تعبئة «استثنائية» لإضراب 18 سبتمبر.. فرنسا فوق «بركان التقشف»

تشهد فرنسا، الخميس، تعبئة اجتماعية واسعة النطاق، مع دعوة النقابات العمالية إلى إضراب ومظاهرات في كبرى المدن الفرنسية، رفضاً لإجراءات التقشف.
وبينما تتأهب السلطات لموجة احتجاجات شبيهة بتلك التي رافقت إصلاحات التقاعد في 2023، تتزايد المخاوف من انزلاق المظاهرات إلى العنف، خصوصاً بعد تحذيرات وزير الداخلية المستقيل برونو ريتايو من مشاركة مجموعات متطرفة، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
النقابات الكبرى اتحدت من جديد، في خطوة هي الأولى منذ يونيو/حزيران 2023، لدعوة العمال والموظفين إلى النزول إلى الشارع، والهدف هو الضغط على الحكومة الجديدة برئاسة سيباستيان لوكورنو لمنعها من المضي قدماً في الإجراءات المالية التي طرحها فرانسوا بايرو قبل سقوط حكومته في 8 سبتمبر/أيلول.
وتتوقع السلطات مشاركة قد تتجاوز 400 ألف متظاهر، وهو رقم يفوق بكثير مظاهرات 10 سبتمبر/أيلول الماضي.
تحذير من العنف
وأكد وزير الداخلية المستقيل، برونو ريتايو خلال مقابلة مع "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية، أنه لن يبقى "بشكل تلقائي" وزيراً للداخلية في الحكومة المقبلة، مشدداً على أن حزبه "الجمهوريين" ليس جزءاً من الأغلبية الرئاسية.
وفي الوقت نفسه، حذر من أن يوم 18 سبتمبر سيكون "هجينا"، إذ قد يشهد صباحاً عمليات تعطيل للطرق وأعمال تخريب، مع مشاركة مجموعات من أقصى اليسار وصفها بأنها "عنيفة للغاية".
كما قدر أن بين "5 آلاف و10 آلاف شخص" قد يأتون للمواجهة المباشرة مع الشرطة.
خريطة التعبئة
من جابنها، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن التظاهرات ستشمل مختلف أنحاء البلاد، مع مسيرات مركزية في المدن الكبرى، تجري كالتالي:
- باريس: انطلاق من ساحة الباستيل عند الساعة 14:00 مروراً بساحة الجمهورية وصولاً إلى ساحة الأمة.
- مارسيليا: التجمع عند الميناء القديم الساعة 10:30 صباحاً.
- ليون: انطلاق من مصنع التبغ الساعة 11:00 باتجاه ساحة بيلكور.
- ليل: تجمع عند بوابة باريس ابتداءً من 14:30.
- تولوز: مسيرة من ساحة سان سيبريان الساعة 14:00.
- مونبلييه: الانطلاق من ساحة ألبرت الأول عند 10:30.
- ستراسبورغ: التجمع في ساحة الجمهورية الساعة 14:00.
- بوردو: التجمع عند ساحة البورصة ابتداءً من 14:00.
حشد متواصل
وقبل يوم الإضراب، شهدت باريس وضواحيها سلسلة من الاجتماعات والوقفات التحضيرية، إذ اجتمع عمال التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية والاستشارات مساء الثلاثاء في بورصة العمل، بينما دعا عمال السكك الحديدية إلى اجتماع آخر ظهر الخميس في ساحة محطة الشمال.
ورغم أن رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو وعد بـ"تغييرات جوهرية" في أسلوب الحكم، فإن النقابات تصر على أن تعبئة 18 سبتمبر/أيلول هي وسيلة للضغط والتأثير في صياغة التوجهات الاقتصادية المقبلة.
وبينما تتأرجح الحكومة بين مشاورات مع اليمين والوسط من جهة، ومخاوف من شلل البلاد من جهة أخرى، يبدو أن فرنسا تتجه نحو اختبار اجتماعي وسياسي كبير، قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز