع العالم 3-1.
وقاد المنتخب الهولندي خلال تلكا لفترة مجموعة من أفضل نجوم العالم الصاعدين، من أمثال فيرجيل فان دايك، وفرينكي دي يونج، وماتياس دي ليخت، ودوني فان دي بيك، وجيورجينو فينالدوم.
لكن كومان رحل عن هولندا في صيف العام الماضي لقيادة برشلونة الذي عانى قبلها من خسارة مذلة 2-8 أمام بايرن ميونخ الألماني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
التحضير ليورو 2020؟
لكن الكتيبة التي ستدخل منافسات كأس أمم أوروبا الصيف المقبل ستجد نفسها تعاني من أكثر من أزمة.
الأزمة الأولى تتعلق برحيل المدرب الناجح مع هولندا، كومان وتعيين فرانك دي بور بدلاً منه.
وكان كومان قاد هولندا في 20 مباراة، بداية من فبراير/شباط 2018 إلى أغسطس/آب 2020، حقق فيها الفريق انتصارات مهمة وعودة قوية لكأس أمم أوروبا، قبل أن يحلف محله دي بور.
وقاد دي بور قاد هولندا في 11 مباراة بكل المناسبات، فاز في 5 منها وخسر مرتين وتعادل 4 مرات، في مسيرة جعلته أول مدرب في تاريخ الطواحين يفشل في الفوز بأول 4 مباريات له، بعدما تعادل 1-1 مع إيطاليا وإسبانيا و0-0 مع البوسنة بينما بدأ مسيرته مع المنتخب بخسارة 0-1 من المكسيك.
وكانت هولندا أنهت تحضيراتها لليورو بوديتين تعادلت في الأولى مع اسكتلندا 2-2، ثم فازت على جورجيا 3-0، قبل أن تبدأ رحلتها في يورو 2020 ضد أوكرانيا ثم النمسا ومقدونيا الشمالية، خلال الفترة من 13 إلى 21 يونيو/حزيران الحالي، في مجموعة تبدو في المتناول لكتيبة المدرب دي بور.
غياب فان ديك
التغيير الثاني الذي طرأ على تحضيرات الطواحين لكأس الأمم الأوروبية يتعلق بقائد دفاعات الفريق فيرجيل فان ديك، والذي فضل "نظريا" مصلحة فريقه ليفربول الإنجليزي على هولندا مثلما فعل كومان مع برشلونة.
ويعتبر غياب قائد الفريق الهولندي فيرجيل فان ديك ثاني أكبر مشكلة للمنتخب الهولندي بعد رحيل كومان، حيث أعلن المدافع العملاق أنه لن يشارك في كأس أمم أوروبا الصيف المقبل، من أجل استعادة كامل عافيته البدنية كي يكون جاهزاً لدعم ليفربول مع انطلاقة الموسم المقبل 2021-2022.
وعن موقفه من المشاركة في كأس أمم أوروبا 2020 قال حينها: "كان عليّ اتخاذ قرار يخص كأس أمم أوروبا، نعم أم لا؟ في ظل كل ما يحدث، أشعر بدنياً بأن القرار الصحيح هو عدم المشاركة في اليورو".
ضربة جديدة
وقبل انطلاق "يورو 2020" بأيام، تلقى منتخب هولندا ضربة جديدة بإصابة لاعب وسطه فان دي بيك لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، ليتأكد غيابه عن البطولة.
وأعلن الاتحاد الهولندي (الثلاثاء) خروج دي بيك من القائمة، بعدما أثار استدعاؤه الكثير من الجدل بسبب عدم مشاركته بانتظام مع مانشستر يونايتد، لكنه يبقى أحد العناصر المميزة التي صنعت استفاقة الطواحين مع كومان، لذا قد يمثل غيابه ضربة للفريق في مشوار اليورو.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز