ماكرون أمام اختبار صعب.. لماذا يندلع العنف في كاليدونيا الجديدة؟
اختبار صعب يقف أمامه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع ارتفاع حدة الاحتجاجات الغاضبة في كاليدونيا الجديدة.
ويقع أرخبيل كاليدونيا الجديدة، الغني بمعدن النيكل، على بعد 20 ألف كلم من فرنسا بمنطقة أوقيانوسيا جنوب غرب المحيط الهادئ.
وقد كانت إحدى المستعمرات الفرنسية، ولديها أهمية في سياسات ماكرون، الذي يعتمد عليها كورقة مهمة لتعزيز النفوذ الفرنسي في منطقة المحيط الهادي.
أين المشكلة؟
المشكلة تكمن في أن هناك من يؤمنون بضرورة الاستقلال عن فرنسا، وقد كانت هناك محاولات عدة لتحقيق هذا الغرض وصولا إلى تنظيم استفتاء شعبي.
وبالفعل تم تنظيم استفتاء شعبي عام 2021، وجاء التصويت الرافض للاستقلال عن فرنسا بأغلبية كاسحة وصلت إلى نحو 97% من أصوات مواطني كاليدونيا الجديدة، التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف نسمة.
ويشكل السكان الأصليون نحو 41%، و37% تقريبا من أصل أوروبي، معظمهم من الفرنسيين، إلى جانب عرقيات أخرى، وفق تقرير لإذاعة مونت كارلو الفرنسية.
وشهدت مظاهرات كبيرة، خصوصا في العاصمة نوميا، تحولت إلى أعمال شغب شابها نهب للمتاجر وإغلاق للطرق وإحراق للسيارات وتوقف مطار العاصمة، رفضا لتعديل دستوري يناقشه النواب الفرنسيون يعارضه دعاة الاستقلال في كاليدونيا الجديدة.
ويقول هؤلاء إن التعديل المقترح يسمح لعدد أكبر من الفرنسيين، من خارج الأرخبيل، بالتصويت في انتخابات كاليدونيا الجديدة، على نحو يثير مخاوف من إضعاف أصوات السكان الأصليين.
وتريد فرنسا، من وراء التعديل، منح حقوق التصويت في كاليدونيا الجديدة للمهاجرين الذين عاشوا فيها لمدة 10 سنوات، أي أن من عاشوا فيها بداية من 2014 يحق لهم التصويت.
وساعد اتفاق نوميا لعام 1998 على إنهاء عقد من الصراع أودى بحياة 80 شخصا من خلال تحديد مسار للحكم الذاتي التدريجي، وقصر التصويت بالانتخابات على سكان الكاناك الأصليين والمهاجرين الذين يعيشون في كاليدونيا الجديدة منذ عام 1998 فقط.
اجتماع عاجل للرئيس الفرنسي
وقد أدت الاحتجاجات إلى سقوط أول قتيل، اليوم الأربعاء، بالرصاص، ما دفع الرئيس ماكرون إلى الدعوة لاجتماع عاجل لبحث أعمال الشغب في كاليدونيا الجديدة.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إصابة مئات الأشخاص خلال أعمال الشغب، وأكد أن حظر التجوال الذي تم فرضه سيستمر حتى يسود الهدوء.
وكان دارمانان انتقد بشدة تلك الاحتجاجات، التي وصفها بأنها "أعمال شغب يرتكبها منحرفون وفي بعض الأحيان مجرمون" على حد وصفه، مؤكدا إرسال تعزيزات أمنية إلى هناك.