إدارة "نيسان" الجديدة تجتاز جلسة موافقة المساهمين "بصعوبة"
الشركة لم توزع أرباحا على المساهمين بعد تسجيل خسارة صافية قدرها 26.1 مليار ين (238 مليون دولار) في الأشهر الـ3 حتى ديسمبر الماضي.
وافق المساهمون في "نيسان" على مجلس الإدارة الجديد للمجموعة اليابانية في تصويت جرى خلال جمعية عامة استثنائية سادها التوتر وسط تدهور نتائج الشركة.
وبعد جلسة طويلة في مقر المجموعة في يوكوهاما ضاحية طوكيو تم بثها مباشرة على الموقع الإلكتروني لنيسان اليوم الثلاثاء، وافق المساهمون على تعيين 4 أعضاء جدد في مجلس الإدارة بمن فيهم رئيسه ماكوتو أوشيدا.
أما الأعضاء الـ4 الآخرون فهم المدير الجديد للعمليات أشواني جوبتا الذي قدم من مجموعة "ميتسوبيشي موتورز" ونائب للمدير العام هيديوكي ساكاموتو ومدير من رينو بيار فلوريو الذي يشارك بصفته ممثلا من الخارج.
وكان أوشيدا قد عين بعد رحيل هيروتو سايكاوا في سبتمبر/أيلول الماضي بسبب مخالفات تتعلق بمكافآت حصل عليها عندما كان كارلوس غصن رئيسا للمجموعة.
وخلال الجلسة، وجّه مساهمون غاضبون انتقادات حادة إلى مسؤولي الشركة بسبب انخفاض الأرباح وتدهور سعر سهم الشركة وأجور مسؤوليها الكبار واستخدام أحدهم سيارة من طراز منافس.
وقال المدير التنفيذي الجديد لشركة نيسان اليوم، إنه سيقبل الإقالة من منصبه إذا أخفق في تحسين موقف ثاني أكبر مصنع للسيارات في اليابان، والذي تعاني من انخفاض في المبيعات عقب الفضيحة المرتبطة برئيس مجلس الإدارة السابق كارلوس غصن.
وفي اجتماع ساده الغضب بين المساهمين، وضع ماكوتو يوشيدا منصبه القيادي الذي يشغله منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي على المحك، حيث واجه مطالب تدور بين خفض رواتب المسؤولين التنفيذيين والإعلان عن مكافأة لإعادة غصن إلى البلاد بعد فراره إلى لبنان.
وأدى تدهور أداء نيسان إلى تزايد الضغط على يوشيدا (53 عاما)، وهو المدير السابق لعمليات الشركة في الصين والذي أصبح ثالث مدير تنفيذي لها منذ سبتمبر/أيلول الماضي، إذ بات مطالَبا باتخاذ خطوات حازمة لإنعاش الشركة.
وفي اجتماع اليوم، قال يوشيدا الذي واجه مرارا مشادات من قبل المساهمين إنه مستعد للإقالة إذا أخفق في تحسين ربحية الشركة التي بصدد الإعلان عن أسوأ أرباح تشغيل سنوية لها منذ 11 عاما.
وقال "سنتأكد من قيادتنا للشركة بطريقة فعالة ليكون الأمر واضحا للعيان. سأكون ملتزما بذلك: إذا بقيت الأوضاع ضبابية فيمكنكم حينها إقالتي على الفور".
إلا أنه لم يقدم إطارا زمنيا لتطوير أداء الشركة.
وقالت مصادر لرويترز إن على المدير الجديد أن يثبت لمجلس إدارة الشركة اليابانية، التي يبلغ عمرها 86 عاما في السوق، قدرته على الإسراع بعملية خفض النفقات وإعادة بناء الأرباح، وأن يظهر أن لديه الاستراتيجية المناسبة لإصلاح شراكتها مع رينو الفرنسية.
ودعا يوشيدا للتحلي بالصبر حتى يخرج بخطة في مايو/أيار تسهم في تعافي الشركة من انهيار الأرباح والنهوض بها من المأزق الذي أعقب إلقاء القبض على غصن في اليابان أواخر 2018 على خلفية اتهامات بسوء السلوك المالي.
وأضاف "لو أمكنكم التحلي بالصبر لفترة أطول قليلا، فستتمكنوا من الشعور يوما بعد يوم بأننا نتغير".
ولم توزع الشركة أرباحا على المساهمين بعد تسجيل خسارة صافية قدرها 26.1 مليار ين (238 مليون دولار) في الأشهر الـ3 حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهي أول خسارة تسجلها الشركة في فصل ثالث منذ أكثر من عقد، ويأتي على العكس من توقعات إيجابية من منافستيها تويوتا موتور وهوندا موتور.
وتجهد نيسان لاستعادة سمعتها بعد اعتقال رئيسها السابق كارلوس غصن بتهمة إساءة الأمانة وهروبه المثير لاحقا.
وتضررت صورة الشركة بشدة بسبب سنوات من التخفيضات الشديدة بالولايات المتحدة ودول أخرى، وهوت مبيعات نيسان العالمية من السيارات 11% بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول الماضيين.
وتتوقع الشركة الآن بيع 5.05 مليون سيارة للعام بأكمله؛ ما سيكون أضعف أداء لها على صعيد المبيعات منذ 2013.