«التجمع الأوروبي».. البحث عن «اختراق سياسي نادر» في ضباب كوبنهاغن

لم يحقق التجمع السياسي الأوروبي، الذي كان محل اهتمام كبير في السابق، نتائج ملموسة، لكنه لا يزال مفيدا للحوار والمبادرات.
وأصبحت الجماعة السياسية الأوروبية، التي روج لها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مجرد لقاء ترحيبي، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وفي حين يخطط أكثر من 40 زعيماً من جميع أنحاء أوروبا لحضور النسخة السابعة من هذا الحدث في كوبنهاغن يوم الخميس، فإن التوقعات بشأن تحقيق نتائج ملموسة منخفضة.
وقال دبلوماسيون ومحللون، بعضهم طلب عدم الكشف عن هويته إما لانتقاد الحدث بحرية أو لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام، لـ"بوليتيكو"، إن ما روج له ماكرون قبل ثلاث سنوات على أنه ”مساحة جديدة للتعاون السياسي“ تحول إلى ما هو أكثر قليلاً من عرض جانبي دبلوماسي، خاصة بالنظر إلى أن اجتماع الخميس يأتي في أعقاب قمة مهمة للمجلس الأوروبي في العاصمة الدنماركية.
كما يأتي الاجتماع في سياق صعب، إذ تعرضت دول أوروبية لحوادث تحليق طائرات مسيرة نسبتها إلى روسيا رغم نفي موسكو، وعطلت الملاحة المدنية، ما يفاقم التوتر في القارة.
ومع مرور الوقت، أصبح التجمع السياسي الأوروبي، فرصة للقادة للقاء أقرانهم الذين لم يروهم منذ فترة أو لعرض مبادرات سياسية أمام جمهور مرموق.
وأطلق الرئيس الفرنسي التجمع السياسي الأوروبي، قبل ثلاث سنوات في أعقاب بداية الحرب في أوكرانيا، وذلك أيضًا لمنح الدول الأوروبية التي تتنافس على عضوية الاتحاد الأوروبي مقعدًا على طاولة جديدة.
ووفق "بوليتيكو"، فإن عدم ارتقاء هذا الحدث إلى مستوى الضجة الإعلامية المحيطة به، يعد أمرا مفاجئا إلى حد ما، بالنظر إلى سمعة ماكرون كقوة جيوسياسية، خاصةً بالمقارنة مع سجله المحلي المتقلب.
سبب المشكلة
ولم يسفر آخر اجتماع للتجمع السياسي الأوروبي، الذي عقد في ألبانيا في مايو/أيار، عن نتائج ملموسة.
هنا، قال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي: ”لا أستطيع أن أفكر في نتيجة ملموسة ومحددة من الجزء الرسمي من التجمع السياسي الأوروبي“.
جزء من المشكلة هو أن قمة التجمع السياسي الأوروبي زائدة عن الحاجة؛ إذ يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي بالفعل في مجالس أوروبية، رسمية وغير رسمية.
كما تتيح مجموعة السبع ومجموعة العشرين، للأعضاء وغير الأعضاء على حد سواء، فرصة الالتقاء على هامش تلك القمم. كما يعقد أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" قمة سنوية للتحالف لمناقشة قضايا الدفاع، بالإضافة إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
في هذا السياق، قالت بوجانا زوريتش، محللة سياسات في معهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبي: ”هناك خطر أن يصبح التجمع السياسي الأوروبي، مجرد منصة متعددة الأطراف أخرى لعقد اجتماعات جانبية، ونحن لدينا الكثير منها“.
وأضافت: ”كانت توقعاتنا أكبر“، رغم أنها أقرت بأن المحادثات غير الرسمية يمكن أن تكون مفيدة.
"ليس فاشلا"
وعلى الرغم من أن الاجتماع لم يرق إلى مستوى التوقعات التي وضعها ماكرون، إلا أن معظم الذين تحدثوا لـ"بوليتيكو"، قالوا إنه من الخطأ اعتباره فاشلاً، لأن الحوار لا يضر أحداً في النهاية.
إذ قال سيلفان كان، أستاذ التاريخ الأوروبي في معهد العلوم السياسية في باريس، إنه من المهم أن نتذكر أن أهداف التجمع السياسي الأوروبي كانت غامضة منذ البداية على الرغم من اللغة الرنانة التي استخدمها ماكرون.
وتابع أن المبادرة توفر فرصة لجمع ”جميع الدول التي لا تدعم الهجوم أوكرانيا في قارب واحد يقوده الاتحاد الأوروبي. وهذا أمر ذكي“.
وأشاد دبلوماسي من دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، بمبادرة التجمع السياسي الأوروبي، باعتبارها ”إطارًا جيدًا للتعاون، يتيح في الغالب بعض الدعاية وبناء التوافق في الداخل“ فضلا عن طرح مبادرات بمجالات مختلفة.
واستغلت فرنسا ومولدوفا اجتماعًا سابقًا للكشف عن مبادرة لمكافحة التضليل، ومن المقرر أن يقدم ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، اليوم الخميس، مبادرة مشتركة جديدة لمكافحة الاتجار بالمخدرات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز