أمل جديد للمحرومين من النوم.. تحديد السبب الجذري للأرق

توصل علماء للسبب الجذري وراء معاناة الملايين من الأرق المزمن، وتبين أن المشكلة ليست وسائد غير مريحة أو كثرة التفكير، بل في الأمعاء.
وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة "جينيرال سايكياتري" الطبية، استكشف الباحثون العلاقة بين النوم ووجود أنواع معينة من البكتيريا في الجهاز الهضمي.
وقالت شانغيون شي، الباحثة من جامعة نانجينغ الطبية في الصين، إن هناك رابطًا مباشرًا بين البكتيريا المعوية وخطر الإصابة بالأرق.
واعتمدت الدراسة على بيانات 386,533 شخصًا يعانون من الأرق، وقارنتها مع بيانات من دراستين حول الميكروبيوم شملت 26,548 شخصًا، حيث تم تحديد 71 مجموعة من البكتيريا المشتركة بينهم.
وكشفت النتائج أن بعض أنواع البكتيريا قد تزيد أو تقلل من خطر الإصابة بالأرق، بينما يبدو أن الأرق نفسه يؤثر أيضًا على توازن الميكروبات في الأمعاء.
ووحددت الدراسة 14 مجموعة من البكتيريا مرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بالأرق بنسبة 1-4٪، و8 مجموعات مرتبطة بانخفاض احتمالية الإصابة بنسبة 1-3٪.
كما وجد الباحثون أن الأرق يمكن أن يؤدي إلى انخفاض 43 إلى 79٪ في سبع مجموعات من البكتيريا، في حين زادت وفرة 12 مجموعة أخرى بأكثر من أربعة أضعاف.
ومن بين هذه المجموعات، فئة بكتيريا " أودوريباكتر" ، المعروفة بدورها في دعم صحة الأمعاء وتقليل الالتهابات في الجسم، وارتبط انخفاض مستوياتها بحالات مرضية مثل أمراض الأمعاء الالتهابية، السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني.
وأوضحت شي أن الدراسة تعزز فكرة وجود علاقة ثنائية معقدة بين الأرق والميكروبات المعوية، مشيرة إلى أن علاج الأرق مستقبلا قد يشمل ضبط مستويات البكتيريا في الأمعاء عبر البروبيوتيك، البريبايوتكس، أو حتى زرع الميكروبات البرازية.
لكن الباحثة أكدت أن الدراسة لها قيود مهمة، منها أن جميع المشاركين من أصل أوروبي، ولم تُؤخذ في الاعتبار العوامل الحياتية مثل النظام الغذائي ونمط الحياة، التي تؤثر على الميكروبيوم.
وتشير تقديرات هيئة الصحة الوطنية البريطانية إلى أن نحو ثلث البريطانيين يعانون من الأرق، مع نسبة مماثلة في الولايات المتحدة، مما يجعل هذه النتائج مهمة لقطاع واسع من الناس حول العالم.