الصين تبهر العالم بسينما الجيلين الخامس والسادس
بعد أن أصبحت السينما الصينية ضيفا على المهرجانات الدولية على يد الجيل الخامس، شهد الجيل السادس ظهور مخرجين لا يقلون أهمية عنهم
أطلق السينمائيون الصينيون اسم "الجيل الخامس" على المخرجين الذين يمثلون الدفعة الخامسة التي تخرجت في معهد بكين، وبدأت أفلامهم في الظهور عام 1985، وصولا إلى عام 1990، وتميزت أفلام هذا الجيل بالبساطة لما تضمنته من معان ودلالات الموروثات الشعبية، بينما تركزت اختيارات موضوعات وشخوص أعمالهم على واقع الحياة، قبل أن ينضم إليهم نجوم الجيل السادس في الألفية الثالثة، لتصبح مشاركة أفلام هذين الجيلين في مهرجانات السينما الدولية قاعدة أساسية مع استحقاقهم كثيرا من الجوائز بعد فرض وجودهم ونجاحاتهم على الواقعين العالمي والمحلي.
التمويل من الخارج:
اعتمد هذا الجيل على الاستوديوهات التي تملكها شركات إنتاج مستقلة، ونجح البعض الآخر في تمويل أفلامهم من الخارج مثل المخرج زانج ييمو، الذي مول فيلمه "لا أقل من واحدة" عام 1999 من شركة كولومبيا الأمريكية، وحصد الفيلم جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا، كما بيعت حقوق توزيعه في الولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك المخرج تشين كايج، الذي تكلف فيلمه عام 1999 والذي حمل اسم "الإمبراطور والقاتل"، 11 مليون دولار، بينما تكلف ديكور القصر الإمبراطوري وحده 20 مليون دولار، وبيعت حقوق توزيعه في الوولايات المتحدة وأوروبا، وهي البلاد التي مولت إنتاج فيلمه.
لكن أعمدة هذا الجيل اتخذوا فيما بعد طابعا تجاريا واضحا في أعمالهم، ربما نتيجة للاعتراف الاجتماعي بهم وضغوط اقتصاد السوق، من أمثال تشانج يي مو، الذي حقق بفيلمه "البطل" إيرادات شباك بلغت عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية.
كما اتجه الجيل الجديد في السينما الصينية إلى صنع المسلسلات التلفزيونية بجانب الأفلام التجارية التي ترضي ذوق الجمهور المحلي، ليصبح شباك التذاكر المعيار والمحرك لتوجهاتهم في السنوات الأخيرة بإرضاء الذوق المتغير للجمهور المحلي، ومن هؤلاء "فينج تسياو جانج"، الذي أخرج 3 أفلام تجارية مولتها شركة إنتاج مستقلة، وحققت رقما قياسيا في الشباك.
رواد الجيل الخامس:
ومن الطريف أن أحد مخرجي الجيل الخامس "تيان جوانج" ساعد ومول أفلام الجيل السادس، كما فعل مع "لو يي" بعد أن حقق أعمالا تلفزيونية ناجحة، ليخرج فيلمه الروائي الطويل الأول "عشاق عطلة نهاية الأسبوع"، الذي فاز بجائزة "فاسبندر" في مهرجان مانهايم عام 1996، ثم فاز عن فيلمه الثاني "نهر سوزو" بالجائزة الكبرى لمهرجان روتردام.
يقف على رأس الجيل الخامس، الذي ارتبط اسمه بالموجة الصينية الجديدة التي خرجت من معهد بكين للسينما المخرج "زانج ييمو"، الذي يعدونه نموذجا على تطور السينما الصينية منذ عمله مصورا، قبل أن ينجز عمله الروائي الطويل الأول مخرجا هذه المرة بعنوان "حقول الذرة الحمراء".
الفيلم البديع الذي تجاوز الواقعية المباشرة، يقدم لوحة فنية مبتكرة في الجماليات، ليصبح هذا الفيلم أحد أهم عناوين السينما الصينية الجديدة، بل وكان أول فيلم صيني يظفر بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي لعام 1988، كما فاز المخرج بعدها بالعديد من الجوائز خلال المهرجانات السينمائية الدولية في كل من فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا.
وشهدت أعمال زانج ييمو تغيرات مهمة تجسدت في الفيلم الوثائقي "لن يغيب أحد"، الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي بمهرجان البندقية السينمائي.
ويعد النقاد فيلم "الأرض الصفراء" لتشن كايجه بمثابة التأريخ لظهور حركة السينما الصينية الجديدة، حيث كان بمثابة تطور في جماليات الفيلم الصيني.
الجيل السادس:
بعد أن أصبحت السينما الصينية ضيفا في عديد من المهرجانات الدولية على يد الجيل الخامس، شهد الجيل السادس ظهور مخرجين سينمائيين لا يقلون أهمية عن تشانج يي مو، ومن أشهرهم وانج شياو شوان، وجيا تشانج كه وغيرهما.
استطاع وانج شياو شوان بفيلم "جين خونج"، وشوان وجيا تشانج كه بفيلمي "المنصة" و"ما زال في الحياة بقية"، وغيرها من الأفلام، مواكبة التطور السريع للصين المعاصرة، وأصبحت هذه الأفلام نافذة يطل من خلالها العالم الخارجي على الصين، ليفهم واقع الصين الحقيقي، ليهيمن الجيل السادس على نشاطات السينما الصينية في مهرجانات السينما الدولية.
ومن ضمن أسماء هذا الجيل السادس يبرز المخرج لي يانج صاحب فيلم "البئر الداخلية"، ووانج شاو مخرج "فانتازيا" سنة 2014، ولو يي، صاحب "ليالي السكر الربيعي" سنة 2009، و"اللغز" سنة 2012، ووانج بينج، مخرج فيلم "غرب السكة الحديدية" سنة 2002، و"الأخوات الثلاث ليونان"، سنة 2012، والمخرجة لي يو، التي تمثل جيل الشباب، وهي صاحبة فيلم "جبل بوذا" الذي أخرجته عام 2015.
وظهر فيلم مثل "زواج تويا" للمخرج وانج تشيوان، لنراه يحصل على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ57، كما بدأت سينما هذا الجيل تركز على الطبيعة البشرية بدلا من النقد الاجتماعي، مع خليط من الرومانسية الواقعية، وكان ذلك بهدف سعيهم إلى تحقيق اعتراف محلي على توجههم، بعد الاعتراف الدولي الذي حصلت عليه أعمالهم الفنية.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز