قصة 14 ألف صوت قلبت السياسة الألمانية

حتى قرب الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، كان الألمان يستعدون لرحلة متوقعة إلى "كينيا" من أجل تشكيل الحكومة تقود البلاد لـ4 سنوات مقبلة.
لكن "انقلاب" حدث وقت إعلان النتائج النهائية، حيث كان التوقع أن تساعد ولايات الشرق، تحالف سارة فاغنكنشت، في تحقيق الـ٥% المطلوبة لدخول البرلمان، لكن ذلك لم يحدث بفارق 14 ألف صوت فقط. وبدلا من تحقيق العتبة، توقف التحالف عند 4.975% في النهاية.
وسبق ذلك دراما حتى في حفل الاتحاد المسيحي بمناسبة فوزه بالانتخابات، حيث كان زعيمه فريدريش ميرتس قد أنهى ظهورا تلفزيونيا، وعاد إلى الاحتفال، بالتزامن مع إعلان التلفزيون الحكومي أن تحالف سارة فاغنكنشت وصل إلى 5% من الأصوات، فيما كان الفرز مستمرا.
كان لهذا الخبر أفسد حفل الاتحاد المسيحي الذي كان مستمرا بالفعل منذ وقت طويل، ولم يرغب ميرتس في الرقص على الرغم من أن زوجته شارلوت حاولت دفعه لذلك.
إذ كان ميرتس، يتخوف من عدم الاستقرار والمفاوضات الطويلة التي سيجلبها ضم شريك ثالث إلى الائتلاف الحاكم، وفق صحيفة "بيلد" الألمانية.
ماذا تغير؟
مفاجأة النتيجة النهائية، قلبت كل حسابات السياسة الألمانية في السنوات المقبلة، من توزيع مقاعد البرلمان والأوزان النسبية للأحزاب، إلى شكل الحكومة المقبلة، ومدى استقرار البلد الذي عانى كثيرا من حكومة ثلاثية قادته في السنوات الثلاث الماضية.
وببساطة، إذا دخل تحالف سارة فاغنكنشت البرلمان، كانت المقاعد ستتوزع على 6 أحزاب كل وفق وزنه النسبي في الانتخابات وبالتالي كانت البلاد ستكون بحاجة لتحالف ثلاثي من الاتحاد المسيحي "يمين وسط"، والاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، والخضر "يسار وسط"، يعرف إعلاميا باسم "كينيا" بسبب تطابق ألوان الأحزاب الثلاثة مع ألوان علم كينيا، لتكوين أغلبية برلمانية.
لكن فشل التحالف، أعاد توزيع المقاعد على 5، ما منح الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي معا 328 مقعدا، أي أكبر من الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة (٣١٦ مقعدا).
ووفق هذا السيناريو، تتجه البلاد لتشكيل حكومة ثنائية معتادة تاريخيا، بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي تعرف باسم "غروكو"، ما سيمنح ألمانيا فرصة قوية لتحقيق الاستقرار ودفع اقتصادها، والعودة للعب الدور القيادي في أوروبا.
كما من المتوقع أن تكون مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم قصيرة، لأن المفاوضات ستكون بين تكتلين اعتادا التفاوض معا، وليس هناك حزب ثالثا يفرض شروطه، وفق مراقبين.
وأسفرت النتائج النهائية عن حصول الاتحاد المسيحي على 28.6 %، وحزب البديل لأجل ألمانيا على 20.8%، وهي أفضل نتيجة في تاريخ الأخير على الإطلاق.
بينما حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي أسوأ نتيجة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بنسبة 16.4%.
وحصد حزب الخضر 11.6%، واليسار، مفاجأة الانتخابات، 8.8%.
aXA6IDUyLjE0LjE0NC43NSA= جزيرة ام اند امز