4 دول آسيوية تكافح كورونا بكل الأسلحة.. منها مكافأة 100 دولار
كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج وتايوان تحشد كل أسلحتها لكبح انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، يرصد هذا التقرير بعضا منها
من سنغافورة إلى كوريا الجنوبية، تواصل الدول في شتى أنحاء آسيا منذ أسابيع حشد جهودها لمحاولة احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وحققت بعض تلك الدول نجاحا عن طريق الجمع بين الفحوصات واسعة النطاق واستخدام التكنولوجيا وتدابير العزل، من أجل كبح تفشي الفيروس، غير أن حالة عدم اليقين بشأن المسار المقبل للفيروس تعني أن المنطقة لم تبتعد عن الخطر بعد.
واستعرضت صحيفة "الجارديان" البريطانية بعضاً من الوسائل التي اعتمدتها كل من كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج وتايوان من أجل النجاح في التصدي لفيروس كورونا.
ركِّزت حكومة كوريا الجنوبية على إجراء فحوصات لأكبر عدد ممكن من الناس، بدلا من تطبيق سياسة الإغلاق في بعض المناطق، في محاولة لتحديد بؤر العدوى، إلى جانب التشجيع على تدابير العزل الاجتماعي.
وتلقت مدينة دايجو، وهي واحدة من 3 مناطق "رعاية خاصة"، مزيدا من الإمدادات الطبية والطواقم والعمال من أجل تطهير وتعقيم الشوارع.
وتُجري البلاد نحو 15 ألف اختبار يومياً دون رسوم، وصل مجموعها حتى الآن إلى 200 ألف فحص تقريبا، وأنشأت نحو 50 مركز فحص متنقل، وأرسلت تنبيهات للهواتف بشأن تحركات الأشخاص الذين جاءت نتائجهم إيجابية للإصابة بالفيروس.
وسجلت كوريا الجنوبية أكبر عدد من الإصابات خارج الصين، لكن يوم الثلاثاء أفادت بتسجيل أدنى رقم يومي للإصابات بالفيروس خلال أسبوعين، ما دفع الرئيس مون جاي-إن لترجيح أن البلاد على وشك دخول "مرحلة الاستقرار".
أما في سنغافورة، فبدا خلال الأيام الأولى لتفشي الفيروس أن البلاد تعرضت لضربة قوية، إذ إنه بحلول منتصف فبراير/شباط سجلت 58 حالة إصابة، وهي واحدة من أكبر الأرقام التي أكدتها أي دولة خارج الصين.
وتباطأت أعداد الإصابات الجديدة خلال الأسابيع الأخيرة، وتعافى 78 مريضا من بين 160 جاءت نتائج فحوصاتهم إيجابية للفيروس.
وقال ديل فيشر، الأستاذ بجامعة سنغافورة الوطنية: "لا نفعل أي شيء مختلف، فقط نقوم بالأمر على النحو السليم".
وطبقت سنغافورة نظام الحجر الصحي في المنازل بصرامة، فضلًا عن برنامج شامل لتتبع أثر المخالطين للمرضى.
وأوضح فيشر أن هذا الأمر استند إلى رسائل واضحة من المسؤولين، الذي كرروا التأكيد على ضرورة تحمل المسؤولية الاجتماعية، كما حذرت السلطات من عقوبات مشددة على مخالفة التوجيهات.
ومنذ بداية تفشي الفيروس، عزل آلاف الناس أنفسهم، وتمَّ التواصل مرات عدة على مدار اليوم مع الأشخاص الذين طُلِب منهم الخضوع لعزل ذاتي، فضلا عن مطالبتهم بالضغط على رابط لمشاركة موقع هاتفهم.
ونفذ المسؤولون بأنفسهم عمليات معاينة عشوائية لضمان امتثال الناس للتوجيهات، أما أولئك الذين لا يلتزمون البقاء في المنزل فإنهم يعرضون أنفسهم لغرامة تصل قيمتها إلى 10 آلاف دولار أو السجن لمدة 6 أشهر.
ويحصل الأشخاص الذين يعزلون أنفسهم على دعم مادي، إذ يتلقى مَن يعملون لحسابهم الخاص 100 دولار في اليوم.
وفي هونج كونج، يمكن العثور على تفاصيل حالات الإصابة عبر المصادر الإلكترونية الخاصة بالحكومة، من بينها أعمار المرضى، والمناطق التي يعيشون فيها.
كما توضح الخرائط الموقع العام لآلاف الأشخاص الذين يخضعون لحجر صحي أو عزل ذاتي.
أما تايوان، فتلقت إشادة على استجابتها السريعة لفيروس كورونا المستجد، إذ نسقت الحكومة جهودها عن طريق مركز قيادة مكافحة الأوبئة، الذي تمَّ تأسيسه بعد تفشي فيروس "سارس"، ويضم البيانات المتكاملة من لجنة الصحة الوطنية وسلطات الهجرة والجمارك.
واتجهت الحكومة لتعزيز هيئات الصحة، وتفعيل تنبيهات السفر الخاصة بالدول المصابة بالفيروس، وتمويل أفراد الجيش لتسهيل إنتاج الأقنعة، كما حظرت جميع الصادرات للإبقاء على الإمدادات قبل تقنينها في نهاية المطاف.
وفرضت السلطات عقوبات تتعلق بتخزين الإمدادات الطبية، ونشر المعلومات الخاطئة، وعدم الالتزام بالأوامر الخاصة بالحجر الصحي.